السلطة الفلسطينية ترتكس إلى مستويات غير مسبوقة في معاداة الإسلام وأهل فلسطين الشرفاء

إنّ الدول لا تُقام أو تبنى إلا على أكتاف الرجال الرجال، ولا يمكن أن ينشئ المرتزقة إلا ممالك واهية سرعان ما تعصف بها الرياح فتذروها لتصبح كأن لم تكن بالأمس، هذه هي حقيقة المفارقة بين شباب حزب التحرير الذين نذروا أنفسهم وأرواحهم وأموالهم من أجل رفعة الإسلام وإقامة صرحه، وبين أزلام الأنظمة وأوباشهم ممن رضوا لأنفسهم أن يرتموا في أحضان المستعمر واكتفوا بتربيت أسيادهم على أكتافهم، أن أحسنتم صنعا وهذه قطعة من حلوى مكافأة لكم على خيانتكم لأمتكم وولائكم لأعدائكم.

وهذه القصة هي إحدى نماذج التضحية والإقدام التي سطرها أحد شباب حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين لتُضاف إلى تضحيات إخوانه في باقي أصقاع الأرض، حيث البطش والتعذيب والملاحقة، وحيث الأوباش والمرتزقة أمثال سلطة عباس.

 

حينما يكون الاعتقال بحد ذاته جريمة

من المفروض أن يكون الاعتقال في عرف المشرعين وأصحاب القانون هو من أجل تطبيق العدالة وإقامة العقوبة على المجرم إن ثبت إجرامه، ولكن ماذا عن الاعتقال نفسه إن كان إجراما تمارسه الأنظمة العميلة بحق الشرفاء؟!!

هذا مع حصل مع الشاب "أبو محمد" أحد شباب حزب التحرير في منطقة الخليل الذي اعتدت عليه أجهزة سلطة عباس لاعتقاله بدون مذكرة اعتقال من النيابة المزعومة للسلطة، وبهمجية تعكس صورة أفراد أجهزتهم الأمنية التي تربت على يد الجنرال دايتون الذي غرس فيهم كره أهل فلسطين والإسلام، والولاء ليهود وأعداء الأمة.

حيث في يوم السبت 12/3/2016 وبينما كان "أبو محمد" في طريقه إلى صلاة الظهر بالمسجد اعترض طريقه أفراد من أجهزة السلطة بالزي المدني وحاولوا اعتقاله بدون أن يكون بحوزتهم أية مذكرة قانونية تسعفهم أو تستر عورتهم، وحينما رفض الشاب الصعود معهم لعدم امتلاكهم أي مسوغ قانوني لاعتقاله تنادوا وتصايحوا ليتكالب عليه زملاؤهم ورفاقهم في الجريمة والذين كانوا بالجوار، حيت تداعوا عليه بالسلاح والأصوات والهمجية، وصولا إلى ضربه وتحميله في سيارتهم التي اكتظت بالركاب لكثرتهم حينما اضطروا لوضع حمولة ثلاث سيارات في السيارة التي أجبر "أبو محمد" على الصعود إليها ليتمكنوا من إحكام السيطرة عليه، حتى كاد أن يُصاب الشاب بالاختناق من كثرتهم وجلوسهم كالأكوام من حوله ومن فوقه.

 

عقيدة دايتون

يبدو أن دايتون قد نجح في تربية جيل من المرتزقة في صفوف السلطة الفلسطينية حينما زرع فيهم كره الإسلام وأهل فلسطين، وحب الغرب ويهود، وقد بدا ذلك واضحا في سلوك ذلك العسكري الذي كان ممن تداعوا على "أبو محمد" واعتدوا عليه، حينما قام العسكري بنتف شعر لحية الشاب ووضعه تحت قدمه!!! فما الذي أغاظ ذلك العسكري من لحية الشاب التي يعرف القاصي والداني أنها من شعائر الإسلام وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ هل يُعقل أن تكون قد آذته فجرحته كالسكين مثلا، أو هددت حياته وكادت تقتله؟!!

