جاءت إقالة الجنرال الأمريكي ستانلي ماكريستال، قائد القوات الأمريكية وحلف النيتو في أفغانستان، لتكشف للعالم انهيار القبضة الأمريكية في أفغانستان وأن لعنة أفغانستان، حيث دخلت الحرب عامها التاسع وتجاوزت في الشهر الحالي مدة حرب فيتنام، ستنسيها لعنة فيتنام. ويبدو أن تحذيرات الجنرال الكندي ريك هيليه، قائد القوات الكندية سابقاً في أفغانستان، تحققت، أو أوشكت، حين صرح في كانون الثاني 2009م أن أفغانستان ستكون مقبرة حلف النيتو. وصار حلف النيتو وجنرالاته موضع سخرية وشماتة الضباط الروس، الذين ما زالوا يلعقون جراحاتهم المريرة من هزيمتهم الذليلة التي لم ينسوا طعمها بعد.
وكان من اللافت للنظر بكاء العميل كرزاي على فقدان سنده ماكريستال، وهو الذي وعده بـ "الأمن والسلام" تحت ظل رماح الحراب الأمريكية وعلى حساب أشلاء ودماء المسلمين.
إن حقيقة مواجهة الطالبان لقوات حلف النيتو بقضه وقضيضه وما يضمه من تحالف دولي من 42 دولة يضم الأردن وتركيا، وقد جيّش جيشاً عرمرماً من 140 ألف جندي، وتشاؤم قادة الغرب، سياسيين وعسكريين، من تفادي الهزيمة المرّة، كل ذلك يدل دلالة واضحة على أن الأمة الإسلامية حين تعتصم بحبل الله كما في قوله تعالى {وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة} لقادرة على خلع جذور الاحتلال الأمريكي من أفغانستان والعراق وخلع جرثومة يهود من فلسطين.
وفي مؤتمرنا العالمي القادم في بيروت في 18/07/2010م سنبيّن للأمة الطريقة العملية لكيفية تحقيق ذلك بعون الله تعالى.