عقد شباب حزب التحرير في مخيم المغازي وسط قطاع غزة محاضرة بعنوان "تربية الأبناء في الإسلام"، في قاعة صالة نادي خدمات المغازي.

استهل المحاضر كلمته بأمثلة على نتائج التربية الإسلامية الصحيحة، كمثال الصبي الذي دخل على هشام بن عبد الملك مع قومه، فتكلم هو في حين هاب قومه، فغضب هشام فقال الصبي: "أيها الأمير .. إنّ دخولي عليك لم ينقص من قدرك ولكنَّه شرَّفني، أصابتنا ثلاث سنين: سَنةٌ أذابت الشحم، وسَنةٌ أكلت اللحم، وسَنةٌ دقَّت العظم، ومعكم فضول أموال .. فإن كانت لنا فعلام تحبسونها عنَّا؟ وإن كانت لله فأعطوها لعباده؟ وإن كانت لكم فتصدَّقوا بها علينا؟"، فقال هشام مندهشا: "والله ما ترك هذا الغلام لنا في واحدةٍ عذراً..."، ومنها مثال عبد الله بن الزبير مع عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. وهو ما اعتبره دليلا على أنّ التربية الصحيحة للعائلات المسلمة قد انتجت نماذج من الأطفال كانوا بمثابة رجال في وعيهم وجرأتهم ومخافتهم من الله.

 

ثم انتقل المحاضر إلى الحديث عما يجب أن نربي عليه أبناءنا، وأورد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: (( أدِّبوا أولادكم على ثلاث خصال: حبِّ نبيِّكم، وحبِّ آلِ بيته، وتلاوة القرآن))

وقال: (أيها الآباء والأمهات...... يأمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تؤدب أولادك وتربيهم على حبه وعلى حب آل بيته الأطهار وعلى تلاوة القرآن..... وليس كما يربي كثير من الأبناء على حبِّ "الفنانين" و"الفنَّانات" الأحياء منهم والأموات وعلى الأفلام والمسلسلات، فلا بد من مراقبة نوع التغذية التي يُغذى بها أولادك؟ .....ماذا يشاهدون؟ ماذا يقرؤون؟ ماذا يستمعون؟ أين يذهبون؟ مَنْ أصدقاؤهم؟ .. فإذا كان لابنك أصدقاء يغذونه تغذية سيئة، تغذية أساسها المتعة المحرمة، أساسها رفقاء السوء، أساسها الاحتيال على الناس، أنّى له أن يكون قرَّة عينٍ لك ؟)

 

ثم تحدث عن الكيفية الواجب اتباعها في تربية الأبناء، وقال أنها تكون بربط الولد بروابط عقائدية وروحية، وروابط فكرية، وروابط تاريخية، وأخرى اجتماعية إلى أن يتدرج يافعا إلى أن يترعرع شابا، حتى يصبح عنده من مناعة الإيمان وبرد اليقين وحصانة التقوى.

 

وتكلم عن بناء العقلية وذكّر بحقائق مهمة عن الإسلام وعن ترسيخ حب الإسلام عند الأبناء، وتنشئة الأجيال على أن النصر والتمكين هو للمسلمين مهما كاد الكفار وخططوا وتآمروا، وتذكيرهم بالحديث الذي يبشر بالخلافة نصًا وبالآيات التي تبشر بالنصر، والتحذير الدائم من وجهة النظر اليائسة

 

ثم أتى على بناء النفسية وأنها تتضمن ربط الولد بالعبادة وبيوت الله، وحث الآباء قائلا "اربط الولد بالمسجد والسبيل إلى ذلك أن يراك أمامه في صلاة الجماعة فاصحبه لكل صلاة – ففي المسجد يتعلم أحكام الدين وأمور الحلال والحرام ويتعلم قراءة القرآن، ويعرف أحوال المسلمين وآلامهم وآمالهم في شرق الدنيا وغربها – وفى هذا فرصة عظيمة لربط الولد بالقرآن الكريم.

وختم قائلاً: (أقول إذا ربطنا أولادنا منذ الصغر بهذه الروابط ورسخنا عندهم تلك الحقائق سينطلقون في مضمار الدعوة إلى الله غير خائفين ولا وجلين... يبلغون رسالات ربهم ولا يخشون أحدا إلا الله... حتى يصلوا في نهاية المطاف إلى تحكيم شرع الله، وإقامة دولة الإسلام، واستعادة ما بناه الأوائل من مجد شامخ، وعزة منيعة، ودولة كبيرة واسعة لا تغيب عن أرضها الشمس.... وما ذلك على الله بعزيز.)

2/5/2013