نشرت صحيفة (واشنطن تايمز) الأمريكية يوم أمس 16/6/2010م تقريراً جاء فيه أن "وزارة الخارجية الأمريكية طلبت من وزارة الدفاع (البنتاغون) تشكيل جيش صغير في العراق وتزويده بأسلحة ثقيلة تشمل طائرات هليكوبتر بلاك هوك، وآليات مصفحة وآليات نقل وناقلات وقود وأجهزة مراقبة"، عقب انسحاب القوات الأمريكية في 2011م. وأشارت الصحيفة إلى أن "مسئولي الخارجية طلبوا من البنتاغون الاستعانة بالشركات الأمنية الخاصة كشركة كي بي آر" وهي الشركة صاحبة الإرث العريق في خدمة مشاريع البنتاغون من حرب فيتنام إلى العراق وأفغانستان حيث تقوم بتنفيذ مشاريع بمئات ملايين الدولارات لصالح البنتاغون.
إن هذا ليؤكد، مرة أخرى، أن تصريحات الرئيس أوباما حول تغيير سياسات أمريكا تجاه العالم الإسلامي ما هي إلا خداع وتضليل للرأي العام لإنقاذ أمريكا من مآزقها وحماية مصالحها وتحسين موقف عملائها في المنطقة، وقبل ذلك كله لتحييد الأمة الإسلامية عن جوهر الصراع والحرب التي تشنّها أمريكا على الإسلام والمسلمين.
لقد غزت أمريكا العراق لتبقى فيه، وتنهب ثرواته، وتضمن لها وجوداً عسكرياً واستخباراتياً ودبلوماسياً في المنطقة، هو الأضخم في العالم. وقد هيأت لذلك طبقة سياسية ودينية عميلة، ونشرت الخراب والدمار، وأشعلت الصراعات الطائفية والعرقية، تمهيداً لتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات عرقية وطائفية متناحرة (كردية وشيعية وسنية)، مستعينة بعملائها في دول الجوار (تركيا وإيران وسوريا) لتثبيت الأوضاع السياسية والأمنية التي تضمن بقاء الاحتلال الأمريكي آمنا مستقراً.
إن حزب التحرير يهيب بالأمة أن تعي حقيقة الكيد الأمريكي ضدها وإصرار أمريكا على تكبيلها بأغلال العبودية تحت مسميات الديمقراطية، وأن تعي كذلك حقيقة تواطؤ الأنظمة العميلة التي تسهر على خدمة الاستعمار الأمريكي.
لقد آن الأوان للمخلصين من أبناء الأمة أن يضعوا أيديهم بأيدي حملة الدعوة المخلصين لإقامة دولة الإسلام التي تحرر الأمة من أصفادها وتقودها لتحرير البشرية من هولاكو العصر.