عقد شباب حزب التحرير في مدينة خانيونس محاضرة تحت عنوان: الديمقراطية لا توصل إسلامًا ولا تنقذ بلادًا، وذلك مساء الخميس 5-9-2013م في قاعة بلدية خانيونس.
ألقى المحاضرة عضوا المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين المهندس إبراهيم الشريف والأستاذ حسن المدهون، وتميزت بالتفاعل والحوار الهادئ المنتج، وبالمداخلات التفاعلية.
تحدث الشريف عن الديمقراطية وأنها لا توصل إسلامًا إلى الحكم من باب أنها طريق حرام يجعل السيادة للشعب، فلا يتوصل إلى الحلال بالحرام، ومن باب أن الديمقراطية لا تسمح بهدم ذاتها فهي تمنع الأحزاب القائمة على أساس الإسلام من المشاركة وتعتبر سيادة الشعب خطًا أحمر، ثم ذكّر بما حدث في الجزائر وما يحدث الآن في مصر، وخلص إلى أن اللعبة الديمقراطية لا تسير بتلقائية، فهي خاضعة للتحكم الكامل من المستعمر الذي أنشأها ورعاها لتحقيق مصالحه فقط.
ثم تحدث عن أن الديمقراطية لا تنقذ بلادًا فهي أداة للاستعمار، ولا تسمح لأحد بالوصول إلى السلطة إلا إذا أعطى الضمانات تلو الضمانات للاستعمار بتحقيق مصالحه ومحاربة الإسلام.
ثم اختتم الشريف بالحديث عن أن الطريق التي سلكها الرسول صلى الله عليه وسلم لبناء الدولة الاسلامية الاولى هو طريق ملزم شرعا وهو يقتضي مجابهة الانظمة الجاهلية وليس العمل من خلالها ومجابهة الاستعمار وليس التفاهم معه واخذ الحكم كاملا وليس شكلا فقط وبذلك يطرد الفكر الغربي والنفوذ الغربي ونطبق الاسلام كما يرضي الله ونستقل بإرادتنا عن الاستعمار، ونأخذ زمام الامور بأيدينا، فنجمع طاقاتنا ونسترجع ثرواتنا وكرامتنا ونحرر بلادنا ومقدساتنا وأسرانا بإذن الله تعالى، ونكون أولا وأخيرا قد أرضينا ربنا.
بينما ركز الأستاذ حسن المدهون في كلمته على المفارقة بين فلسفة الاسلام وبين فلسفة الديمقراطية، حيث اعتبر ان الاسلام يقوم على الاستسلام لله والتبرؤ من الطواغيت وأصنام الكفر والقهر والإخلاص لله باعتباره صاحب الحق في تحديد القيم والمفاهيم وفي وضع المعالجات والأنظمة لمعالجة مشاكل الانسان بوصفه انسانا، بينما اعتبر في كلمته ان فلسفة الديمقراطية تنحي الاسلام وأحكام الخالق عن واقع الحياة، ففلسفة الاسلام تعتبر أن الانسان عبد لله ملتزم بأوامره ونواهيه، بينما فلسفة الديمقراطية تعتبر الانسان شريكا مع الله في وضع المعالجات والنظم للحياة.
ثم تطرق في كلمته الى ضرورة إدراك الحقيقة التاريخية وسنة الله التي تتمثل في الصراع بين الحق والباطل، وأن سلوك بعض الحركات الاسلامية التي قبلت بما يعرف باللعبة الديمقراطية، إنما هو محاولة للقفز على تلك السنة وتلك الحقيقة التاريخية التي تفرض نفسها فرضا في نهاية المطاف، رافضا ذلك السلوك ومعتبرا إياه مسببا لانتكاسات في طريق اقامة الدولة الاسلامية الخلافة والتي تعلي شأن الاسلام واحكامه.
وانتقد المدهون ما يسمى بالتجربة التركية، وأوضح أن سياسة أردوغان كانت وما زالت في خدمة أميركا في المنطقة، وأن الاتفاقيات العسكرية والأمنية مع أعداء الأمة هي وصمة عار على أردوغان.
وفي تعليق له على أحد المداخلات التي أثرت النقاش، اعتبر ان طريقة تنصيب الحاكم في الاسلام هي الطريقة الشرعية المعروفة بالبيعة وان الديمقراطية لا تعتبر مجرد صندوق انتخاب هي منظومة فكرية كاملة لا يصح اخذ شيء منها مثلما أن الاسلام لا يمكن أن يقسم أو يجزأ، معتبرا في الوقت نفسه أن الواقع يصدق ان الديمقراطية ما هي الا أكذوبة وان ايصال الحكم الى الاسلام انما يتم بطريقة من جنسه لا بوسيلة ديمقراطية يتساوى فيها الاسلام مع العلمانية والليبرالية والاشتراكية.
7-9-2013م