عقد شباب حزب التحرير في شمال قطاع غزة أمسية بعنوان "بين يدي الساعة الباطل منفوش وحق مرجوح ، وذلك مساء الأربعاء25/9/2013.
حيث افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية بالحضور تلاها قراءة عطرة من آي الذكر الحكيم، ثم تم عرض فيلم وثائقي عن واقع الثورات والمطالبة بالإسلام وبيان اجرام الحكام.
بعدها ألقى الأستاذ أبو محمد السعيد كلمة تحدث فيها عن الثورات وعن الصراع بين الأمة والغرب، حيث شخص في كلمته التآمر الدولي والحرب الإجرامية التي يشنها الغرب على الأمة عندما بدأت بالمناداة بتطبيق الإسلام واعتباره مصدرا وحيدا للتشريع.
واعتبر في كلمته أن الغرب قد "لعب بجزرة (الإسلام المعتدل) و(الإسلاميين المعتدلين) كما حدث في كل من تونس ومصر، فأوصلهم إلى الحكم بحسب شروطه، ثم أفشلهم، ثم أسقطهم، ومن ثم اتهم الإسلام السياسي بالفشل والسقوط... وفي الحقيقة أن الذي سقط هو مشروع الحكم بالإسلام على طريقته الغربية ومن حملوه، لا المشروع الإسلامي الحق (مشروع إقامة الخلافة) ومن حملوه، الذين لم يصلوا بمشروعهم بعد إلى الحكم أصلاً؛ فكيف يفشل ويسقط؟!"، معتبرا ان ذلك هو فشل جديد يضاف لرصيد فشل للغرب بإسقاط "ورقة الإسلام المعتدل".
ثم عزا للغرب فشلا آخر عندما استخدم أسلوب القوة المفرطة والقمع الهمجي كما يحدث في سوريا على يد عميل الغرب بشار، حيث انعكس ذلك القمع و" السحر ارتدَّ على صاحبه؛ فازدادت النفوس اشتعالاً والصدور غيظاً، وقوي وترسَّخ توجه المسلمين إلى الإسلام السياسي الحقيقي لا المعتدل المزيف".
ثم عدد العوامل التي يجب أن تكتمل لإعادة إنهاض الأمة واستعادة دورها الحضاري بعد هذه الثورات، حيث اعتبر أن العامل الأول يتمثل في جعل الإسلام المصدر الوحيد للدستور في ظل نظام الخلافة، والنص على تلك المواد ضرورة انبثاقها من العقيدة الإسلامية.
واعتبر أن العامل الثاني يتمثل بوجود قيادةٍ سياسيةٍ فذة،" ولأن أعباءَ عملية التغيير ضخمة، فهي تحتاج إلى القائد السياسي الفذ، وإلى من يعينوه ممن هم على فكره وطريقته ونهجه بإعداد أنفسهم لهذه المهمة الجليلة".
أما العامل الثالث فهو يتمثل بحسب المحاضر "بالحاضنة الشعبية التي تلتف حول هذه القيادة وهذه الدولة بعد إقامتها لحمايتها ولإعانتها على تحقيق هذا المشروع، إذ المشروع هو مشروع أمة وليس مشروع قيادة فحسب. والمشروعُ هو تحكيمُ الإسلام في حياة المسلمين والناس".
أما العامل الرابع فهو وصول تلك القيادة السياسية إلى الحكم من خلال أهل القوة في الجيوش معتبرا أن تلك هي الطريق الشرعية لأخذ الحكم وان "الواقع في كلٍ من مصرَ وسوريا هو أكبرُ شاهدٍ على ما طلبه الشرع. ففي مصر، فإن الجيش هو الذي أتى بمرسي، وهو الذي ذهب به. وفي سوريا يتمترس المجرم بشار خلف القوة العسكرية ليبقى في الحكم، والقوة العسكرية هي التي تبقيه وهي التي تقضي عليه".
وفي ختام كلمته أكد على أن هذه العوامل الأربعة مستقاة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في سعيه لإقامة الدولة الإسلامية، وأن حزب التحرير متأس بهذه الطريقة وسائر فيها مكونا بذلك قيادة سياسية نجحت في كثير من تلك العوامل وتعمل على استكمالها لأخذ قيادة الأمة لإعادة حضارة الإسلام إلى الواقع من خلال دولة الخلافة.
وفي ختام الكلمة فتح باب النقاشات والأسئلة التي تميزت بدقة طرح المناقشين والسائلين، حيث أوضح في إجابته على أحد الأسئلة عن ثورة سوريا أن اعتبار بعض الفصائل الإسلامية في سوريا أنها صنيعة الحكام والغرب هو تضليل يقوم به الإعلام، وان غاية الغرب والحكام هو إحداث اقتتال وتفرقة بين الفصائل الإسلامية هناك، كما فند دعاوى سقوط الإسلام السياسي في مصر مثلا معتبرا أن الذي سقط هو الإسلام المعتدل وليس الإسلام فعلا، ورغم التنازل عن الإسلام من قبل من وصلوا إلا أن الغرب قد لفظهم أيضا، معتبرا أن المطالبة بدولة مدنية بمرجعية إسلامية مثل المطالبة بأكل لحم الخنزير بعد التسمية عليه، وقد قام أحد الضيوف في معرض سؤاله بالبشرى بإقامة الخلافة طالما أن العاملين للخلافة يسيرون على منهاج النبوة.
26/9/2013