بيان صحفي
دعوة لإنهاء الاختفاء القسري لنفيد بوت في باكستان
لقد مرت 9 سنوات منذ أن قامت المخابرات الباكستانية باختطاف الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان المهندس نفيد بوت في 11 أيار/مايو 2012. وقد أصدر المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان في هذه المناسبة بيانين:
الأول في 03/01/2021 بعنوان: "صدور أمر بإحضار نفيد بوت في الرابع من كانون الثاني/يناير 2018 ولم تتم المشاهدة أو حتى سماع صوته منذ اختفائه القسري في 11 أيار/مايو 2012".
والثاني في 02/05/2021 بعنوان: "في شهر رمضان المبارك، دعوة للإفراج عن نفيد بوت، الداعي المخلص لإقامة الخلافة والمختطف منذ 11 من أيار/مايو 2012".
لقد كان نفيد رجلا نزيها من سكان لاهور، وهو رب أسرة، ومهندس كهرباء، ومسلم مخلص، وصنف نادر من المفكرين السياسيين الاستراتيجيين، والناطق الرسمي للحزب السياسي العريق حزب التحرير/ باكستان. هذه ليست سوى قائمة مختصرة من صفاته، ولكن لم يكن أي من هذا مهماً لوكالة المخابرات الباكستانية عندما تم دفع نفيد إلى إحدى "مركبات سوزوكي سيئة السمعة" التابعة لها، على يد فريقها المؤلف من قرابة عشرة عناصر يرتدون سترات واقية، وأمام أطفاله الذين كان يصطحبهم من المدرسة.
ينتمي نفيد إلى وسط مميز من المفكرين السياسيين المسلمين الذين لديهم قدرة فريدة على اختراق عباءة الخداع التي ألقيت على المشهد السياسي المتعفن. وهذا هو السبب في أن نفيد كان قادراً على تصور "خارطة الطريق الصادقة" التي من خلالها يمكن لبلده باكستان التي يحبها، أن تدرك عظمتها. رؤية تتمكن باكستان من خلالها، الاستفادة بشكل صحيح من مزاياها الجغرافية والديموغرافية والطبيعية والتقنية، لتصبح بذلك مركز الثقل في جنوب ووسط آسيا. رؤية تتمكن باكستان من خلالها، أن تقتعد مركز القوة العظمى في آسيا، وتحقق النهضة الثانية للأمة الإسلامية، وتعيد إطلاق إرثها الذي يعود إلى 1400 عام.
لقد كان سبب الظلم الذي تعرض له نفيد، هو انتقاداته الواقعية لقرارات وإجراءات كبار السياسيين والمسؤولين، سواء في الحكومة أو في القوات المسلحة. تلك القرارات والإجراءات التي كانت، من ناحية، تعطل قدرات باكستان بشكل ممنهج، ومن ناحية أخرى، تمزق التماسك الذي دام قروناً بين شعوب المسلمين التي عاشت وازدهرت لفترة طويلة في هذا الجزء من آسيا.
لقد كان من مواقف نفيد انتقاده للحرب الشاملة التي استمر برويز مشرف بشنها على أهل غرب باكستان. حيث اضطر الجيش الباكستاني إلى محاربة وقتل إخوته وأخواته في القبائل في منطقة القبائل الباكستانية. كل ذلك كان من أجل تخفيف الضغط على الجيش الأمريكي المحتل على الجانب الآخر من الحدود في أفغانستان. حرب كارثية استمرت 17 عاماً، دمرت مدناً ومدارس ومنازل، وقتل فيها عشرات الآلاف من المسلمين، ونزح مئات الآلاف منهم، وأوجدت تمزقا كبيرا في نسيج المسلمين داخل باكستان، لم يتم إصلاحه بعد.
وقد انتقد نفيد بشكل علني، الجنرالات الفاسدين والمسؤولين العملاء، الذين أتاحوا الانتشار الخطير للنفوذ الأمريكي داخل المراكز الأكثر حساسية في الجيش والمؤسسات الحكومية. فقد تمركز جميع أنواع المسؤولين من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، داخل إدارات "القيادة العامة" و"العمليات العسكرية" و"المخابرات الداخلية" التابعة للجيش الباكستاني من أجل الإشراف والمحافظة على السيطرة. والآن وبمساعدة هؤلاء الجنرالات والسياسيين الفاسدين فإن أمريكا هي من يتخذ قرارات التسلح النووي والتقليدي، وقرارات الحرب والسلام في باكستان. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ﴾.