بالطبع لا، ولكنه الحقد الذي غمر قلبه على الإسلام وشعائره، وهو السبب ذاته الذي يملأ قلوب الغرب حنقا وكرها، كدايتون معلم الأجهزة الأمنية ومدربها.

ويلتقي هذا المشهد مع السبب الذي من أجله أعتقل "أبو محمد" ليكمل رسم الصورة جلية أمام المرء، في أنها عقيدة كره الإسلام وأهل فلسطين التي تغلغلت في أعماق أزلام السلطة الفلسطينية، حيث كان الاعتقال بسبب خطبة الجمعة التي ألقاها "أبو محمد" في مسجد البلدة وأنكر فيها على السلطة سعيها لتمليك الروس المجرمين أرض الصحابي الجليل تميم الداري فيما تعرف بأرض المسكوبية بالخليل!! وكأن لسان حال السلطة وأجهزتها الأمنية: "نحن مع الكفر وأهله، نحفظ مصالحهم ونسهر على خدمتهم، ونحن لأهل فلسطين أعداء وللإسلام خصماء"، وهي عينها عقيدة دايتون.

 

لن تخلعوا ملابسي إلا على جثتي

لقد كانت أولى محطات المواجهة المفعمة بمعاني العزة والإباء من جانب الشاب "أبو محمد" وبالذل وكره الإسلام من قبل المحققين، حينما أراد المحققون إذلال الشاب وتحديه في مشاعره ومفاهيمه الإسلامية، حيث طلبوا منه خلع ملابسه كلها حتى الداخلية لتفتيشه، ورغم أنّ الشاب حاول إفهام المحققين حرمة الأمر ومخالفته للإسلام ولكن الكره كان قد ملأ قلوبهم، وبدا عليهم الحرص على إذلال الشاب.

ولكن لم يكونوا يعلمون من يواجهون. يواجهون المؤمن بعزته والمسلم المعتصم بحبل الله القوي المتين، حيث كان الرد سريعا من الشاب: لن أخلع ملابسي ولن تخلعوها إلا على جثتي!!

ظن المحققون أنها مجرد كلمات وشعارات أطلقها الشاب، فأوكلوا مهمة خلع ملابس الشاب لأحد عناصرهم الأقوياء، فحاول ذلك المرتزق أن يجبر الشاب على خلع ملابسه ولكنه لم يستطع في ظل المقاومة القوية التي مارسها الشاب، فأيقن المحققون أن تلك الكلمات التي خرجت من فيه الشاب لم تكن مجرد شعارات، بل هو يقصدها ومستعد للموت على أن يقبل الذلة والمهانة. فيأس المجرمون من النجاح في هذه الجولة، إذا إلى الزنزانة.

 

إذا كان هذا حالهم إثناء التحقيق فكيف حالهم وهم طلقاء في الخارج؟ لن نستفيد منهم شيئا

لقد كان لأبي محمد موقف شجاع في الصدع بالحق ومواجهة المحققين بالحقيقة المخزية لسلطتهم ولكبيرهم عباس، ولم يخشاهم حتى وهو بين أيديهم وهم يقدرون على إيذائه، فالرجال الذين نذروا أنفسهم للإسلام لا يمكن أن تكون مواقفهم إلا مليئة بالعزة والتحدي للباطل وأهله.

وهنا نترككم مع بعض مقتطفات ذلك التحقيق:

المحققون: كم عمرك وما هي مهنتك وأين تعمل؟

أبو محمد: 52 عاما، عامل في مجال الدهان، وأعمل في الضفة وفي الداخل عند العرب في رهط واللقية وحورة.

المحققون: هل ألقيت خطبة بالأمس، وهل هي بتنسيق أو إذن من أحد؟

أبو محمد: نعم، ألقيتها بدون تنسيق مع أحد.

المحققون: عن ماذا كانت الخطبة؟ وما هو الموضوع الرئيسي؟

أبو محمد: كانت عن الإسلام وبشكل خاص عن أرض المسكوبية، عن أرض وقف الصحابي تميم الداري التي تريد السلطة تمليكها للروس المجرمين.

