بسم الله الرحمن الرحيم
مطالبة مؤتمر "أصدقاء سوريا" بانتقال "سلمي" للحكم دون مساءلة بشار عن جرائمه
هو استخفاف بدماء المسلمين وكراماتهم ودينهم
في 2012/2/24م اجتمع في تونس برئاسة وزير خارجيتها ممثلو أكثر من 70 دولة ومجموعة دولية في مؤتمر تحت عنوان "أصدقاء سوريا" وقد قاطعته كل من روسيا والصين في إشارة واضحة على استمرار دعمهما للنظام السوري المجرم، وبحضور وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وتركيا والدول العربية ما عدا لبنان، وقد اجتمعوا لبحث سبل وقف العنف الدموي الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه. وقد دعا البيان الختامي إلى حل سياسي للأزمة السورية... وناشد جامعة الدول العربية عقد اجتماع يضم المجموعات والشخصيات التي تمثل المعارضة بمن فيهم الناشطون داخل سوريا وذلك من أجل الاتفاق على آلية تنسيق تمثل جميع الأطراف... وإصدار بيان واضح حول العملية الانتقالية في سوريا... إضافة إلى الالتزام بتشكيل حكومة مدنية في المستقبل تعمل على حماية حقوق الأقليات. ومن الجدير ذكره أن هذا المؤتمر كغيره من المؤتمرات هو إحدى حلقات الصراع الدولي على سوريا؛ إذ كانت أول الدعوة إليه من فرنسا لزيادة محاصرة النظام السوري والإسراع في إسقاط بشار؛ ولكن أمريكا استطاعت أن تؤثر في قرارته لتخرج مائعة ضعيفة تستجدي النظام السوري القبول بإيصال المساعدات الغذائية والطبية، وفي الوقت نفسه تُطمِع هذه القرارت بضعفها بشار وعصابته على الاستمرار في ممارسة إجرامه، وهذا ما حدث بالفعل، فقد استمر بقصفه للمدن، وخاصة في بابا عمرو، وفي قتله للشعب السوري بأبشع الصور معتمداً على أنه محميّ، ليس من روسيا والصين فحسب، بل من أمريكا التي أثّرت في قرارت المؤتمر لمصلحته، والتي تسخر دول المنطقة التابعة لها من مثل إيران وتركيا والعراق ولبنان بحكومته الحالية... لعدم خروج ما يجري في سوريا عن إرادتها ومصلحتها. والملاحِظ لهذه القرارت يرى أنها تصب في مصلحة أمريكا لجهة المماطلة في أي حل حاسم إلى أن ينضج البديل لبشار فيحل عميل مكان عميل! ومن ثم يكون الحل الذي تنادي به أمريكا من انتقال سلمي، كما تزعم، للسلطة دون مساءلة لبشار عما ارتكبه من جرائم! وتأثير أمريكا في المؤتمر للماطلة في الحل يدل على عدم إنضاج البديل... أما المجلس الوطني فلم يحصل من كلينتون إلا على شهادة أنه "ممثل ذو صدقية"، ما يدل على أنه لم ينضج بعد، وأنه يحتاج إلى شهادة أخرى من أمريكا أكبر!
أيها المسلمون المؤمنون الصابرون الصادقون في سوريا:
إن الذين اجتمعوا في هذا المؤتمر ليسوا أصدقاء للشعب السوري المسلم، بل هم أعداء يبنون علاقتهم على مصالحهم. وإن ما خرج به هذا المؤتمر هو أكبر شاهد على التآمر الخارجي عليكم. وإن ما يتم اقتراحه من تنحي بشار من غير أي مساءلة على جرائمه المهولة، لهو استخفاف بدمائكم وكراماتكم ودينكم.
إن الله سبحانه وتعالى يأمركم أن تلجؤوا إليه وحده لا إلى أمريكا أو إلى دول أوروبا، فهذا حرام. وإنه سبحانه وتعالى يأمركم أن تلتزموا بشرعه وحده وطريقة رسوله صلى الله عليه وسلم في التغيير لا بقرارات مجلس الأمن ولا بقانون الكفر الدولي، فهذا حرام. وإن الإسلام وحده هو الكفيل بجمع المسلمين على كلمة سواء وإنقاذهم، بل وإنقاذ سائر المسلمين بهم.
وإن حزب التحرير قد مر في أيام دعوته، في سوريا وفي كل بلاد المسلمين، بأصعب الظروف، فاستمر صابرا ثابتاً على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم دون أن يحيد عنها قيد شعرة، وهو لم يفكر أدنى تفكير بالاستسلام للواقع وأخذ الحلول من خارج الشرع، وهو يدعوكم إلى ما هو عليه من قوة إيمان وصدق التزام واصرار على إقامة الخلافة الراشدة الثانية سائلاً الله الرضى عنه بإقامة هذا الأمر فيكم ومعكم.
وإننا في حزب التحرير نتوجه إلى المسلمين المؤمنين الثائرين في سوريا طالبين منهم أن يخلصوا في ثورتهم لله سبحانه وتعالى وحده. ونتوجه إلى أهل القوة من المسلمين أن ينصروا دينهم ويحموا أهلهم ويحسنوا التفكير والتخطيط والتنفيذ بأخذ الحكم وإسقاط النظام الأسدي البائد لنحقق معاً وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقامة الخلافة الراشدة الثانية في آخر الزمان وعسى أن يكون عقر دارها الشام . فهنيئاً لمن كانت له يدٌ في إقامة صرحها.
قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
03 من ربيع الثاني 1433
الموافق 2012/02/25م
حزب التحرير
ولاية سوريا