التاريخ الهجري 04 من ربيع الاول 1433
التاريخ الميلادي 2012/01/27م
رقم الإصدار:ح.ت.ل. 8 / 33
مظاهرة تجديد العهد والوفاء نصرة لانتفاضة الشام في طرابلس
لبى حشود من المصلين دعوة حزب التحرير إلى التظاهر بعد صلاة الجمعة من هذا اليوم، فخرجت مظاهرة حاشدة على الرغم من المطر الغزير الذي كان يهطل على المتظاهرين.
وقد تكلم في نهاية المظاهرة التي وصلت إلى ساحة التل فضيلة الشيخ محمد إبراهيم، فقال:
الحمد لله قاصم الجبارين وهادم دولة الظالمين، الحمد لله ناصر المستضعفين والمظلومين، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
إن ما نشاهده اليوم من إجرام وحشي يقوم به النظام البعثي وشبيحته في سوريا ولبنان تجاوز كل الشرائع والمواثيق. فالاعتقالات والتعذيب والقتل وتقطيع الأوصال وانتهاك الأعراض والمحرمات والمقدسات والتهجير والخطف... وصلت إلى حد يستوجب من كل الأمة، بل من كل الأحرار أن ينتفضوا ويدعموا أهل الشام ويقفوا إلى جانبهم في ثورتهم المباركة على فرعون من فراعنة هذا الزمان.
لقد خبر أهل لبنان وحشية النظام البعثي، وآثار جرائمه ومجازره لم تمح حتى يومنا هذا من بنيان طرابلس ولا من ذاكرة آبائنا ولا أبنائنا ولا من أجساد الأهل ولا من المخطوفين. وما زال هذا الطاغية الباغي يسفك دماء أهلنا في عرسال ووادي خالد والعريضة، ويخطف الشرفاء من سائر المدن والقرى والسلطة تتجاهل دورها ومسؤوليتها في حماية الناس ونصرة المستضعفين، وتدّعي الحياد بينما معظم وزرائها يعلنون ودون حياء تأييدهم للنظام المجرم والسفاك لدماء الأبرياء، بل ويقولون بالفم الملآن إنهم يدعمونه دعمًا مطلقًا، وقد ذكرت كثير من وسائل الإعلام أن أعدادًا كبيرة من شبيحة لبنان انضموا إلى إخوانهم من شياطين سوريا وعاونوهم على قتل الناس وعلى انتهاك المقدسات. فعلى السلطة فتح تحقيق وملاحقة من ثبت تورطه في ذلك، فهؤلاء نص القرآن الكريم على حكمهم فقال تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ). وكان قد وجب على السلطة منذ زمن طويل أن تطرد السفير السوري، فهو ممثل لفرعون بلاد الشام آكل لحوم البشر مصاص الدماء الذي سخّر "حماة الديار" لذبح أبناء الديار. وعلى السلطة أيضًا تأمين الرعاية لأهلنا في سوريا، بل عليها مساندة الشعب السوري في ثورته المباركة التي ستضع بإذن الله الطاغية وأعوانه خلف قضبان المحاكمة الشرعية، هذا إن قبض عليه حيًّا.
أيها الأهل في سوريا الشام:
أهلكم في لبنان الشام معكم، ما يصيبكم يصيبنا، ثورتكم ثورتنا، وحزب التحرير وسائر أهل الحق منكم ومعكم. وها نحن خرجنا اليوم في طرابلس وضواحيها وفي البقاع وغيره نصرةً لكم. ونعاهد الله تعالى ثم نعاهدكم أن لا نهدأ حتى تحقق الثورة غايتها، ليس بالإطاحة بفرعون وأعوانه وحسب، بل وبإبدال دستوره العلماني الوضعي الفاسد بالدستور الإسلامي وإعادة السيادة لشرع الله تعالى وإعادة السلطان في بلاد الشام للأمة. فنكبة الأمة الكبرى بدأت يوم أسقط الغرب وعملاؤه دولة الخلافة وقسّم بلادنا إلى دويلات صغيرة، وخاصة بلاد الشام. ولن تهدأ ثورتنا، ولن تنتهي إلا حين نحقق وعد الله وبشرى نبيه بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
أيها الأهل في سوريا:
لا تنشدوا النصر عند جامعة التآمر العربي، ولا عند مجلس الأمن الدولي، ولا عند سائر الأنظمة التي تسمّي نفسها إسلامية والإسلام منها براء، ولا عند دول الغرب المستعمِرة، ولا سيما أميركا التي تجتهد في إطالة عمر النظام المنقضي عما قريب بإذن الله. ولا تنسوا أن آل الأسد وحكم البعث استولوا على الحكم واستأثروا به برعاية أميركا، ولطالما تاجروا بقضية فلسطين وكانوا حماة لكيان يهودَ طوال فترة حكمهم، واجتهدوا في محاربة دين الله، ووهبوا الجولان لليهود. ولطالما احتفظوا بحق الرد على اعتداءات كيان يهود. واليوم يطلقون النار على المكبّرين في الشوارع. تجاوزوا عن نيران اليهود ولم يتحمّلوا صيحات الله أكبر التي يطلقها الثائرون والمعتدى عليهم من أهل الشام، وما ذلك إلا لأن هذا النظام هو عدو لله ورسوله والمؤمنين. فحسبكم الله ومن اتبعكم من المؤمنين من هذه الأمة. واعلموا أن النصر مع الصبر، فإن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا.
كما خاطب الشيخ إبراهيم أتباع النظام السوري داخل السلطة اللبنانية الذين يستخدمون بعض الأجهزة الرسمية للنيل من حزب التحرير وملاحقة شبابه ومسؤوليه في محاولة منهم لإسكات صوته الداعم ونشاطه المناصر لأهل الشام، مؤكداً أن هذه الممارسات لن تفت في عضد الحزب ولن تثني الحزب قيد أنملة عن مؤازرته للثورة في سوريا.
ومواكبة للتحرك نفسه، وبدعوة من شباب حزب التحرير في منطقة البقاع اعتصم حشد من المصلين أمام مسجد سعد نايل بعد صلاة الجمعة هاتفين نصرة لأهل سوريا، وضد طاغية الشام وأعوانه في سوريا وخارجها.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية لبنان