وصل صنعاء يوم الأربعاء 22 حزيران/يونيو الجاري جيفري فيلتمان نائب وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى، والتقى عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس والقائم بأعمال الرئيس بعد مغادرة علي عبد الله صالح يوم حزيران/يونيو صنعاء إلى الرياض للعلاج بعد تعرضه يوم الجمعة 3 حزيران/يونيو لانفجار في مسجد النهدين بدار الرئاسة.
كما التقى فيلتمان وزير الخارجية أبو بكر القربي وأحمد علي نجل علي عبد الله صالح. وصرح فيلتمان بضرورة الحوار بين أطراف النزاع القائم في اليمن، وأدان الحادثة التي تعرض لها علي عبد الله صالح.
السفير الأمريكي في اليمن جيرالد فايرستاين كان أول الواصلين للقاء عبد ربه منصور هادي عند قيامه بأعمال الرئيس الذي تزامن مع تصريحات باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون بأن غياب علي عبد الله صالح للعلاج يعد الوقت المناسب للانتقال السلمي للسلطة في اليمن، ووعود بتقديم برنامج مساعدات اقتصادية أمريكية لليمن.
تسعى أمريكا جاهدة لركوب موجة الثورة في اليمن بإيصال عدد لا بأس به من رجالها إلى المجلس الانتقالي الذي تدفع لتشكيله في اليمن، وتستخدم ورقة الحرب على القاعدة فيه بعد تصريح علي عبد الله صالح بأن رحيله عن الحكم سيجعل القاعدة تستولي على عدد من المحافظات في اليمن.
كما تأتي زيارة فيلتمان هذه لليمن بعد تسريب أخبار لم تنفها أو تثبتها أية مصادر حكومية يمنية أو أمريكية "بأن لجنة التحقيق الأمريكية في حادثة الانفجار الذي استهدف علي عبد الله صالح وأركان نظامه قد توصلت إلى أن الانفجار لم يكن ناجماً عن عبوة ناسفة وضعت في المسجد وأن السلاح المستخدم في العملية هو صاروخ أمريكي الصنع من نوع فوغاز الذي صنع خصيصاً للاغتيالات السياسية". هذا وكان أحمد الصوفي المستشار الإعلامي لعلي عبد الله صالح قد اتهم أمريكا بالوقوف وراء عملية انفجار مسجد دار الرئاسة، ونفت الإدارة الأمريكية تلك الاتهامات.
الأمريكان لا تهمهم إلا مصالحهم التي هي بالتأكيد على حساب شقاء أناس آخرين، أكان ذلك بإرسال البنك وصندوق النقد الدوليين للإمساك بخناق الاقتصاد المتهالك في اليمن ومن ثم توجيهه بحسب ما تقتضيه مصلحتهم، أو بتوسيع وجودهم على أرض اليمن بحجة تدريب الجيش اليمني والقوات الخاصة للتصدي للقاعدة أو ركوب موجة الثورة القائمة الآن في اليمن ضد النظام الحاكم فيه والمطالبة برحيل علي عبد الله صالح وأركان حكمه بتقديم العون والنصح اللذين لن يؤدّيا سوى إلى تحقيق أهدافها في اليمن الميمون.
أمريكا، العاملة اليوم على إبعاد علي عبد الله صالح وطاقم حكمه، تخطط لإخراج اليمن من دائرة النفوذ البريطاني إلى دائرتها وتقسيم اليمن إلى أجزاء عدة لتلحق به تقسيم بلاد نجد والحجاز كما باشرت عن قريب تقسيم السودان وتعمل جاهدة لتقسيم العراق وبقية البلاد الإسلامية ليسهل عليها بسط نفوذها والسيطرة عليها.
ليس اليمن فحسب، ولكن الأمة الإسلامية جمعاء بحاجة ماسّة اليوم إلى الخروج من بؤرة الصراع الغربي الأمريكي الأوروبي عليها والإعلان عن هويتها الإسلامية في ظل دولة الخلافة التي ستجمع شتاتها وتخرجها من الهيمنة الرأسمالية الغربية وتحكمها بالإسلام وترد كيد المعتدين عنها.