النظام الحاكم في اليمن وعلى رأسه علي عبد الله صالح استنفد جميع أوراقه ويقترب من نهايته
التفاصيل
التاريخ الهجري 25 من جمادى الثانية 1432
التاريخ الميلادي 2011/05/28م
رقم الإصدار:ح.ت.ي 69
النظام الحاكم في اليمن وعلى رأسه علي عبد الله صالح
استنفد جميع أوراقه ويقترب من نهايته
أنفذ علي عبد الله صالح تهديده الذي أطلقه مساء الأحد 22 أيار/مايو الجاري بعد رفضه التوقيع على المبادرة الخليجية ضد أحزاب اللقاء المشترك الذين وقعوا على المبادرة السبت 21 أيار/مايو، وحمّلهم مسئولية الدماء التي سالت والتي سوف تسيل من نشوب حرب أهلية إنْ هم لم يمتثلوا قي الحضور إلى القصر الرئاسي. وفي اليوم التالي "الاثنين" بدأت قوات صالح إطلاق النار على منزل الشيخ صادق الأحمر شيخ قبيلة حاشد، استمر لأربعة أيام وتدخلت السعودية لإيقافه. ينشب هذا القتال في العاصمة صنعاء مع قصف قوات صالح بالأسلحة الثقيلة والطائرات لكل من قبائل نهم والحيمة وأرحب القريبة من العاصمة صنعاء، وجعار في محافظة أبين.
صالح كان قد أرسل لجنة للوساطة مكونة من عدد من المشائخ ورئيس جهاز المخابرات العامة لكنهم تعرضوا للقصف داخل منزل الشيخ الأحمر، فقتل منهم من قتل وجرح من جرح بينهم رئيس جهاز المخابرات.
هكذا يكون علي عبد الله صالح قد رمى بورقة الحرب الأهلية التي لوّح بها مراراً لتخويف الخارج أكثر من الداخل ليحقق تحسين وضعه في المساومة على إطفاء فتيل الحرب.
صالح استنفد جميع أوراقة المهمة في سبيل البقاء على كرسي الحكم؛ فقد استخدم ورقتي تقسيم اليمن بعد رحيله عن الحكم، والقاعدة التي استدرّ بها عطف ومال الخارج وقال مؤخراً بأنها ستسيطر على محافظات بأكملها في اليمن بعد رحيله! وصالح السبب المباشر في ظهور صوت انفصال الشطر الجنوبي من اليمن، وفي ظهور جزء من القاعدة مرتبط بالقصر الرئاسي! فيما شاركه الأمريكان قتل الجزء الآخر، والآن يستخدم آخر أوراقه وهي الدعوة إلى حرب أهلية قبل رحيله، بذلك يفقد يوماً بعد يوم الخروج بماء الوجه وعدم ملاحقته بعد تركه كرسي الحكم.
ولم يفلح صالح في خلط الاعتصامات السلمية بالحرب في الداخل حين استهدفت قواته الفرقة الأولى مدرع التي خرجت عن طوعه لجرِّها إلى الحرب، ولم ينجرَّ شباب الساحات إلى الحرب. لقد تمادى صالح في حصد الأرواح والاستهانة بها نظير بقائه على كرسي الحكم، فقد كانت حصيلة القتال الذي دار لأربعة أيام أكثر من مائة قتيل تضاف إلى ما أزهقت من أرواح دون وجه حق في الاعتصامات وغيرها خلال أربعة أشهر تقريباً.
جاءت ردود أفعال الخارج الذين يخوفهم صالح بالحرب على غير ما يريد، ففي مؤتمر صحفي عقد الأربعاء 25 أيار/مايو الجاري بلندن دعا أوباما "صالح إلى نقل السلطة فوراً"، فيما قال كاميرون "يجب على صالح توقيع نقل السلطة بأسرع ما يمكن"، ودعت هيلاري كلينتون في اليوم التالي الخميس طرفيْ القتال إلى وقف العنف فوراً. ولم يختلف عنهما موقف دول الثماني المجتمعين في فرنسا بدعوة صالح إلى نقل السلطة فوراً.
إن الثورات التي قامت في أكثر من بلد حلُّها ليس كما أراد ويريد الحكام الظلمة ولا كما يريد أوباما وكاميرون وساركوزي ولا كما يفعل الاتحاد الأوروبي مع ليبيا وسوريا لإيجاد ديمقراطيات على شاكلتهم ومساندتها وتقديم العون والدعم لها؟! إن حلها هو بجعل أحكام الإسلام تسير نظام الحكم والنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي وسياسة التعليم والعلاقات الدولية وغيرها في بلاد المسلمين في ظل دولة الخلافة التي يشتاق المسلمون العاملون لإقامتها لرؤيتها وتنتظر الأرض بأكملها نفحاتها الطيبة لتقيها من دمار وشيك على أيدي الرأسماليين بفكرهم الرأسمالي العفن.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها»