يا الله! ها نحن نجيب دعاءك! ففي العديد من الدول صاحبة القومية الزائفة، التي أنشئت من قبل الغرب لتقسيم الأمة، شهد العام الماضي معالم لنهضة الأمة، حيث وقفت الأمة في وجوه حكامهم الطغاة العملاء، ووقفت الأمة تطالب بوضع حد للحكم بالكفر والظلم، وضحت الأمة بدم أبنائها وواجهت الصعاب والتعذيب والقهر في سبيل تحقيق ذلك.
نساء الأمة يُجبن دعوتك مع رجالها، فيشهدون مسيرات في تونس، ومظاهرات في مصر، وفي المقابل يطلق الحكام النار على النساء والأطفال الذين يتظاهرون في سوريا، ويقمعون النساء في فلسطين جنبا إلى جنب يهود، ويعذبون النساء المسلمات الحرائر في آسيا الوسطى، والنساء في العراق يموت أطفالهن جوعا حين لا يجدون حتى حليب الأم لضعف أجسادهن، والنساء والأسر بكاملها تتعرض للقصف في أفغانستان والمناطق القبلية من أمريكا الصليبية.
إنّ إيمان نساء الأمة يمنحهن القوة لتحمل المشاق في سبيل الله، بالرغم من تدمير منازلهن وتعرضهن للتعذيب وقتل أسرهن، ولكن إيمانهن يمنحهن الصبر والتمسك بدينهن، وقد دفعهن إيمانهن إلى حمل الدعوة للخلافة في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
أيها الأخوات المسلمات في باكستان!
ما الذي يمكنكن فعله لإجابة نداء الله؟ لقد أقبل علينا شهر رمضان المبارك مرة أخرى، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم، وفي هذا الشهر تُصفد الشياطين ويضاعف فيه الأجر على أعمالنا.. ونحن نقرأ القرآن في هذا الشهر الفضيل يجب أن لا ننسى أنّ القرآن ليسس للتلاوة فقط، وإنما لتطبيق ما جاء في آياته من أحكام! فترك تنفيذ الالتزامات الشرعية يجعلنا عرضة للعقاب من الله سبحانه وتعالى، والعيش في ظل الإسلام يتطلب منا التطبيق الكامل للدين، الأمر الذي يتطلب إقامة دولة الخلافة الإسلامية، فالغرض من الخلافة هو حكم المسلمين بما أوجب الله سبحانه وتعالى وحمل شريعة الله سبحانه وتعالى إلى العالم أجمع بالدعوة والجهاد.
الخلافة هي الفرض الحافظ للفروض الأخرى، الفروض العديدة في ناحية الاقتصاد والحياة الاجتماعية والحكم والسياسة الخارجية والتعليم، فبدون الخلافة يُطبق على المسلمين قوانين الكفر التي نهينا عن التحاكم إليها.
يجب أن يدفعنا إيماننا إلى استغلال رمضان هذا العام إلى أن نتّبع أوامر الله سبحانه وتعالى وإلى العمل على تغيير وضعنا من حيث هيمنة الكفر علينا وتسلطه علينا، كي نعيش في ظل ديننا الحنيف، قال الله سبحانه وتعالى (( إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)) الرعد 11.
والعمل من أجل إحداث تغيير في مجتمعنا الفاسد فرض من الله سبحانه وتعالى، ولا يجوز لنا أن نفهم أن معنى الإيمان القعود عن العمل واليأس وترك الوضع كما هو عليه أو الاقتصار على مجرد الدعاء من دون اقترانه بالعمل، كما لا يجوز لنا أن نحكم بناء على الوضع الحالي بأن التغيير في غاية الصعوبة، ومن ثم لا نفعل شيئا! ففرض إزالة المنكر وإعادة إقامة الدولة الإسلامية لا يمكن تعويضه عن طريق إطعام المحتاجين ومساعدة الفقراء والقراءة والكتابة أو إطعام أصدقائنا وأفراد أسرنا!
أيها الأخوات المسلمات في باكستان!
لقد حدد الله سبحانه الأعمال التي يجب الانتباه لها والقيام بها من مثل الصلاة والصيام، وطاعة الأزواج ورعاية الأطفال، وإنكار المنكر ومحاسبة الحاكم الذي يحكمنا بالكفر، والعمل على إعادة إقامة الدين على وجه هذه الأرض من خلال إعادة إقامة دولة الخلافة، فدولة الخلافة هي الحل الصحيح لجميع المشاكل التي نواجهها، من قتل للمسلمين وإراقة لدمائهم، وانقطاع للتيار الكهربائي، وارتفاع للأسعار، وحتى الاختلاف على رؤية الهلال، وما دمنا نفعل المنكرات ولا نعمل لإصلاح مشاكلنا، فإنّ المسلمين سيظلون تحت هيمنة الكفار، وتحت الظلم وإذلال الكفار لهم.
أيها الأخوات المسلمات في باكستان!
إنّ هذه الأمة هي خير أمة وهي مؤيدة من الحق سبحانه وتعالى، فقد عاشت هذه الأمة تحت نظام الإسلام العادل، الذي جعل مواطنيها سعداء، ومن ضمنهم أهل الذمة، لدرجة أنّ نصارى الشام وقفوا مع المسلمين في القتال ضد الصليبيين النصارى!
ويجب أن يعود الإسلام مرة أخرى لاقتلاع كل أشكال الفساد، ولا توجد وسيلة لذلك إلا إذا تم إعادة الخلافة، ليعود الإسلام مرة أخرى مشعل نور للشعوب المضللة، وعودة الإسلام قريبة جدا إن شاء الله، لأنّ الأمة لا يوجد لديها أفكار أو قيم غير الإسلام، وقد اتّضح ضعف الحكومات في بلاد المسلمين ورائحة خيانتها أزكمت الأنوف.
أيها الأخوات المسلمات في باكستان!
أجبن داعي الله سبحانه وتعالى في رمضان هذا العام، فلا يوجد حل إلا بالعمل على طاعة ربكن، فلتعملن على حمل هذه الدعوة للنساء من صديقاتكن والعائلة والجيران، لنعمل الآن من خلال حمل هذه الدعوة لإخواننا والأزواج وغيرهم من الأقارب من بين الضباط المخلصين في القوات المسلحة الباكستانية لإعطاء النصرة إلى حزب التحرير ، فالآن هو الوقت المناسب لهم للاستيلاء على القيادة السياسية والعسكرية الراهنة وتسليم السلطة إلى حزب التحرير لإقامة الخلافة وتطبيق الإسلام بشكل جذري وشامل. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً﴾ النساء 65.