النظام الهالك في سوريا يستنجد بالفتنة الأهلية لنجاته من السقوط المحتوم
التفاصيل
التاريخ الهجري 20 من شـعبان 1432
التاريخ الميلادي 2011/07/21م
رقم الإصدار: 1432 هـ /38
النظام الهالك في سوريا يستنجد بالفتنة الأهلية لنجاته من السقوط المحتوم
مع تصاعد الثورة السورية المباركة وازدياد وتيرتها وتسارع أحداثها يجد النظام نفسه وقد ضاق الحبل حول عنقه أكثر وأكثر، فبدأ يتخبط يمنةً ويسرةً، وقد شارفت خططه ومؤامراته على النفاد، وقد قرر الآن اللعب بشكل مفضوح بالورقة الطائفية، وهو ما فتئ يهدد بها من أول يوم قامت به الثورة، وقد وعى شعبنا لهذه المؤامرة وأصر على سلمية الثورة وهتف بأن الشعب السوري واحد رغم القتل والإرهاب والاعتقال، وبعد فشله في قمع الثورة لجأ إلى المكر والخداع باللجوء إلى مؤتمرات الحوار، وبعد أن رد الثوار بـ "جمعة لا للحوار" طار صوابه أكثر وأكثر فبدأ تكتيكا جديدا وهو الزج بالطائفة العلوية وبعضٍ من الدروز والمسيحيين بشكل علني غير مسبوق من حيث الدفع بهم لمواجهة الناس العزل وهم من السكان المجاورين لمناطق الثورات، كما حصل في حمص وريف دمشق في قطنا والزبداني؛ حيث هاجموا السكان وهم مسلحون وقاموا بإطلاق النار المباشر على الناس العزل وبحرق المحلات والسيارات تحت سمع النظام وبصره ودون تدخّلٍ منه.
والأمر الجديد في هذا هو أن الشبّيحة الذين يهاجمون الناس هم من الأحياء المجاورة في كلٍّ من قطنا وحمص، وهم معروفون تماما بالاسم واللقب، وقد حمل بعضهم علم حزب الله تأكيدا للطائفية؛ فقد كشّر النظام عن أنيابه وهو يدفع بأبناء الطائفة العلوية دفعاً، وقد جيّشهم وسلّحهم ضد الثوار المنتفضين ضده، وقد زرع في عقولهم أن مصيرهم مرتبط بمصيره وأن عدوهم واحد. ويبدو أن عقلاء الطائفة مغيّبين عن اتخاذ القرار الصحيح، وهو الانحياز إلى صفوف الثوار، وهم يعلمون أن النظام إلى زوال وسيترك الطائفة إلى مصيرها مع الشعب الذي تأذّى من أعمالهم من قتل ونهب واعتداء على الأعراض.
إن الشارع يغلي في سورية منذ اندلاع الثورة، وهو يرى بطش النظام بالمتظاهرين السلميّين وهو لا يريدها كذلك، وكم من المحاولات التي افتعلها لحرف الثورة عن سلميتها وكلها باءت بالفشل. إن دخول الثورة شهرها الخامس وهي في كل يوم في ازدياد مع ما نلمس من غضّ الطرف من قبل الأنظمة العربية العميلة والعالمية المتواطئة معه على أمتنا بإعطائه المهلة تلو المهلة وخاصة من أمريكا مما جعله يطمئن للغطاء الممنوح له بمزيد من الوقت مع الدعم المالي المقدم له من إيران وبعض دول الخليج والتي تخشى أن تصل الثورة إلى أبوابها، كلُّ هذا سيجعل الشارع، وهو غير المنظم، أن يلجأ إلى حمل السلاح ليدفع عن نفسه القتل وهذا ما يريده النظام، وهو سيدفع أكثر وأكثر لإبراز الأقليات وهي تقوم بالقتل والترويع بدعوى المحافظة على أرواحهم وممتلكاتهم حتى تدب الفوضى بشكل لافت من دون تدخّلٍ منه حتى يصرخ الثوار السلميّون ويطلبون تدخّل الجيش، وهذه المرة سيطلبونه بجدّ لأجل حمايتهم من هؤلاء الطائفيين؛ وبذلك سيبرز النظام على أنه الذي يستطيع أن يحمي الأقليات ويضمن السلم الأهلي المفقود حالياً، فيكون بذلك قد نجح بهذه الورقة الأخيرة!
يا أهلنا في سورية!
اصبروا وصابروا واحذروا أن يجرّكم النظام لمبتغاه بعد كل الذي مضى؛ فالنصر الآن أقرب بإذن الله، تمسكوا بسلمية الثورة ما استطعتم، ولا تجعلوه ينال مراده.
وإن الله مع عباده المخلصين، فأخلصوا النية والعمل لنصرة دين الله، وصمّوا آذانكم عن كل من ينادي بالحوار سواء من الداخل أو الخارج، وكل من ينادي بالحوار فهو شريك للنظام يخشى زواله.
إن فشل مؤتمر الإنقاذ في اسطنبول بما فيه من أهداف علمانية وقومية بغيضة، يجعل القاصي والداني يدرك يقينا أن الحل الجذري والحقيقي لهذه الأمة لا يكون إلا بدولة الخلافة، وهو الخيار الأوحد الذي يطوي تحت رايته كل الجنسيات والأعراق؛ فكفى بالأمة تسعون عاماً من الضياع. منذ هدمت دولة الخلافة والمفكرون والعلماء لا يهتدون الطريق، وصدق فيه قول الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول
ونداؤنا موصول لأهل القوة والمنعة في جيشنا
أما آن لكم أن تنصروا إخوانكم بعد كل هذا القتل وترفعوا عنهم الظلم؟! أليس فيكم رجل كسعد بن معاذ ينصر دين الله؟! ألا تتمنَّون أن يهتز عرش الرحمن لموتكم كما اهتز لموت سعد فتلقون الله وهو راضٍ عنكم؟!
يا الله... قد اشتد الكرب بأهلنا في الشام وقد عزّ النّاصر وقلّ المعين؛ فلا تَكِلْهم لأنفسهم وكُنْ لهم خيرَ ناصرٍ ومعين...
يا الله... قلت على لسان نبيك بأنك تكفّلت بالشام وأهله، فيا ربنا نصرك الذي وعدت.
يا الله... أجرم هذا الطاغية وزبانيته بأهلنا؛ اللهم فاقصمه وهو وزبانيته وخذهم أخذ عزيز مقتدر.
يا الله... نصرك الذي وعدت ، ولا حول ولا قوة إلا بك..