شباب حزب التحرير في سمير أميس يعقدون محاضرة حول الربيع العربي
عقد شباب حزب التحرير في سمير أميس محاضرة عن ثورات الربيع العربي بعنوان: "الربيع العربي... عصر التحول إلى الخلافة الاسلامية" يوم الثلاثاء 24/4/2012، في قاعة ألف ليلة وليلة، حاضر فيها الاستاذ عصام غانم.
أكد فيها غانم على أنّ سنة الله تعالي في تحول المجتمعات تقتضي وجود فترة انتقالية للتحول من حكم مستقر إلى حكم مستقر آخر، وخلال هذه الفترة تتعاظم الثقة والتأييد لفكرة الحكم الجديد بينما تتآكل الثقة بالحكم القديم فيقل مؤيدوه ويزداد ضعفا. مستشهدا على ذلك بكل التغيرات الهامة التي حدثت منذ قرون، كبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، والثورة الفرنسية والثورة البلشفية وسقوط الاشتراكية في روسيا عام 1991.
وقال بأنّ الثورات العربية كانت تحركات جماهيرية ضخمة ضد أنظمة قمعية تابعة للغرب، وكانت ثورات مفاجأة أربكت أهم معاقل المخابرات العالمية ومطابخ السياسة الدولية، هذا بالإضافة إلى الرعب الذي دب في الأنظمة العربية حول مصائرهم... والأهم هو خط سير هذه الثورات، ومطالباتها ليس فقط بتحسين النظام أو التقليل من القمع والمطالبة بمزيد من الحريات... بل كانت ولا زالت تطالب بتغيير النظم الحاكمة وإزالتها واستبدالها بنظام آخر.
وأشار إلى أنّه يلحظ أيضا فشل الغرب وعلى رأسهم أمريكا في احتواء هذه الثورات رغم بذلها كل الجهود في إعادة تشكيل هذه النظم واستبدال بعض الرموز، وأنّ الأنظمة البديلة في مصر وليبيا واليمن وتونس لم تستطع إسكات الأمة وثنيها عن عزمها في التخلص التام من أنظمتهم، وأكد على أنّ هذه البلدان ما زالت غير مستقرة حتى بعد الانتهاء من الانتخابات التي حدثت في هذه الدول.
ولقد أظهر المحاضر تأمر الإعلام على هذه الثورات بإخفاء المطالب الحقيقية لكثير من المظاهرات والحشود والمطالبات بتطبيق الشريعة ومناهضة العلمانية، بل ومئات الالاف الذين خرجوا مطالبين بالخلافة كنظام بديل عن هذه الأنظمة المهترئة العميلة، وأنّ الموت في سيبل هذا الهدف هو شهادة يفتخر بها المسلم ويباهي بها. فالمفهوم الأساسي خلف الثورات عند الغالبية العظمى من الجماهير هو مفهوم إسلامي يبرز كثيرا في التحركات الجماهيرية بينما يحاول الإعلام إبراز الشعارات العلمانية فقط. وهذا ما تحاول أن تحمله حركات الإسلام "المعتدل" التي ترزح تحت ضغط الغرب والإعلام الذي يتبع للغرب حتى اضطرت هذه الحركات إلى إلزام نفسها بمبادئ العلمانية مما أفقدها الكثير من شعبيتها من مؤيدين ومناصرين وإصابتهم بالصدمة.
وخلص المحاضر بعد استعراض الكثير من الأدلة إلى أنّ الربيع العربي سيستمر وأنّ الغرب سيستمر في وضع العراقيل أمام الأمة ولكن عزيمة الأمة تتعاظم كلما ازداد ألم المخاض المفضي للتغيير، فحتى الحركات الإسلامية "المعتدلة" رغم أنها أعلنت عن التزامها بالعلمانية والمدنية إلا أنّ بعض قياداتها وتحت ضغط الشارع أصبحت مضطرة للنزول عند رغبة الجماهير المسلمة المطالبة بتطبيق الشريعة إلى التصريح بأنهم مع تطبيق الشريعة ولو بألفاظ ضبابية، ولكنها مؤشر على شدة اندفاع المسلمين تجاه الإسلام، علاوة على عدم انخداع المسلمين بالتجميلات التي حدثت خلال وبعد هذه الثورات.
تلا هذه المحاضرة فترة للنقاش من خلال استقبال مجموعة من الاسئلة الشفهية والمكتوبة من الحضور الذين قاربوا المائتين.
27/4/2012