التاريخ الميلادي 2012/01/23م
رقم الإصدار:
أيها المسلمون في سوريا: اخلعوا عنكم وصاية من يصر على بقاء إدارة الأزمة بيد أعدائكم
أطلقت الجامعة العربية ما سمته مبادرة سياسية لإقامة حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات مبكرة لوضع نهاية للأزمة السورية، على غرار الحل اليمني، بحسب ما صرح به رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد في 22/1/2012م. وكان قد سبق هذا الاجتماع جلسة للجنة الوزارية العربية المكلفة بمتابعة الملف السوري تسلمت فيها تقريراً سمي زوراً وبهتاناً بالتقرير الحاسم سلمه الفريق الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب، ويتناول هذا التقرير الفترة التي وُجِد خلالها المراقبون على الأرض السورية الشهر الفائت فقط، وعلى ضوء التوصيات التي رفعتها اللجنة لمجلس الجامعة قرر الوزراء المجتمعون بالتمديد لعمل المراقبين العرب في سوريا وزيادة عددهم وتوفير الدعم اللازم لهم، على أن يتم العمل على المسار السياسي الذي شمل خارطة طريق تؤمن "خروجاً مشرفاً للأسد وانتقالاً سلمياً للسلطة" بحسب قول الوزير حمد.
هكذا تفتقت عبقرية المجتمعين في القاهرة اليوم وهم يفاخرون بالمبادرة الخليجية لمعالجة الأزمة اليمنية ناسين أو متناسين كم راوغ صالح، وكم كذب، وكم قتل حتى يخرج اليوم بحصانة تنجيه من الناس ولكن لا تنجيه من رب الناس. لقد صدرت هذه القرارات والأوضاع في سوريا لا تزال تتفاقم، ودماء الأبرياء ومعاناة الناس تزيد، وجرائم النظام الفاجر تتصاعد وقد بلغت من البطش والقسوة والإجرام حالة من هو مطمئن من الإفلات من الحساب أو العقاب، فكيف به بعد هذه التطمينات العلنية في هذه القرارات الهزيلة التي صدرت من الجامعة والتي تهدر دماء الشهداء وتضحيات المعذبين والسجناء، هذه القرارات التي صيغت من أجل الالتفاف على الثورة ومساواة الضحية بالجزار!
أيها المسلمون الثائرون الصابرون المحتسبون:
هذا واقع أنظمة الغدر العربية ومقرراتها، أنظمة جاءت من رحم الغرب وتأتمر بأمره، تريد منكم الاكتفاء بتغيير الوجوه وإبقاء النظام السوري تحت سيطرتها، وهي تقدم الحل للنظام للخروج من أزمته والإفلات من عقوبته غير آبهة بما قدمتم من تضحيات ودماء.
أما موقف المجلس الوطني السوري وغيره من المعارضات فهو ليدل دلالة قاطعة على أن هؤلاء يسيرون في طريق الأنظمة العربية نفسه، ويريدون القذف بكم وبثورتكم الطاهرة على أعتاب مجلس الأمن الذي تقوده الدول الكافرة المستعمرة نفسها التي جرت عليكم الحروب والويلات، ويصرُّون على بقاء إدارة الأزمة بيد أعدائكم. وما هؤلاء سوى أدوات، من حيث يدرون أو لا يدرون، يشكلون الخطر الأكبر على الثورة بما يلوكونه من شعارات التعددية والديمقراطية التي تعادي دين الله، ويحذرونكم من تقديم الإسلام نظاماً للحكم ومن رفع شعاراته بذريعة عدم استعداء الغرب!!
أيها الضباط المخلصون في سوريا:
إنّ الدولة الإسلامية، وقد كانت الدولة الأولى في العالم لقرون عدة، لا تزال تحفر في ذاكرة الدول الغربية الكافرة كوابيس تؤرق مستقبل حضارتهم الزائفة وتهدد طريقة عيشهم المبنية على الجشع واستعمار الشعوب، وهم يرتعبون وترتعد فرائصهم من مجرد ذكر دولة الخلافة وتصور عودتها، لذلك هم يحاربون عودة الحكم بالإسلام بكل طاقاتهم وإمكانياتهم، فيستخدمون بعض العملاء أو المضبوعين من أبناء جلدتنا من أجل الحؤول دون عودتها، فعليكم إن كنتم تخشون الله وتحرصون على دينكم وأمتكم أن تعملوا مع حزب التحرير على استئناف الحياة الإسلامية، وأن تكونوا معه فيما يريده لكم من الخير حتى تتوحد طاقاتنا وجهودنا فيما يرضي الله سبحانه وتعالى بإقامة الخلافة الراشدة الموعودة، ولعلها تكون في الشام، فتجتمع بشارتا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "...ثُمَّ تَكونُ خِلافةً عَلى مِنْهاجِ النبوةِ" رواه أحمد، وقال: "عُقْرُ دَارِ الإِسْلامِ بِالشَّامِ" رواه الطبراني. لتتلوهما بشارة ثالثة حيث قال صلى الله عليه وسلم : "تُقَاتِلُونَ الْيَهُودَ حَتَّى يَخْتَبِيَ أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الْحَجَرِ فَيَقُولُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ" رواه البخاري.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية سوريا