وصل الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف من سوريا إلى تركيا في زيارة رسمية استمرت يومي 11-12 أيار/مايو، وكانت أبرز الأمور التي تم تداولها خلال زيارته؛ اتفاقيات في مجال الطاقة، واثنتي عشرة اتفاقية تتعلق بالنقل الجوي والبحري وإعفاء للتأشيرات، وفي الوقت ذاته تم وصف هذه الزيارة من حيث العلاقات بين تركيا وروسيا بـ"التحسن التاريخي".
مما بات معلوماً أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى لجعل تركيا ممراً للغاز الطبيعي من خلال حكومة حزب العدالة والتنمية العميلة لها، وتسعى لمتابعة علاقاتها مع آسيا الوسطى والقوقاز من خلال تركيا. وهي تنتهج سياسة عدم إغضاب روسيا في علاقاتها هذه. وهذه الاتفاقيات التي تم إبرامها مؤخراً بين تركيا وروسيا تدور في هذا المحور. إلا أنه لم يتم إطلاع الرأي العام على حقيقة ما تداوله مسئولو حزب العدالة والتنمية مع ميدفيديف فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط التي دعت إليها الولايات المتحدة الأميركية الكافرة المستعمرة!
فمنذ نهاية الأسبوع الماضي قام رئيس الجمهورية غُل ورئيس الوزراء إردوغان بإجراء لقاءات مع الرئيس السوري الأسد وأمير دولة قطر الشيخ آل ثاني، وكان وزير الخارجية التركي داود أوغلو قد صرح بمعلومات حول الاجتماع الاستشاري الثلاثي الذي تم بين تركيا وسوريا وقطر، حيث قال وفقاً لما نشرته صحيفة زمان التركية بتاريخ 10/05/2010م: "لقد أعلنت سوريا مجدداً عزمها مواصلة محادثات السلام غير المباشرة في أقرب وقت ممكن من خلال وساطة تركيا"، وعلى الصعيد الآخر قام رئيس كيان يهود شمعون بيرس بالمشاركة في حفل 9 مايو/ يوم النصر الذي عقد في موسكو، وخلال اجتماعه بميدفيديف طلب من روسيا أن تقوم بدور الوساطة في العلاقات مع سوريا، ما دفع ميدفيديف لزيارة سوريا ومن ثم قدم إلى تركيا. ولهذا فإن زيارة ميدفيديف لتركيا تهدف إلى بدء المحادثات غير المباشرة التي بقيت معلقة جزئياً من الجانب السوري والتي تهدف إلى حفظ أمن كيان يهود الغاصب. والحاصل؛ لأن إردوغان ينتهج سياسة "التوتر المسيطر عليه" مع كيان يهود مستغلاً مشاعر المسلمين بأعمال مصطنعة كمسرحية دافوس فإن محادثات السلام غير المباشرة بين سوريا وكيان يهود ستفعل عبر روسيا.
أيها المسلمون في تركيا؛ لا تنخدعوا بدموع التماسيح التي ذرفها الحكام الخونة القابعون فوق رؤوسكم على المجازر التي ارتكبها يهود تجاه إخوانكم المسلمين في فلسطين، ذلك أنهم هم أنفسهم يعملون بكل ما أوتوا من قوة لتعزيز أمن كيان يهود غير المشروع ولإضفاء المشروعية عليه والاعتراف به من قبل المسلمين. فاعملوا أنتم أيها المسلمون بكل ما أوتيتم من قوة مع حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستنقلب على هؤلاء الحكام الخونة والتي ستقضي على كيان يهود الغاصب.