لا يفتأ الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، يردد في كل مناسبة، هو ووزير خارجيته، أن حل الدولتين (دولتين في فلسطين، دولة للفلسطينيين ودولة ليهود تعيشان جنبا إلى جنب بأمن وسلام) هو السبيل الوحيد الذي يضمن الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. ويؤكد أيضا على أهمية استمرار المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين". وهو يؤكد دائما على أهمية الدور الأمريكي والأوروبي في ذلك.
جاء ذلك في عدة مناسبات... في نيويورك في الأمم المتحدة، وبمناسبة زيارة ميتشل وعباس إلى الأردن، وبمناسبة زيارة رئيسة الاتحاد السويسري أيضا، وكذلك في رد الملك على رسالة من نتنياهو رئيس وزراء كيان يهود المغتصب لفلسطين، وأكد هذه المقولات مؤخرا بمناسبة زيارة رئيسة جمهورية فنلندا للأردن، ورددها وزير خارجيته للأعراب المجتمعين في سرت.
وبهذه المناسبة يؤكد حزب التحرير للملك ولغيره ما يلي:
أولا: إن حل الدولتين مرفوض من وجهة نظر الإسلام، وهو حرام قطعا في شريعة الإسلام. ونحن نتبنى وجهة نظر الإسلام، مهما كان الثمن، لأن حل الدولتين يعني ببساطة ترسيخ كيان يهود، وجعله كيانا شرعيا، مع أنه كيان غير شرعي، أنشأته بريطانيا بالتعاون مع الخونة والعملاء من حكام البلاد الإسلامية، من عرب وعجم، أنشأته بريطانيا على أرض إسلامية، التي لا يملك أي إنسان على وجه الأرض، مسلم أو غير مسلم، أن يمنح يهود أو غيرهم حق إقامة مثل ذلك الكيان، ولو على شبر واحد منها.
ثانيا: إن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع يهود لن تؤتي نفعا لأحد، لأن يهود لهم عقلية شاذة عن كل الناس، فهم قوم بُهْت، يرون أن لا حرج عليهم في قتل الناس، وأكل أموالهم، ونقض العهود والمواثيق معهم، فقد أعطوا لأنفسهم الحق في ذلك، افتراءً على الله، {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمران: 75)... فمن يؤمن بالقرآن، ويفهم معانيه، ويصدق كلام رب العالمين، يدرك أن التفاوض مع يهود عبث في عبث، وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم عن يهود: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا} (النساء: 53). فلماذا تفاوضون يهود، أيها الناس، وهذه صفاتهم؟!
ثالثا: ليست أمريكا وأوروبا حَكَما نزيها، بل هم الخصم لا الحكم، فيهود ليسوا إلا وحشا مفترسا تطلقه أمريكا الصليبية وأوروبا الصليبية لينهش المسلمين، فالصراع هو بين المسلمين وبين الغرب الصليبي، وما يهود إلا رأس حربة يختفي وراءها ذلك الحقد الصليبي الهائل الذي تحمله أوروبا وأمريكا، فعندما تسيل دماء المسلمين أنهارا على يد يهود ترقص قلوب الصليبيين فرحا وتبدأ الجوائز من أمريكا وأوروبا تفيض على هذا الكيان المتوحش المغتصب لفلسطين الذي يقتل المسلمين بالنيابة عن أمريكا وأوروبا. فكيف يؤكد الملك عبد الله على أهمية الدور الأوروبي والأمريكي في حل النزاع بين المسلمين ويهود!! كيف يرى الملك رد فعل أوباما وكاميرون وساركوزي وميدفيدف وميركل و... و... عندما يرون مستوطنا يهوديا يلهو بدهس أطفال المسلمين بسيارته في القدس؟! أليس مزيدا من أحدث الطائرات الحربية تعطيها أمريكا ليهود؟! إذن كيف يرى فيهم حكما بيننا وبين يهود؟!
وبناء على ما سبق نقول لك أيها الملك ولوزير خارجيتك: يجب أن تتوقفوا عن هذه المقولات الخاطئة، وكفاكم ضحكا على الناس، واعلموا أنه في النهاية لن يكون إلا الحل الصحيح، وهو أن المسلمين سيستأصلون شأفة يهود، وسيشردون بهم مَن خلْفَهم، وسيذهب كل العملاء والمتواطئون إلى مزبلة التاريخ في الدنيا، وإلى جهنم وبئس المصير في الآخرة.