بدعوة من شباب حزب التحرير في جنين ألقى عضو المكتب الإعلامي في فلسطين، المهندس باهر صالح محاضرة ظهر السبت 7/12/2013، في قاعة بلدية جنين بعنوان: "المرأة بين تكريم الاسلام وامتهان الغرب"، وذلك ضمن الحملة المكثفة التي ينظمها بها حزب التحرير –فلسطين منذ أكثر من شهرين تحت شعار (المرأة عرض يجب أن يصان والغرب وأدواته يتآمرون عليها).
سعى من خلالها نشطاء الحزب إلى المساهمة في توعية أهل فلسطين على مخاطر ما تقوم به الجمعيات النسوية من أعمال تدميرية يهدفون من خلالها إلى إفساد المرأة وجعلها تتمرد على أحكام الإسلام بحجة حقوق المرأة.
وقد اكتظت القاعة بالمدعوين من الوجهاء وكبار السن والعلماء والمثقفين ورجال الأعمال والتجار وطلاب المدارس والجامعات وكذلك ممثلين عن الهيئات الحقوقية، إلى درجة اضطر الكثير للوقوف طوال المحاضرة على الجوانب والأبواب.
ابتدأ صالح محاضرته بالتأكيد على وجود هجمة شرسة، ضدّ المرأة المسلمة يقودها الغرب من خلال أدواته من أنظمة ومؤسسات وجمعيات نسوية. وقد دلل على عِظَم تلك الهجمة، من خلال كثرة النشاطات التي تقوم بها تلك الجهات والتي تهدف إلى إفساد المرأة، من مسابقات ملكات الجمال إلى مهرجانات الرقص وندوات ومؤتمرات وغيرها الكثير من النشاطات، وأشار إلى رصد المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين لنشاطات تلك المؤسسات في الضفة الغربية خلال ثلاثة أيام كعينة، حيث بلغت حوالي ثلاثين نشاطا.
ومن أجل إدراك فظاعة الهجمة على نساء فلسطين "البلد الصغير"، أشار صالح إلى عدد المؤسسات والجمعيات العاملة في فلسطين، التي بلغت بحسب المصادر مئات المؤسسات. وأكّد أن هذه المؤسسات أصبحت تتشكل بحسب طلب الجهات الغربية الداعمة. وعدد صالح بعضا من أبرز هذه المؤسسات على سبيل المثال لا الحصر.
وذكّر صالح بمكر هذه الهيئات والمؤسسات التي تتعمد عدم الصدام مباشرة مع ثقافة وقيم الأمة، واستخدامها لأسلوب التحايل، فتطرح أفكارا يستسيغها السامع للوهلة للأولى، مثل الحرية والعدل والمساواة ومناهضة العنف، ومن خلال هذه الأفكار تنفث سمومها لتوصل المرأة إلى نمط الحياة الغربية. وقد بيّن صالح الأفكار التي تخفيها تلك المؤسسات وراء شعارين كمثال هما، ما يسمى "بالزواج المبكّر"، والقتل على خلفية شرف العائلة.
وكشف صالح استغلال المؤسسات البشع لما تعانيه المرأة من سوء أوضاع، الذي هو أصلا نتيجة تطبيق النظام الرأسمالي والسياسات الاقتصادية الفاشلة، وذلك لإيهام المرأة بأنّ السبب هو أحكام الإسلام، من أجل أن تصب المرأة جام غضبها على الإسلام وأحكامه، فيقودها ذلك إلى الانفلات من عقال العفة والطهارة، واستشهد صالح على ذلك، باتخاذ تلك المؤسسات للاتفاقيات الدولية والأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان مرجعا لها وليس الإسلام، الذي هو أصلا غير مطبق في مجتمعاتنا.
وهاجم صالح تلك المؤسسات التي يتم تمويلها من الغرب، وأنّ هذه الدول التي تسمى "مانحة" هي التي تملك الأجندة والأهداف، وهاجم صالح الدول الغربية التي تتستر وتقف خلف المؤسسات، قائلا بأنّ الغرب حليف ليهود وقاتل للمسلمين في أفغانستان والعراق وسوريا، وأنّه لا يمكن أن يكون حريصا على نسائنا وبناتنا وأخواتنا.
ودعا صالح الحضور إلى الوقوف في وجه تلك المؤسسات حتى لا تتمكن من اختراق حصن العائلة، مؤكدا على أنّ أهل فلسطين قادرون على فرض ما يريدون وذلك من خلال إصرارهم وجديتهم في رفض تلك المؤسسات.
وفي الختام أجاب المحاضر على بعض أسئلة الحضور والتي ظهر من خلالها تفاعل الحضور مع مضمون المحاضرة والذين طالبوا بأنّ يكون مثل هذه المحاضرة للنساء بعد أن أدركوا حجم المؤامرة.
7/12/2013