المحققون: ألا ترى بأننا نعطيكم هامشا كبيرا ونسمح بأعمالكم؟

أبو محمد: هذا ليس معروفا منك ولا من غيرك، بل هذا حقنا وهذا حق شرعي لا تمن بذلك علينا وإن منعتمونا من ذلك ننتزعه انتزاعا فنحن لا نقبل بالواقع ولا نسلم به، وكذلك الأنظمة الوضعية تقول بحرية التعبير.

المحققون: ولكن أنت حرضت على السلطة وطلبت من الناس المصلين الوقوف في وجه السلطة بقوة وطلبت من الأجهزة في السلطة أن توجه سلاحها إلى عدوها وعدو أهل فلسطين أو يلقوا سلاحهم ويتركوا السلطة وهذا أمر خطير وفي هذا إثارة للفتنة والنعرات، وهذا تعدي على السلطة ولا نسمح بذلك.

أبو محمد: فقلت له عن أي سلطة تتحدث؟ فعباس ومسئولوه يقولون بأننا سلطة بلا سلطة وإننا تحت أمر يهود، فعن أي سلطة تتحدث؟ وأنه ليس لك سلطة إلا على أهل فلسطين، وعن التنازل عن أرض فلسطين؟

المحققون: وإن كان ذلك، فصحيح أنه لا يوجد لنا سلطة على الأرض ولكن هذا لا يعني أن نسكت عنكم.

أبو محمد: إن لم يكن السلطة على الأرض فكأنه لكم سلطة في الجو أو في البحر!! نحن مسلمون ويجب أن نعرف أنّ عدونا جميعا هو الاستعمار واليهود وأدواتهم ويجب أن نمنع أي منكر وأي جريمة تقع في فلسطين وعلى أهل فلسطين.

فاعترض محقق قائلا: لا داعي للتنظير هنا، وأراك رفعت التكليف بينك وبين عباس، أليس رئيسك ورئيس فلسطين؟

أبو محمد: لو كنت اعترف به لما كنت عندك الآن.

المحققون: وماذا عن موقفك من العلم الفلسطيني؟

أبو محمد: هو راية الاستعمار ولا نعترف بها ولا نعرف غير راية رسول الله (الراية واللواء)

المحققون: هذه راية داعش والنصرة

أبو محمد: بل هي راية الإسلام وستبقى مرفوعة وهي الوحيدة التي توحد الأمة وهذا ما جعل العالم يتكالب على أهل الشام لما رأى تمسكهم براية رسول الله وأنها الخطر الحقيقي عليهم.

المحققون: كيف ولماذا تكفروننا وتتهموننا بالخيانة في حين "إسرائيل" تسرح وتمرح ولا تتعرضون لها ولا تحرضون عليها؟

أبو محمد: كأنك لا تقرأ أو لا تفهم نشرات الحزب فلا يوجد أي نشرة واحدة تخلو من تحريض الأمة واستصراخ واستنصار الجيوش لتحرير فلسطين من اليهود ولا أحد غير الجيوش يستطيع القيام بذلك. أما أنتم وبعض الجهات، إسلامية كانت أو علمانية فهي تعفي الجيوش من مهمتها ولا تأتي على ذكر الجيوش مطلقا وهذا أمر مقصود وهذا خيانة، أما التكفير فلم يحصل مطلقا فنحن عندما نقول قال الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ"، أو" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء" فهذا اعتراف منا بأنكم من المؤمنين وإن كانت قياداتكم خائنة وكذلك هذا نصح لهم. أما بالنسبة ليهود، فيهود هم ظل شجرة ولن يزول الظل إلا بإزالة الشجرة، واليهود محصنون ومحميون من الخارج ومن دول الطوق ومن الداخل حيث السلطة الذراع الأمني ليهود.

المحققون: هذا كلام غير صحيح.

