بسم الله الرحمن الرحيم
وأخيراً أعلن الائتلاف انحناءه أمام فورد حتى أسفل الرجلين
وكان انحناؤه من قبل يتجاوز قليلاً حدود الركبتين!
بدأ ائتلاف الجربا اجتماعاته في اسطنبول أيام السبت والأحد والاثنين 9، 10، 11/11/2013 بإدارة السفير الأمريكي فورد، فيملي على الجربا قرار حضور جنيف2 على خطى جنيف1، وكان فورد هو الآمر الناهي في اتخاذ القرار، فابتلع الجربا وأعوانه ما كانوا يصرِّحون به من قبل بتنحي بشار قبل الذهاب إلى جنيف أو بضمان تنحيته... فذهبت هذه وتلك أدراج الرياح وصار مكانها كلامٌ وكلام، لا يسمن ولا يغني من جوع، بأن لا يكون لبشار دور دون ذكر متى لا يكون! لقد كان من قوة النفوذ الأمريكي في الاجتماع، وثقل ضغطها، ومدى خضوع الجربا لتلك القوة ولذلك الضغط، أنه لم يتحمَّل اعتراض الممثل العسكري في الائتلاف فصفعه على طريقة شبيحة بشار وجميع الطغاة، وهذا قبل أن يرى الجربا حُكما أو شيئاً من حُكم! ثم إن بعض المؤتلفين طلب مشاورة القوى في الداخل السوري قبل اتخاذ القرار فرفض فورد وألزمهم باتخاذ قرار المشاركة، ثم يشاورون الداخل بعد ذلك، أي بعد أن يكون القرار قد اتخذ، حتى يفقد الداخل أي تأثير في اتخاذ القرار لأن أمريكا تعلم أن كثيراً من قوى الداخل حرة كريمة تنأى بنفسها عن الخضوع والخنوع لأمريكا وعملائها...
وهكذا فإنه في الشهر الحرام، ليلة الثامن منه، الحادي عشر من تشرين ثان، تمّ اتخاذ قرار المشاركة في جنيف2، ثم غلَّفوا سوءة القرار بالقول إنه مشروط، وهم يعلمون قبل غيرهم أن لا قيمة لهذه الشروط ما دام الاجتماع بين وفد بشار ووفد الجربا! وحتى يقال إنهم أقاموا حكماً قبل جنيف2 أعلنوا مساء أمس الاثنين 11/11/2013 حكومة مؤقتة يرأسها أحمد طعمة، لا حول لها ولا قوة، فقوى الداخل ترفضها، والحكومة لا تستطيع أن تستقر في أرض الشام، وهكذا فهي حكومة "لعب في الوقت الضائع" إلى أن تفرض أمريكا الحل عليهم في جنيف2!
لقد سارعت أمريكا إلى تأييد القرار الذي اتخذ، فصرح كيري قائلاً: "أجرت المعارضة السورية أمس تصويتاً للذهاب إلى جنيف. إنها خطوة كبيرة"، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية وهو يعلق على تلك الخطوة بالثناء عليها "لم يعلق على رفض الائتلاف أي دور لبشار" وواضح مغزى تصريح هذا المتحدث! وكذلك سارعت باقي الدول لتأييد القرار...
أيها الأهل في سوريا، أيها الصامدون في وجه بشار وطغمته، وائتلاف الجربا ومجموعته:
إن أولئك القابعين في الفنادق، المترفين بنعيم أمريكا وأوروبا وقطر والسعودية وتركيا وغيرهم، إنهم العدو فاحذروهم، فهم على غير ما تسعون إليه من خير، بل على النقيض منه، فقد كان صمودكم في وجه الطاغية وتضحياتكم المشهود لها هي لإحقاق الحق وإيجاد حكم الإسلام في الشام عقر دار الإسلام، وإزالة النفوذ الأمريكي وجعله أثراً بعد عين... وأولئك يريدون حكماً يحاكي الحكم الحالي، وعميلاً خلفاً للعميل الحالي... ولا يهمهم الدماء الزكية التي سفكت، والتضحيات التي بذلت، والحرمات التي انتهكت، والدمار الذي أصاب البشر والشجر والحجر... لا يهمهم ذلك، فهم مترفون هناك، يعيشون عبيداً لأسيادهم، خانعين أذلاء، أمواتاً غير أحياء، حتى وإن تنفسوا وأكلوا وشربوا ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾.
لقد كنا نعلم أن الائتلاف فاقد للبصيرة، وباقٍ له شيء من نور في عينيه عليه غشاوة، لكنه أصبح فاقداً للبصر والبصيرة! فكيف لا يستحي من فعلته، إن لم يكن أمام الله، فأمام عباد الله؟! فهل يمكن أن يكون له نصيب من قرار أو رأي في مؤتمر جنيف بين فكَّي أمريكا وأعوانها في المؤتمر، وهو قد أحنى ظهره حتى انكسر أمام فورد في اسطنبول وهي بعيدة عن جنيف؟
إن كل صاحب بصر وبصيرة يدرك أن ذهاب الائتلاف إلى جنيف هو لإيجاد مخرج آمن لبشار، يصحبه مدخل آمن لعميل أمريكي بديل لعميلهم بشار، ولأنهم يدركون أن ائتلاف الجربا بكل مكوناته لا سند ولا تأييد له في الداخل، فليس بعيداً أن يحموا الحكم الجديد بالتدخل الدولي بقرار من مجلس الأمن يعدون له "تخريجاً" مناسباً! هذا هو مقصد مؤتمر جنيف، وهذه هي غايته، وهذا هو طريق الخيانة الذي يسلكه كل من تطأ قدماه مؤتمر جنيف...
أيها الأهل في سوريا، أيها الصابرون المصابرون المرابطون في وجه الطغاة:
إن أولئك الخونة لن يستطيعوا أن ينفِّذوا أمراً حتى وإن قرروه ما دمتم على الحق ثابتين... إنهم أجبن من أن يلاقوكم على أرض الشام المرابط المجاهد، فلا تمكِّنوهم من أن يكون لهم شأن في أرض الشام، وإلا كانت تضحياتكم عبثاً، وضاعت دماؤكم سدى، بل وتشكوكم إلى بارئها... ونحن نربأ بأهل الشام، الرجال الرجال، عن أن تلين قناتهم أو تضعف عزائمهم أمام من خانوا الله ورسوله والمؤمنين ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾.
إن النصر صبر ساعة، وأمريكا وبشارها وائتلافها في النزع الأخير، يبحثون عن الحل الذي ينقذهم من صمودكم وبطولاتكم، فاثبتوا على ما أنتم عليه من حق، واجعلوا قضيتكم المصيرية إقامة حكم الله، الخلافة الراشدة، واصدقوا العمل مع الله سبحانه ورسوله ، وأخلصوا السعي والمسعى نصراً لله وإعزازاً لدينه ينصركم الله القوي العزيز ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
التاسع من محرم 1435هــــ
12/11/2013م حزب التحرير