الارتهان للأجنبي يُبقي البلاد مسرحاً لصولات التنافس والتخريب الاستعماري!
ما يحدث في السعودية ولبنان وليبيا واليمن وسوريا وفلسطين وغيرها من البلدان، من تطورات سياسية متلاحقة وأحداث متسارعة هو ثمرة الانقياد للأجنبي والارتهان لقراره والسير خلف مشاريعه ومخططاته، الأمر الذي يحوّل البلاد إما إلى ساحة صراع على النفوذ الاستعماري، وإما إلى تدميرها سعياً للحيلولة بين الأمة ومقدراتها في سيرها لإقامة مشروعها الحضاري.
إن الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية منذ هدم الخلافة هي أنظمة تابعة عميلة، ومثل هذه الأنظمة لا تملك تصريف شؤونها لا داخلياً ولا خارجياً، وهي أداة بيد القوى الاستعمارية ومجرد أحجار نرد تتلاعب بها كيف تشاء، وواهم من ظن أن حكام السعودية أو لبنان يملكون قرار عزل أو استقالة.
إن حُكمَ الرويبضات هذا قد أضر بالأمة وألحق بها الهزائم والكوارث والفضائح بين الأمم، وإنّ واجب الأمة وقواها المخلصةأن تعي سياسياً ما يحاك لها،وأن تتحرك لتضع حداً لهذه المهازل، فترفع الغطاء عن هذه الأنظمة وتأخذ بحلاقيمها وتنفض عن كاهلها التبعية للاستعمار بكافة أشكاله، وتعيد كتابة التاريخ من جديد فترسم سياسة العالم وتصوغ الموقف الدولي لا أن تبقى ساحة للصراع.