أبو محمد: لقد اعترف عباس وماجد فرج بإحباط أكثر من 200 عملية ضد يهود فماذا تسمي ذلك؟! وكذلك التنسيق ابتداء كان تجسسا ثم أصبح تعاونا حتى وصل إلى تنسيق أمني مقدس!! وهذا ليس غريب، فالسلطة تعترف وتصرح بذلك والناس جميعهم يعرفون هذا الأمر.

 

أرض المسكوب بالخليل ورعاية السلطة للمنكرات

ثم جاء الحديث عن أرض المسكوب حيث أدعى المحققون بأن آل التميمي لم يستطيعوا إثبات ملكيتهم للأرض في المحاكم.

أبو محمد: وهل أثبتت السلطة أو الروس ملكيتهم لهذه الأرض أمام القضاء؟!، ولماذا أقصي القضاء وتم وضع اليد عليها بعيدا عن القضاء؟  أما بنو تميم فمعهم الإثبات القطعي على ملكية الأرض ولا أحد على وجه الأرض بمقدوره التشكيك فيه وهو إعطاء ووقف الرسول هذه الأرض لتميم الداري وهذا الإعطاء مثبت، يكفي أنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن ينازعهم بذلك عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. ثم تابع أبو محمد قائلا: وغير ذلك هل نكرم الروس على قتلهم لأهل سوريا بأن نملكهم وقف رسول الله، فهذا عمل منكر ويجب على الجميع أن يقفوا في وجه السلطة ويمنعوا هذه الجريمة لأنهم سيسألون عن ذلك يوم القيامة.

المحققون: لماذا لا تكون خطبكم عن بر الوالدين والمخدرات واللباس الفاضح وتجار الأراضي وغير ذلك؟

أبو محمد: هذه جميعها تدفعنا للعمل وتوجيه كل التهم إلى الذين يملكون القرار في هذه المسائل ألا وهي الأنظمة بشكل عام والسلطة في فلسطين بشكل خاص، فالسلطة بقرار واحد تستطيع إن أرادت تحقيق ما تكلمت عنه ولكنها هي تعمل على إيجاده في الحياة العامة لأنها تعمل على نشر الفساد والرذيلة والمنكرات، وهي عندما تعتقل تاجر مخدرات وتبيعها من جديد وتأخذ النسبة المعروفة 17 % وتسكتون عنهم، فهل تريد أن نهاجم الناس أم نهاجم من يوفر ويشجع الناس على ذلك وليس هناك غير السلطة من يشجع.

المحققون: ماذا عملتم للوطن؟ أين تضحياتكم؟

أبو محمد: عن أي وطن تتحدث؟ فنحن نعمل لوحدة جميع البلاد الإسلامية لتكون في دولة واحدة تحت إمرة أمير واحد ودستور واحد وراية واحدة ليست هي راية الاستعمار ورايات سايكس بيكو التي فرقت ومزقت الأمة، أما الوطن فلسطين الذي تتحدث عنه فأصبح عندكم تجارة مربحة تدر عليكم أموالا طائلة سواء من الدول الاستعمارية أو الدول العميلة للاستعمار أو الأموال والضرائب التي تفرضونها على أهل فلسطين.

 

محاولة الهروب للأمام

ظن المحققون أنهم بإلقاء اللوم على سلطة غزة أو التذرع بتصرفاتهم قد يهربون من الخزي، ولكن نسوا أن الهروب للأمام لا يجدي صاحبه.

المحققون: نحن لا نستطيع تطبيق الإسلام فنحن سلطة أو نظام علماني ولا نستطيع العمل أو المطالبة بوجود الدين واعتباره المصدر المطبق والمعمول به لأن هناك أناس غير مسلمين وكذلك الغرب والدول الكبرى لا تقبل، وكذلك ها هي حركة حماس الإسلام لا تطبق الإسلام وانظر إلى علاقتها بأردوغان وكيف هي خائنة.

أبو محمد: إذا كان موقف حماس وعلاقتها بأردوغان يعتبر خيانة، فماذا تقول في سلطة رام الله التي علاقتها قبل كل شيء مع يهود، ومع السيسي الذي أغرق أهل غزة بمياه البحر ومع كل خون العرب ومع دول الكفر والاستعمار، أليس ذلك أكبر خيانة وجرما من حماس؟

ثم وعظهم أبو محمد موعظة لعلها تنفعهم فقال:

إذا كان الغرب والشرق ويهود وحكام العرب جميعا توحدوا على ضرب أهل الشام خوفا من الدولة القادمة، دولة الخلافة ويحسبون لها كل حساب فعلى ماذا أنتم كسلطة تستندون ولا تخافون وتعادون وتعتدون على أهل فلسطين عامة وحملة الدعوة خاصة؟!

فما كان من أحدهم إلا أن قال:

دعك منه، فهذا حال كل شباب حزب التحرير فو الله لو جلست أسبوعا كاملا ما أقنعته أو أثرت فيه فهم بارعون في الكلام ولا يحسبون لنا حسابا وإذا كان هذا حالهم إثناء التحقيق فكيف حالهم وهم طلقاء في الخارج؟ لن نستفيد منهم شيئا.

 

المناورة الأخيرة

بعد أن أمضي ابو محمد تسعة أيام في سجن انفرادي في زنزانة الأمن الوقائي بالخليل، دون ان يتمكنوا من أن ينالوا من عزيمته او إصراره على المضي قدما في كشف وفضح جرائم السلطة الفلسطينية بحق فلسطين وأهلها وأرضهم.

وبعد مراوغات وتواطؤ من القضاء طيلة تلك المدة، صدر قرار بالإفراج عنه، ولكن المسئولين أرادوا أن يقوموا بالمناورة الأخيرة مع أبي محمد، حيث نادوا عليه لإخراجه وأثناء تسليمه الأمانات طلبوا منه التوقيع على ورقة كبيرة قالوا بأنها إفادته واعترافه وكذلك على تعهد باحترام القانون.

فما كان منه إلا أن رفض ذلك بكل إصرار.

فأرجعوه إلى الزنزانة وارجعوا الأمانات إلى الخزانة لعله يخافهم، ولكن دون جدوى فاضطروا بعد ساعة للإفراج عنه حينما أيقنوا بعدم جدوى ذلك معه.

وهكذا خرج أبو محمد سالما في بدنه وإيمانه، متحليا بالمزيد من الإصرار والصمود والعزم على مواصلة دربه حتى إقامة صرح الإسلام عاليا إن شاء الله قريبا.

 

السلطة تستخدم لقمة العيش وتصاريح العمل لتركيع أهل فلسطين

لطالما ترددت هذه العبارة في ربوع فلسطين، حتى باتت حقيقة لا يجادل فيها إلا كل مأجور أو مخبول، وقد تجسد ذلك مع الشاب "أبو محمد" الذي لم يتفاجأ في اليوم التالي بعد الإفراج عنه من اتصال مشغله به صباحا ليخبره بأن مخابرات يهود قد أوقفت تصريح العمل الخاص به وأنّ عليه مراجعة الارتباط العسكري!!

كيف لا، ومصلحة يهود والسلطة واحدة لا تتعدد؟!

فهما يتعاونان بالليل والنهار وبتعليمات من عباس نفسه -كما قال أكثر من مرة-في التنسيق الأمني الذي يهدف إلى حماية كيان يهود وتثبت أركانه في الأرض المباركة فلسطين. ولقد شاهد الناس مؤخرا حجم تصاريح العمل التي سُحبت ممن لا يسايرون السلطة في تفريطها وتآمرها على فلسطين، ظنا منهم بأنهم بذلك سيتمكنون من تركيع الشرفاء وقيادة الناس نحو التفريط والسلام المذل!!

ولكن هذه هي حساباتهم العمياء، التي تعتمد على تغييب المفاهيم العقدية المتجذرة في قلوب المسلمين، وكيف أنّ الله هو الرازق وحده وأنه هو العظيم الجبار الذي تكفل لعباده الاتقياء بالرزق والغلبة في الدنيا والأخرى.

(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً ** وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)