ما الذي ينتظره المجلس الأعلى للقوّات المسلّحة، والحل بين يديه؟!
التفاصيل
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الذي ينتظره المجلس الأعلى للقوّات المسلّحة،
والحلّ بين يديه؟!
يتساءل أهل مصر في هذه الايام حائرين: وماذا بعد؟ وما الذي ستؤول اليه أحوالهم بعد الثورة على الظلم؟ وهل زال الظلم فعلا؟! أليس الجيش الذي وقف معهم في ثورتهم سيخلّصهم مما كانوا فيه؟ ثم ما هو سبيل الخلاص؟
يا أهلنا في مصر الكنانة،
انه لا يخفى عليكم ما آلت اليه أحوال الناس وانحدارها من سيء الى أسوأ، ولا يخفى عليكم ما تقوم به حفنة من اتباع الامريكان نعدّهم على أصابع اليد عدّا من محاولة اختطاف الثورة يطالبون بالديمقراطية والليبرالية وتشريع البشر الذي يفصل الدين عن الدولة ويجلب الظّلم كلّه!
ان مفاتيح انقاذ مصر الآن هي بين يدي المجلس الاعلى للقوات المسلحة والجيش، وان هذا الجيش -جنودا وضباطا - يتكون من ابنائنا فلذات اكبادنا والذين يدينون بديننا وبهم فاخرنا العالم يوم مرّغوا أنف يهود واذاقوهم طعم الهزيمة والصَّغار، وهم الآن يقفون على مفترق لطريقين واضحي المعالم:
طريق ينالون به شرفا في الدنيا وثوابا عظيما في الآخرة بإذن الله إن طبقوا شرع الله تطبيقا إنقلابيا كاملا من خلال الاعلان عن دولة الخلافة الاسلامية واقامتها، التي ستنشر العدل وترعى شئون الناس ، وتعيد لنا سيرة الخلفاء الراشدين، طريق الجنّة والخير، طريق العزّة والنّصر والعيش الكريم، طريق فرضه رب العالمين علينا، وهو مطلب أكثر من 93% من أهل مصر المسلمين بحسب عقيدتهم واحكام شرعهم، هذا الطريق الذي يوفر الامن ويرفع الظلم ويقضي على الفقر، ويضمّ باقي بلاد المسلمين الى قاهري الصليبيين والتتار، ويوقف نهب اموال وثروات المسلمين من قِبَل أمريكا واوروبا، ويعيد توزيع هذه الثروات بحسب أحكام الشرع باعتبارها ملكية عامة للمسلمين، لتصبح مصر حاضرة الخلافة الاسلامية والدولة الاولى في العالم.
وحتى بالنسبة للقلّة الباقية من أهل مصر من الاقباط، فانه وبشهادتهم أيضا قد عاشوا ربيع حياتهم في ظل دولة الخلافة، وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بهم خيرا حيث قال " فاحسنوا اليهم، فانّ لهم ذمّة، وإنّ لهم رحْما" فهم أخوال ابراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مارية القبطية رضي الله عنها، وقد حفظ المسلمون لهم ذلك. والتأريخ يشهد بتلك الحادثة العظيمة عندما شكا قبطي ابن والي مصر، حيث ضربه بالسوط لأنه سبقه قائلا له أتسبق ابن الاكرمين؟! فأعطى الخليفة عمر بن الخطاب القبطي السوط ليضرب ابن الوالي، وقال عمر للقبطي اضرب ابن الاكرمين، واجعل السوط يمر من امام أنف ابيه عمرو بن العاص لأنه ضربك بسلطان أبيه! فهل يجود التاريخ بعدلٍ مع الاقباط مثله؟
وأما الطريق الثاني، طريق التبعية لأمريكا والغرب وعملائهم وابواقهم وديمقراطيتهم ومجلس أمْنهم، طريقٌ سالكوه ليسوا بِمنأى عمّا اصاب مَنْ قَبْلهم، طريقٌ يواصل خداع الناس وتضليلهم حتى لا يصل الاسلام الى الحكم، طريق يورد المهالك في الدنيا والاخرة، وهو نفس طريق النظام البائد أو تجميل وتزييف له بتنقلات وتغيير وجوه هنا وهناك مع تحقيق مطلب او مطالب لا تسمن ولا تغني من جوع، طريق المطالبين بالديمقراطية الليبرالية الرأسمالية العفنة بأزماتها المحلية والعالمية، طريق الظلم وقمة الارهاب التي تُبقي سيطرة امريكا واوروبا ويهود يتحكمون في رقابنا بحيث تمخر عباب بحارنا وقناتنا سفنهم محملة بنفطنا وثرواتنا رغما عنّا وبثمن بَخْسٍ مفروض علينا، وكذلك حاملات طائراتهم تقتل وتعربد في بلاد المسلمين وتسيطر على الجو والبر والبحر تحت سمعنا وبصرنا، طريق ظاهره فقر وذلّ وظلم، وباطنه حرب على الاسلام وأهله.
إنه لا خلاص لكم الا بالإسلام، وان النصر الحقيقي للثورة لا يكون الا بتغيير جذري انقلابي يطبق شرع الله تطبيقا كاملا من خلال دولة الخلافة الاسلامية. ولقد رأيتم بأعينكم ان كل محاولات التجميل للنظام السابق بوجوه جديدة لم تزدكم الا خسارا. فالدستور والقوانين كما هي لم تتغير، وما تغير منها كان أسوأ من سابقيه، فهل تقبلون خداعا وتضليلا؟ ان تغييرها لا يكون الا بإزالتها من جذورها ليحل محلها شرع الله.
أيّها المجلس الاعلى للقوات المسلحة،
اعلموا انكم تقودون جندا من خير أجناد الارض، ولن يقبل هؤلاء الجند إلاّ نصرة اهليهم وذويهم، وإنّهم وأهليهم يعلمون أي الطريقين أحق بالاتباع، ويعلمون ان الامّة كلها معهم من مشرقها الى مغربها ومستعدة للتضحية ومستعدة لتأييدهم ومستعدة لدعمهم لاتباع الطريق الاول، ويعلمون فوق هذا كلّه ان الله معهم وناصرهم وهو مولاهم، وأنَّ الكافرين وأبواقهم وزبانيتهم لا مولى لهم.
فَعَلامَ الانتظار؟! ان بين يدي حزب التحريردستورا اسلاميا كاملا جاهزا للتطبيق الفوري يضعه بين ايديكم، دستورا يرقى بمصر لتقود العالم، فاستجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم، واعلنوها دولة خلافة راشدة قبل فوات الاوان. (ويَومَ يَعَضُّ الظّالِمُ على يَديهِ يَقولُ يا لَيْتَني اتّخَذْتُ مَعَ الرسولِ سَبيلاً، يَا وَيْلَتى لَيتَني لَمْ أتّخِذْ فُلانَاً خَليلاً، لَقدْ أضَلَّني عَنِ الذّكْرِ بَعْدَ إذْ جَاءَني وكانَ الشيطانُ للإنسانِ خَذولاً).