منذ أن قاموا باختطاف نفيد، رفضت جميع الحكومات المتعاقبة في باكستان، وبشكل وقح، الكشف عن مكان وجوده؛ ولا حتى هونوا على الأقل من معاناة أحبائه فيلتقي بعائلته لبعض الوقت. لقد صمّوا آذانهم، طوال عقد من الزمان، عن نداءات أهله وإخوانه في الأمة الإسلامية وكل من تعاطف مع معاناته. بل على العكس من ذلك، فقد وجهت وكالة الاستخبارات الباكستانية تهديدات لعائلته، بأنه إذا لم يتوقف نفيد عن مسيرته السياسية، فسوف يتم قتله ويُلقى بجثته في أحد الأماكن.
ها نحن اليوم، وبعد دخول السنة العاشرة على اختطافه، ما زلنا نطالب بلا كلل بإطلاق سراحه، وندعو كل مسلم، كبيراً كان أم صغيراً، قريبا كان أم بعيدا، للمشاركة في هذا الجهد المبارك. فاختطاف نفيد يمثل نقطة التصادم ما بين إرادة المحق وإرادة الخائن.
إلى الضباط الأوفياء والمخلصين في جميع رتب القوات المسلحة الباكستانية:
اقرؤوا الآيات المصاحبة للشعارات التي تزين أكتافكم. تذكروا العقيدة القتالية الأصلية لجيشكم. انظروا إلى الخيانة التي تعرض لها إخوانكم وأخواتكم في المناطق القبلية وفي جامو وكشمير. انظروا إلى التقاعس تجاه المظلومين في ميانمار وفي المسجد الأقصى وفي قطاع غزة.
ونسألكم... منذ متى أصبح الجيش الباكستاني جيش كلام لا جيش أفعال؟! متى أصبح حماة الإسلام مجرد مراقبين للأخبار؟! ما فائدة الأسلحة التي تحملونها إذا لم تكن للردع والانتقام؟! لماذا ليس الأسود في القوات المسلحة الباكستانيةهم من يبسطون قوتهم على العالم بدلاً من البلطجة الأمريكية الحالية؟!
إن الأخ نفيد هو من الشباب المعروفين بالتزامهم بأحكام الإسلام وحسن الخلق، مفكر أمين، وسياسي بارز... قدّم خارطة طريق صادقة فيها الخير وإنقاذ باكستان وجميع بلاد المسلمين في العالم... خارطة طريق الخلافة الراشدة على منهاج النبي محمد ﷺ... ولكن وبدل تكريمه وتقديره قامت عناصر فاسدة من بينكم باختطافه إلى مكان مجهول ولا حول ولا قوة إلا بالله... لذلك نطالب كل مخلص فيكم بالضغط على الجهات المعنية من أجل الإفراج الفوري عن الأخ نفيد ليعود إلى أهله، وليعتلي المنبر متحدثاً بالحق مع بقية إخوانه في حزب التحرير.
إلى السادة أعضاء البعثة الدبلوماسية الباكستانية:
أنتم تمثلون صورة وسمعة وتاريخ وحاضر شعب باكستان إلى العالم. والاختفاء القسري لنفيد يشوه سمعة العدالة في بلدكم. لذا ندعوكم للقيام بدوركم في وقف الإحراج الذي جلبته الحكومة لنفسها.
إلى كل مسلم يتوق إلى إشراقة أيام مجد الأمة من جديد،
إلى كل صحفي أخذ على عاتقه أن يفضح القهر والظلم،
ندعوكم جميعا: تعالوا وانضموا إلى هذه الحملة للضغط على حكومة باكستان وجنرالات جيشها للإفراج عن نفيد بوت، ولم شمله بأسرته.
قال تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾.
المهندس صلاح الدين عضاضة
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير