أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأربعاء أنه لا يزال راغبا في حظر حزب التحرير، وأنه ومنذ أكثر من أربع سنوات تقريبا وهو يدعو إلى تصنيف الحزب كمجموعة محظورة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في بريطانيا .
وقال كاميرون لأعضاء مجلس النواب "لقد وصلنا إلى الفئات المستهدفة التي تشجع على التطرف وليس فقط التطرف العنيف وأود أن أرى إجراءات تتخذ ضد حزب التحرير، والمراجعات تجري حاليا لإتمام ذلك ".
وعلمت وكالة مسلم نيوز أن الحظر المحتمل يمكن يضمن في مراجعة الحكومة لقانون منع التطرف والمعروف باختصار(PVE) والمقرر مراجعته في وقت لاحق هذا الشهر.
وقالت متحدثة باسم الحكومة لمسلم نيوز إن رئيس الوزراء "يعمل جاهداً" لحظر الجماعات المتطرفة، وليس بالضرورة أن تكون جماعات عنيفة مثل حزب التحرير والتي سيتم تضمينها في المراجعة المقبلة لتدابير مكافحة الإرهاب.
في يناير 2010م ، أصبحت جماعة الإسلام (Islam4UK) وجماعة المهاجرون أو جماعة غير عنيفة تكون على قائمة الجماعات الإسلامية المحظورة من قبل حزب العمال بسبب "تمجيدها" للإرهاب.
وسبق لكاميرون أن أثار قضية حظر حزب التحرير عندما كان زعيماً للمعارضة في يوليو 2007 م، بعد أسبوع من تولي جوردون براون رئاسة الوزراء، عندما سأله: "نعتقد وينبغي أن يكون حزب التحرير محظوراً، لماذا لم يحدث ذلك؟ "
وقد أثيرت هذه القضية مرة أخرى في أسئلة موجهة لرئيس الوزراء في نوفمبر 2009 خلال إطلاق كاميرون لمزاعم حول مدرستين من المدارس الإسلامية المستقلة تبين لاحقا أنها غير صحيحة. وأوضح براون في وقت لاحق في رسالة أن أي قرار حظر مجموعة "يجب أن يستند إلى أدلة على أن هذه الجماعة قد انتهكت القوانين، ولم تجتمع الأدلة بإحكام في إدانة حزب التحرير وفق قانون مكافحة الإرهاب لعام 2000.
في برنامجهم الانتخابي في العام الماضي، تعهد المحافظون "بحظر أي منظمة تدعو الى الكراهية أو العنف للإطاحة بمجتمعاتنا ، مثل حزب التحرير. "وجاء ذلك لسان وزير الداخلية لحكومة الظل السابق ، النائب كريس جرايلينج ، والذي قال أيضا في كلمته أمام مؤتمر حزب المحافظين في عام 2009 : "سأقوم فورا بحظر حزب التحرير".
انتهت الترجمة:
تتهاوى قيم الغرب الزائفة التي تتشدق بها الحكومات الغربية دوماً، وعلى رأسها حرية التعبير والعقيدة، أمام أي اختبار حقيقي تجاه الإسلام بفكره وبأحزابه وعلى رأسها حزب التحرير الذي يدعو بالطريقة السلمية السياسية إلى إقامة الخلافة في بلدان المسلمين والتي ستخلص المسلمين من النفوذ الغربي الاستعماري وستحمل الإسلام رسالة هداية للعالمين.
وقد شاهدنا مسلسل تهاوي هذه القيم العفنة أمام قطعة قماش تستر بها المرأة وجهها، ورأينا ذلك أمام حملاتهم المسعورة تجاه بناء المآذن والمساجد في بلدان أوروبية، ورأينا ذلك في سقي الحكومات الغربية لشعوبها روح الكراهية والعداء للمسلمين، مما دفع بعضهم إلى الإساءة للرسول الأكرم عليه السلام عبر رسوم كاريكاتورية وإلى حرق نسخ من القرآن.
هكذا هي الرأسمالية الغربية وديمقراطيتها، تتذرع بحقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية الاعتقاد وهلم جرا عندما يتعلق الأمر بمصالحها، وتتسلح بهذه الدعاوى الزائفة عندما تريد مهاجمة بلد ما أو نهب خيراته أو التدخل في شؤونه أو احتلاله، بينما عندما يتصل الأمر بممارسة المسلمين لحقوقهم الطبيعة وسعيهم المشروع لاستعادة مكانتهم بين الأمم، تدوس الحكومات الغربية قيمها في سبيل النيل من الإسلام والمسلمين والحيلولة دون انعتاقهم من التبعية.
فها هو كاميرون يؤرقه حزب التحرير، خشية من فكره وتأثيره ليس على الجالية المسلمة في بريطانيا فحسب بل وعلى غير المسلمين الذين تزايدت أعداد المقبلين منهم على الإسلام جراء اقتناعهم بطرح حزب التحرير.
وفي الوقت الذي يتحدث فيه كاميرون عن الإرهاب، تمد حكومته والإدارة الأمريكية الحكام الطغاة في البلدان الإسلامية ليبطشوا بالمسلمين العزل وبكل من يتطلع للتخلص من عبوديتهم، وهم انفسهم من أهلكوا الحرث والنسل في العراق وأفغانستان وفي ساح العاج وروندا وفي غيرها والقائمة تطول، في صورة لا تعرف معنىً للإنسانية، فعن أي إرهاب يتحدث هؤلاء الوحوش؟
إن الخلافة التي يسعى لها حزب التحرير سعياً سياسياً ستخلص العالم من شرور هذه الدول الإرهابية، وستخرج الناس بما فيهم الشعوب الغربية من عتمة الرأسمالية إلى نور وعدل الإسلام.
إن حزب التحرير طوال عقود من التضييق والمنع والملاحقة في معظم أنحاء العالم لم يثنه ذلك عن سعيه لإقامة الخلافة ولم تفت القوى العظمى من عضده وسيستمر ماضياً نحو إقامة الخلافة التي يخشى منها كاميرون وأمثاله.
إن الخلافة التي يسعى حزب التحرير لإقامتها هي نور الله لأنها هي من ستطبق شرعه، فهل يفلح كاميرون وأمثاله عبر نفخهم أن يطفئوا هذا النور العظيم؟!.