لا علاقة لحزب التحرير بالأحداث الدامية في طرابلس والمسؤول الأول عنها هم أصحاب القرار السياسي والأمني
التفاصيل
التاريخ الهجري 17 من رجب 1432
التاريخ الميلادي 2011/06/19م
رقم الإصدار:ح.ت.ل 30/32
لا علاقة لحزب التحرير بالأحداث الدامية في طرابلس
والمسؤول الأول عنها هم أصحاب القرار السياسي والأمني في لبنان
بعد وقوع الاشتباكات الدامية التي خلّفت ما خلّفته سالفاتها من مآسٍ تجلت في الخسائر في الأرواح والأبدان والأموال، كثر الجدل حول المدانين فيها، تورطاً أو مشاركةً أو تحريضاً أو تقصيراً. كما تداولت بعض الأوساط أوهاماً ومزاعم عن ضلوع حزب التحرير في المظاهرة التي كانت شرارة هذه الأحداث الأليمة.
بداية ننفي نفياً قاطعاً أن يكون لحزب التحرير أي علاقة، مباشرة أو غير مباشرة، بهذه الأحداث. إذ لم يشارك في مظاهرة باب التبانة أو حتى مظاهرة ساحة النور أيٌّ من شباب الحزب، ومن باب أولى أن لا يكونوا قد شاركوا في الاحتكاكات التي أعقبتهما. وفي كل الأحوال يعرف جميع المتابعين لنشاط الحزب أنه طوال تاريخه الممتد عشرات السنين كان بعيداً كل البعد عن أعمال العنف، إذ يراها مناقضة لنهجه الذي يعتمد العمل الفكري والكفاح السياسي وحدهما دون اللجوء إلى الأعمال المادية، فضلاً عن أن الحزب يحرّم الفتن الطائفية واقتتالها ولطالما حذّر منها. كما أن الحزب لطالما نأى بأعماله عن أن تكون في خدمة الأطراف السياسية، ولا سيما العلمانية منها أو تلك التي ترتبط بالولاء للأنظمة الحاكمة في المنطقة، أياًّ كانت تلك الأنظمة. ولا يخفى على أحد ما في هذه الأحداث من ارتباط بالنـزاع الدائر بين الأطراف المحلية والمرتبط بدوره بتنازع الأنظمة الإقليمية ومن وراءها من الأطراف الدولية. أما نصرة حزب التحرير لثورة أهل سوريا فلا علاقة لها بأي من المحاور المحلية أو الإقليمية أو الدولية، بل هي منطلقة من واجب الأخوة بين المسلمين الذين جعلهم الله تعالى أمة واحدة في الأرض كلها، دون اعتبار لأي سدود أو حدود يرسمها الناس. والحزب سيبقى مصراً على نصرة أهل سوريا المظلومين والمضطهدين، رضي من رضي وسخط من سخط، مع حرصه على أن ينأى بنفسه عن كل الاصطفافات السياسية والكيدية في لبنان وخارجه.
وبالمناسبة يحق لنا أن نسأل: لو نُشر في باب التبانة أمس معشار الترسانة العسكرية التي نشرت في طرابلس يوم مظاهرة حزب التحرير لنصرة ثورة الشام في نيسان الماضي والتي نظمت في منطقة أبعد ما تكون عن خطر الاحتكاك الأمني، أما كان بالإمكان تغيير خط المظاهرة وتفادي ذلك الاحتكاك وما أعقبه من أحداث مأساوية؟! أم كان الإرهاب الرسمي و"التشبيح" هو الذي حرك الترسانة العسكرية التي أحاطت مظاهرة حزب التحرير وملأت شوارع طرابلس رعباً، تنفيذاً لتوصية النظام المتهاوي في سوريا؟! وماذا عن الأسلحة المتوسطة والثقيلة التي استخدمها المتقاتلون؟! أليست موجودة بعلمكم وإرادتكم؟! أم تراها سلاحاً مقاوِماً أيضاً؟!
هذه الأسئلة يعرف أجوبتها جميع العقلاء. فكفاكم دجلاً وكذباً على الناس أيها المتحكمون بالقرار السياسي والعسكري والأمني في لبنان! فأنتم المسؤولون أولاً وأخيراً عن أرواح الناس التي أزهقت ودمائهم التي أريقت وأموالهم التي أتلفت. فيا ويلكم من غضبة الناس في الدنيا ومن عقاب الله تعالى يوم القيامة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن شَرِكَ فِي دَمٍ حَرَامٍ بِشَطرِ كَلِمَةٍ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ مَكتُوبٌ بَينَ عَينَيهِ آيِسٌ مِن رَحمةِ اللَّهِ." (رواه الطبراني).