isdar29924

إنكم تسمعون وتشاهدون جـرائم يـهود؛ يدمرون البيوت فوق رؤوس أصحابها، ويلاحقون المقـاومين ويقتـلونهم، تحت الأرض وفوق الأرض. بدأت جـرائمهم في القطـاع ثم كل فلسطين ولا يزالون. وقتـلوا الآلاف وجرحوا عشرات الآلاف. ثم أضافوا الضاحية إلى جـرائمهم حتى وصلوا إلى رأس المقـاومة في الضاحية أثناء اجتماعه مع قيـادات أخرى. ثم امتدت جـرائمهم إلى مناطق واسعة من لبنان. وهكذا تزداد جـرائم يـهود في أهل الشام. ومع كل هذا وذاك فلا تحركون جـيشاً ولا يمس يـهود منكم أي ألم أو شيء من أذى، لا من قريب ولا من بعيد! بل أمثلكم طريقة من يعدّ الشهـداء ويسميهم قتـلى حتى لا يجرح مشاعر يـهود! قاتلكم الله أنى تؤفكون.
إن الذي جرَّأ يـهود على فعل ما فعلوه هو أنهم لم يجدوا دولاً في الجوار تقف في وجههم، وحتى دولة واحدة لم تقف في وجههم! بل إن إيران التي أنشأت حـزبها في لبنان تركته وحيداً عندما استعر الهـجوم على الضـاحية فلم ترسل طـائراتها أو مسـيراتها أو صـواريخها للدفاع عنه وإنقاذ الضـاحية من التدمير! أما الدول الأخرى القريبة، المحيطة بفلسطين وغير المحيطة.. كمصر والسعودية والأردن والعراق وسوريا وتركيا...إلخ فكأن الأمر لا يعنيها.. فهي تراقب جـيشها من شماله ويمينه خشية التحرك، بل إنه إذا تحرك الناس في مسـيرة أو مظـاهرة وخرجت منهم كلمة تطالب الجـيوش بالتحرك عدّ الحكام ذلك تجاوزاً وكان الاعـتقال! وأما الدول غير القريبة فهي في ابتهاج إذ لم تكن قريبة!! ﴿أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾..
أيها المسلمون: إن يـهود ليسوا بأهل قـتال فقد قال القوي العزيز: ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾ ولا تقوم لهم قائمة إلا بحبل من الله وحبل من الناس ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ﴾، وحبلهم مع الله قد انقطع منذ عصيانهم أنبياءهم ولم يبق لهم إلا حبل الناس، فكانت بريطانيا وعـملاؤها حبلهم عند إنشاء كيـان يـهود، والآن أمريكا وعملاؤها من الحكام في بلاد المسلمين هم حبلهم الجديد، والعـملاء الحكام هم الجزء الأقوى تأثيراً في منع الجـيوش من قـتال يـهود تنفيذاً لأوامر الكفار المستعمرين، ومن ثم إبقاء هذا الحبل ممدوداً لدعم يـهود والحفاظ على كيانهم.. وهذا الحبل لا يقطعه إلا قـتال يقوده قائد صادق مخلص يشرد بهم من خلفهم ويحقق قوله ﷺ: أخرج مسلم في صحيحه... عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَتُقَـاتِلُنَّ الْيَـهُودَ فَلَتَقْتُلُنَّهُمْ..».
أيها الجـند في بلاد المسلمين: أليس فيكم رجل رشيد؟ يقود الجند وخاصة من أرض الكنانة والشام وأرض الفـاتح فتتبعه باقي الجـيوش يكبِّرون الله وتكبِّر الأمة من خلفهم بنصـر الله سبحانه ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾؟ فلقد طفح الكيل أيتها الجـيوش، ولم يبق عذر لمعتذر ولا حجة لمحتج، ولا يكفي أن تعضوا على أسنانكم من الغيظ على أعـدائكم دون أن تفعلوا شيئا، بل كما قال الله العزيز الحكيم: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾.
فهلم أيها الجـند لنصـرة إخوانكم.. انصـروا الله ينصركم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾.


في السادس والعشرين من ربيع الأول 1446هـ
2024/9/29م
حـزب التحـرير