كالشمس في رابعة النهار يسير حكام باكستان في تبعية أمريكا وتنفيذ مخططاتها الجهنمية تحت شعار الحرب على الإرهاب، حتى سخروا جيش باكستان سابع أكبر جيش في العالم ومن يرفع شعار (إيمان تقوى جهاد في سبيل الله) لقتال بني دينه وأهله في وزيرستان، وحكام باكستان هم كذلك من أضاعوا كشمير وتخلوا عنها وقدموها لقمة سائغة للهندوس، وهم من قطّعوا العلاقات بين شعبي باكستان وأفغانستان وهم أخوة وأهل، وهم من ساروا بباكستان من سيء إلى أسوأ فجعلوا باكستان مرتعاً للقوات الأمريكية ولشركات القتل التي تفتعل حوادث التفجير لإشغال باكستان وأهلها عن التفكير الجاد الذي يدعو إلى التخلص من التبعية الأمريكية.
والحال كذلك ما الذي يدفع نائب الرئيس الأمريكي ليصرح بالقول وبملء الفيه أنَّ أكثر ما يقلقه "ليس أفغانستان ولا العراق ولا أزمة الملف النووي الإيراني، بل باكستان"؟ مضيفاً: "أعتقد أنَّه بلد كبير، ولديه أسلحة نووية يمكن نشرها، وفيه أقلية مهمة فعلاً من السكان المتطرفين".
إن هذه التصريحات تكشف المستور في حرب أمريكا على المسلمين في باكستان وأنها تخشى أن ينتقل هذا البلد بقوته البشرية وطاقته النووية ومكانه الإستراتيجي إلى كنف العاملين للخلافة، وهذا الذي يدعو أمريكا إلى شن حرب شعواء على باكستان بتآمر حكامها الفاسدين، فالتفجيرات المتكررة والطائرات بلا طيار باتت مشهداً يومياً من الحياة في باكستان.
إنّ أمريكا التي تخشى عودة الخلافة التي ستقضي على ظلمها السياسي واستبدادها الجائر الذي طال فساده العالم، تحاول أن تحصن نفسها لخوفها من صيرورة الحكم في باكستان إلى يد العاملين للخلافة لا سيما مع تململ العديد من قادة الجند وجل أهل باكستان مما يحيق بهم ومما جلبه عليهم النظام الباكستاني العميل من كوارث وأزمات، فهذا الذي يخشاه بايدن من باكستان.
وبايدن لم يكن أول من خشي ذلك وصرح به، ففي الرابع والعشرين من تشرين الثاني 2009 صرح الميجر جنرال جون م. كستر، قائد مركز مخابرات الجيش في فورت هواتشوكا في أريزونا صرح لصحيفة واشنطن تايمز قائلا "إنّ القادة العسكريين القدماء يحبوننا، فهم يفهمون الثقافة الأمريكية، ويعلمون بأنّنا لسنا الأعداء، ولكنهم خارج القوات المسلحة مجددا." وقد ورد تصريح أخر على صفحات واشنطن بوست في آذار 2009 لديفيد كيلكولن، مستشار قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال ديفيد بتريوس في حرب أميركا قال: "في باكستان 173 مليون نسمة، و100 رأس نووي، وجيش أكبر من الجيش الأمريكي... وقد وصلنا إلى مرحلة حيث يمكن رؤية انهيار النظام الباكستاني خلال ستة شهور... إنّ إطاحة المتشددين بالنظام سيدمر كل الذي نراه في الحرب على الإرهاب اليوم." وفي الثاني من كانون الأول 2009 ومن على شاشة محطة جيو الباكستانية أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن قلقها من العمل للخلافة في باكستان.
إن قيام الخلافة هو حق لاشك فيه، وزوال النفوذ الاستعماري وقلعه من بلاد المسلمين آت لا محالة وقد دنا واقترب، وإن مسعى أمريكا للحيلولة دون قيام الخلافة سيبوء بالفشل، فالخلافة هي وعد من الله على لسان نبيه وبشائرها تلوح بالأفق وهي –بإذن الله- ستكون منقذ البشرية القادم وخلاصها من ظلم أمريكا والدول الاستعمارية، وما هي إلا أن يأذن الله بالنصر والتمكين وعند ذلك لن تثبت للكافرين قدم في بلاد المسلمين ولن ينصب لهم ميزان بل ستلاحقهم جيوش الخلافة إلى عقر دارهم، وستنهار أنظمة الجور في بلاد المسلمين التابعة للاستعمار كأحجار الدومينو، وسيري المسلمون العالم كيف تكون قيادة البشرية بالحق والعدل وهم لذلك أهل فهم من حكم العالم بالعدل أول مرة وهم من سيعيدون سيرة الأولين.
(وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا)
13-2-2010