نشرت صحيفة "ستراتيجك كلتشر فاونديشن" مقالا بتاريخ 26/11 للكاتب "شستوف اليكساندر"، تحت عنوان "الإسلام الراديكالي يهاجم آسيا الوسطى". بدأه الكاتب بالقول أنّ حزب التحرير ومنظمات إسلامية سياسية راديكالية عالمية أخرى قامت بتكثيف نشاطها في آسيا الوسطى، ودلل الكاتب على ذلك بالقول: في طاجكستان تم اعتقال العشرات من أعضاء حزب التحرير، وأنّه خلال مثل هذه الاعتقالات عادة ما تعثر الشرطة على كتب ونشرات وأقراص مضغوطة تدعو إلى الإسلام الراديكالي.
وأضاف، في شهر آب حكمت محكمة في شمال طاجكستان على عشرة من أعضاء حزب التحرير بالسجن لفترات تتراوح ما بين ثلاث إلى خمسة عشر سنة، وقال أنّه بالإضافة إلى محاكمة أعضاء من حزب التحرير تمت محاكمة أعضاء من الجماعة السلفية وجماعة التبليغ، وفي العام الماضي تمت محاكمة أكثر من مائة من أنصار هذه الجماعات.
ونقل الكاتب خبر اعتقال عضو ذي منصب عالٍ من أعضاء حزب التحرير في قرغيزستان بتاريخ 22/11/2010، وأنّه خلال اعتقاله عثرت الشرطة على مجموعة من الكتب والمجلات والنشرات ومواد إعلامية أخرى، بالإضافة إلى مواد تروّج لأفكار الحزب باللغات الروسية والقرغيزية والأوزبكية. وذكر الكاتب أنّه كان يُقال أن حزب التحرير كان يحتل قيرغيزستان، وأكد على أنّ حزب التحرير يستقطب مسئولين ورجال أعمال وبرلمانيين لتمهيد الطريق لإقامة الدولة الإسلامية.
شبه الكاتب عمل الحزب مع الناس بالعمل التبشيري، حيث قال بأنّ شباب الحزب يساعدون الناس على قضاء حاجاتهم اليومية، وأنهم يجمعون المال لشراء الأكل والملابس ويقرضون الناس مبالغ مالية قليلة من دون ربا، وعقب الكاتب على ذلك بالقول أنّ الحزب بهذه الأعمال يكون قد تخلص من الحظر على نشاطاته في قرغيزستان، وفي نفس الوقت يكون قد لفت نظر مناصرين جدد عن طريق إظهار نموذج لحياة اجتماعية عادلة في الدولة المستقبلية، دولة الخلافة، وأضاف أنّ كل هذا يحدث وسط أزمة سياسية طويلة تمر بها قرغيزستان بالإضافة إلى تدني مستوى المعيشة. وأضاف معلقاً على الأسلوب والنهج الذي يتبعه الحزب قائلا: إنّ هذا الأسلوب يعمل بنجاح.
وأشار الكاتب إلى نشر أرقام مختلفة حول عدد النشطاء والمناصرين للإسلام الراديكالي في قرغيزستان. حيث نقل عن وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها الصادر في سنة 2009 قولها: زاد عدد أعضاء حزب التحرير ثلاث أضعاف في قرغيزستان ما بين سنة 2006-2008، حيث وصل العدد إلى 15000 عضو.
أما بالنسبة "لمخامتراخيموفا" الذي يعمل في معهد الحرب والسلام، فإنّه يقدر عدد المناصرين لحزب التحرير في قرغيزستان بـ 20000 شخص، وأما أعلى التقديرات، فقد وردت في خريف هذا العام، حيث قُدّر عدد المسافرين من حزب التحرير إلى 100000 شخص. ووفقا للبيانات الرسمية – والتي عادة ما تكون اقل من العدد الحقيقي- أفادت أنّ قوات الأمن الوطني القرغيزية تحتوي على 1700 عضو دائم في حزب التحرير.
وأشار الكاتب إلى تغلغل الأفكار الإسلامية في قرغيزستان بقوله، في البداية كان نشطاء الإسلام الراديكالي يعملون فقط في جنوب البلاد، وبشكل رئيسي مع السكان الأوزبك، لكن حزب التحرير الآن يتحرك باتجاه الشمال ويُروّج لأفكاره باللغة الروسية والقرغيزية. وأن تعاظم حزب التحرير يعكس الاتجاه العام للمجتمع القرغيزي الإسلامي.
ونوه الكاتب إلى تقارب وجهات نظر الأحزاب، حيث قال أنّ مبدأ حزب "تازا دن حركتي" وحزب "اقل اس روح يمان"، قريب جدا من مبدأ حزب التحرير، بسبب نظرتهم إلى قرغيزستان على أنّها جزء من العالم الإسلامي.
وأبدى الكاتب قلقه بالقول: إنّ انخراط الشباب القرغيزيين في حركات الإسلام الراديكالي يثير قلقا جدّيا، ففي ظل ارتفاع معدل البطالة وتدني مستوى المعيشة وانعدام ثقة الناس في الحكومة، فإنّه من السهل انخراط الشباب في المنظمات الإسلامية الراديكالية، وأكد أنّ هذا الاتجاه هو الاتجاه السائد في آسيا الوسطى وهو غير محصور في قرغيزستان فقط.
وذكر أنّه بعد الهجوم الإرهابي الذي حدث في "خودزاند" والصدامات في "وادي رشت" مع وحدة مسلحة من الإسلاميين، والذين كان من بينهم أناس كانوا قد تلقوا تعليمهم الديني خارج البلاد، مما دعا الحكومة الطاجيكية إلى أن تشن حملة من أجل إعادة الطلاب الطاجيك من معاهد التعليم الديني الأجنبية. وأضاف، في منتصف الشهر الماضي –تشرين الثاني- عاد أكثر من 500 طالب إلى الوطن، وبعدها بأيام قليلة عاد 136 طالبا آخرين.
وفي النهاية خلص الكاتب إلى أنّ الحظر على تلقي العلم من الخارج وارتداء الملابس التقليدية أو محاولة الحد من تأثير المساجد والمدارس الدينية، غير قادرة على إرجاع الاتجاه الإسلامي إلى الوراء في مجتمع آسيا الوسطى. وأضاف أنّ ضعف الحكومة وتدهور الحياة الاقتصادية والاجتماعية، يجعل التمكين للمنظمات الإسلامية الراديكالية أمر لا مفر منه.
انتهت الترجمة
إن التفاف الناس حول فكر الحزب وتطلعهم لعودة الإسلام في دولة لا ينبع من صعوبة الأوضاع ومجرد تفاقم البطالة وانتشار الفقر وتدهور الحياة الاجتماعية والاقتصادية كما يفسر الكاتب بل منبعه الأفكار الإسلامية المتجذرة في عقول وقلوب الناس، واستحالة أن تحول الأنظمة بين الناس وعقيدتهم ومفاهيمهم.
ولقد أصاب الكاتب كبد الحقيقة في خلاصته وهي أنّ المستقبل سيكون للإسلام والمسلمين المخلصين العاملين لإعادة الإسلام إلى واقع الحياة، شاء من شاء وأبى من أبى، وأنّ هذا الأمر لا مفر منه لأنه وعد الله والله لا يخلف وعده.