كلمة وفد حزب التحرير في عزاء الشهيد عدي التميمي
قدّم وفد مهيب من حزب التحرير في فلسطين واجب العزاء في الشهيد عدي التميمي في ديوان آل التميمي في الخليل، وتحدث باسم الوفد المهندس باهر صالح، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين.
وتحدث صالح عن خيرية الأمة الإسلامية وأنها أمة حية لن تموت، وأنها لا تكف عن إنجاب الأبطال. وأن بطولات أبناء أهل فلسطين تؤكد أن كل مخططات العدو لتخريب أبنائنا باءت بالفشل.
وأكد صالح أن في استشهاد عدي التميمي رحمه الله وقد لقي الله مقبلا غير مدبر، رسالة عميقة للأمة الإسلامية وجيوشها، أن هؤلاء المجاهدين قد صنعتهم عقيدة الإسلام التي يعمل أعداء الله على طمسها في نفوسهم، وأن العدو جبان لا يقوى على المواجهة، وأن فردا لا يملك إلا نفسه وايمانه قد أربك هذا الكيان الجبان بجيشه وقواه، وأن كل مشروع غير مشروع الجهاد الذي شرعه الله وفرضه لتحرير الأرض هو عبث وخيانة.
وختم بأن في هؤلاء الأبطال بشارة للأمة الكريمة بالنصر والتمكين، وقد لمع بريقها وظهر معدنها بهؤلاء الرجال الذين صقلتهم العقيدة وامتلأت نفوسهم بالشجاعة وقد أدركوا طريقهم أنه صراط الله المستقيم وجهاد في سبيله، وبعون الله القوي العزيز لنقيمن الخلافة على منهاج النبوة ولتجتمعن جيوش الأمة وينطلق أبناؤها المجاهدون فيجوسون خلال الديار وليدخلن المسجد الأقصى ويتبروا ما أعلاه كيان يهود تتبيرا، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله فانصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم.
وفيما يلي نص الكلمة:
الحمد لله رب العالمين الذي أعزنا بالإسلام واتخذ منا شهداء، ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾
والصلاة والسلام على رسول الله إمام المجاهدين خاطبه ربه فقائلا ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾
أيها الجمع المبارك
يتقدم حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين لوالدي عدي وآل التميمي خاصة وأهل الأرض المباركة عامة بالتعزية والمباركة باستشهاد المجاهد البطل عدي التميمي الذي استشهد مقبلاً غير مدبر، مدافعاً عن الأرض والعرض والمقدسات، فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
أيها الأخوة الكرام: أمة محمد أمة حية لن تموت، فبعد أن بدا لكيان يهود عدو الله والأمة أنه قد ثبّت أقدامه باغتصاب الأرض المباركة، واطمئنانه إلى زمرة الحكام العملاء الذين يحرسونه ويُمعنون في الفساد والجور والفجور وتدمير أبنائنا وأسرنا، بعد كل ذلك، يأتي عدي رحمه الله، وإخوانه وأقرانه من المجاهدين الأبطال، ليضربوا في وجه العدو سهما طاش به عقله وخاب به فأله، فتأكد لهم أن هذه الأمة تستعصي على الفناء وأنها مهد الشجاعة وأنها رحم لن يكف عن إنجاب الأبطال.
لقد كان في استشهاده رحمه الله وقد لقي الله مقبلا غير مدبر، رسالة عميقة للأمة الإسلامية وجيوشها، أن هؤلاء المجاهدين قد صنعتهم عقيدة الإسلام التي يعمل أعداء الله على طمسها في نفوسهم، وأن العدو جبان لا يقوى على المواجهة، وأن فردا لا يملك إلا نفسه وايمانه قد أربك هذا الكيان الجبان بجيشه وقواه، وأن كل مشروع غير مشروع الجهاد الذي شرعه الله وفرضه لتحرير الأرض هو عبث وخيانة، وأن الأمة لا زالت تعشق الجهاد وتحتضن الأبطال من أبنائها. لذا فالواجب على الأمة أن تحشد طاقاتها من أجل إحياء فرض الجهاد وإقامته على وجهه الصحيح وفق قول الله تعالى ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ وقوله سبحانه ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾.
أيها الأخوة الكرام: إن من بركة هذه الأرض المباركة أنها ستبقى الجذوة المشتعلة في الأمة التي تحيي فيها الهمة، رغم ما يحاط بها من خيانة ومن كيد وتآمر، فلا زال أحفاد الصحابة في هذه الأرض المباركة يدفعون عنها كل كيد ومكر، ويحبطون كل تفريط وتنازل لأعداء الله والغاصبين، فها هم أحفاد تميم الداري رضي الله عنه، يدفعون الكيد عن وقف جدهم ويدافعون عن القدس والأقصى، بل ويجاهدون حتى الشهادة كما هو شهيدنا عدي رحمه الله رحمة واسعة.
إن في هؤلاء الأبطال، كعدي وإخوانه وهم كثير بإذن الله، لبشرى وأية بشرى، لهذه الأمة الإسلامية الكريمة، وقد لمع بريقها وظهر معدنها بهؤلاء الرجال الذين صقلتهم العقيدة وامتلأت نفوسهم بالشجاعة وقد أدركوا طريقهم أنه صراط الله المستقيم وجهاد في سبيله، وقد صاروا بجهادهم هذا نموذجا يلهم شباب الأمة قاطبة، وبعون الله القوي العزيز لنقيمن الخلافة على منهاج النبوة ولتجتمعن جيوش الأمة وينطلق أبناؤها المجاهدون فيجوسون خلال الديار وليدخلن المسجد الأقصى ويتبروا ما أعلاه كيان يهود تتبيرا، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله فانصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
عظم الله أجركم ورحم شهيدكم وكتبه وكتبكم في عليين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
21-10-2022