بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمون في سوريا:
إن النظام السوري الهالك يتصرف من وحي الموقف الدولي الذي يؤمّن له الغطاء لجرائمه،
فليكن تصرفكم من وحي عقيدتكم الإسلامية التي تفرض عليكم إقامة الخلافة الإسلامية
بعد اصطدام الحلِّ الذي ذهبت به جامعة الدول العربية إلى مجلس الأمن بالفيتو الروسي والصيني خلال جلسة التصويت التي عقدت يوم السبت في 4/2/2012م والذي يدعو إلى انتقال سلمي للحكم في سوريا، قررت الجامعة العربية في ختام اجتماعها الوزاري في القاهرة مساء الأحد في 12/2/2012م "دعوة مجلس الأمن لإصدار قرار بتشكيل قوات حفظ سلام عربية أممية مشتركة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار" في سوريا، كما قررت إنهاء مهمة المراقبين العرب، ووقف كل أشكال التعامل الدبلوماسي مع دمشق، وتشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. كما رحبت الجامعة "بدعوة الجمهورية التونسية لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر انعقاده بتاريخ الرابع والعشرين من الشهر الحالي، والحرص على أهمية مشاركة الدول العربية في هذا المؤتمر".
إن المتدبر لهذه القرارات لا يراها تنتج حلاً للمجازر التي يتعرض لها الأهل في سوريا فلا تملك آلية حاسمة لتنفيذها، بل هي تتوجه إلى مجلس الأمن لإرسال قوات تحفظ أمن الناس، وهو لا يحفظ أمن نفسه من حقوق النقض للدول الكبرى التي تتحكم فيه وفق مصالحها! وليست بعيدة عن الإذهان قراراتُه بالنسبة لقضايا المسلمين، وبخاصة الأرض المباركة في فلسطين...
إن هذه القرارات وأمثالها تكشف حقيقة يجب أن يَعِيَها الناس وهي أن القرار ليس بيد الجامعة، وإنما بيد الدول الاستعمارية التي تتصارع على أرض سوريا، وبخاصة أمريكا، وأن الجامعة هي ساحة خلفية لهذا الصراع!
إن الدولة الفاعلة في هذا الصراع هي أمريكا، فهي تمسك بمقاليد الحكم، حيث هي التي أتت بآل الأسد ودعمتهم لتحقيق مصالحها ومصالح يهود... وهي تدرك الآن أن "بشار" غير قادر على الاستقرار في السلطة، ومن ثَمَّ تحقيق مصالحها في المنطقة، لذلك فهي تبحث عن عميل آخر يحل مكانه، لكن بوجه أقل سواداً يسهل على الناس أن ينخدعوا به، وإلى أن ينضج البديل فهي تمهل "بشار"، ومن ثَم يستمر بأعمال القتل والبطش...
أيها المسلمون:
إن نظام بشار آيل للسقوط، وهي حقيقة يدركها كل صاحب عينين، فلا تمكِّنوا أمريكا من أن تستبدل عميل بعميل، فتبقى ممسكة بالحكم في سوريا، وإلا ذهبت دماؤكم هدراً وتضحياتكم سدى، بل أنتم الأحق بالحكم وأهله، وإنكم لقادرون على ذلك بتضحياتكم، وتضحية جندكم المخلصين، أهل القوة المنتصرين بإذن الله، فلا تركنوا إلى مجلس الأمن لحل قضيتكم، فهو حرام شرعاً وانتحار سياسي، وإننا في حزب التحرير نريد منكم أن تأخذوا العبرة مما يجري في مجلس الأمن من غدر وخيانة لقضيتكم وهذا دأبه... وأن تكفّوا أيادي المجلس الوطني والجامعة العربية عن ثورتكم. فالحل يعتمد أول ما يعتمد على الإيمان بالله واستمداد العون منه وحده، واتباع طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في التغيير، ويعتمد على قطع العلاقة مع القوى الخارجية التي لها أهدافها غير البريئة... ويعتمد على القوى الذاتية وهي كثيرة وقوية وفعّالة بعون الله، ويخشى منها النظام كثيراً ويعمل لها ألف حساب؛ وهي أن تتوجهوا توجهاً إيمانياً نحو جميع أبناء الشعب السوري للانخراط في عملية التغيير، وأن تتوجهوا كذلك إيمانياً نحو أبنائكم من الجيش السوري لنصرة دينهم وحماية أهلهم، وأن تتوجهوا أيضاً إيمانياً نحو إخوتكم من الشعوب الإسلامية للاستنصار بهم على حاكمكم وحكامهم وليقفوا معكم ضد كل من يقف ضدكم من شعوب العالم...
أيها الضباط والجنود الأباة في سوريا:
إن التغيير الحقيقي في سوريا في أيديكم، وإننا في حزب التحرير نتوجه إليكم بإيماننا الذي نؤمن به أن الله وحده هو الخالق المدبّر الحاكم الآمر الناهي... فنمدّ إليكم يداً نظيفة قد عاهدت الله على خلع هذا النظام، وقلع نفوذ الغرب الكافر لا الاعتماد عليه، وإقامة دولة الإسلام خلافة على منهاج النبوة لا دولة علمانية مدنية كما يريد الغرب الرأسمالي الكافر وأتباعه من المجلس الوطني الذين يرددون قوله في العلمانية المدنية... فمدوا إلى حزب التحرير يدكم لتعقدوا معه أشرف صفقة تنالون بها أشرف وسام بأن يسميكم الإسلام والمسلمون أنصار الله ودينه، فينصركم الله نصراً عزيزا، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }.
21 من ربيع الاول 1433
الموافق 2012/02/13م
حزب التحرير
ولاية سوريا