sultatmiah

شهدت أسعار المياه ارتفاعاً ملحوظاً منذ بداية العام الجاري، تطبيقاً لتعرفة جديدة أقرها مجلس الوزراء نهاية العام الماضي، وأصبحت سارية مطلع العام الجديد. وتفاجأ مشتركون بقفزة ملحوظة على قيم فواتيرهم مع بداية العام الجديد، علماً أن التعرفة الجديدة دخلت حيز التطبيق في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ثاني أشهر الحرب على قطاع غزة. بحيث أصبح إذا لم يستهلك المشترك قطرة ماء واحدة، فسيتوجب عليه دفع 42 شيكل، إذا استهلك مشترك كمثال 10 أمتار فستكون فاتورته 97 شيكل. مقارنة مع 62 في السابق، أي ارتفاع 35 شيكل ما نسبته %35. وتتصاعد الفاتورة حسب الاستهلاك.

حقا إنّ الكلمات تعجز عن وصف ما وصلت إليه السلطة الفلسطينية، فبعد أن تخلت عن كل واجباتها تجاه أهل فلسطين، فلم تنكأ عنهم عدوا، ولم تطرد مستوطنا، ولم تحم صغارهم ولا كبارهم ولا نساءهم، ولم توفر لهم أي شكل من أشكال الدعم والصمود، إذ تترك الناس ليواجهوا حالة الفقر والعوز والبطالة وحدهم، وتطالب العزل من الناس بالتصدي للعدوان والمستوطنين، بينما تحبس ثمانين ألف عسكري عن نصرة أهلهم وحماية ذويهم، في حين تنفق عليهم من أقوات الناس وأرزاقهم، وفوق كل هذا وذاك والقائمة طويلة لا تنتهي، تأتي لتزيد الطين بلة فتثقل كاهل الناس بفواتير ونفقات ما أنزل الله بها من سلطان، فترفع أسعار المياه، تلك الحاجة الأساسية التي لا يستغني عنها غني أو فقير، وكأن أهل فلسطين ينقصهم المزيد من الفقر والتضييق والحرمان!!

حقا، إن السلطة وكل حكام المسلمين هم أكبر مصائب المسلمين، ولا نجدهم لا في السراء ولا في الضراء، ولا نراهم إلا حيث يريد أعداؤنا.