قطار التطبيع يسقط أقنعة لطالما تستر خلفها حكام وأنظمة!
أعلنت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، صباح اليوم الجمعة، توصل السودان إلى اتفاق مبدئي مع "إسرائيل" وبدء خطوات تدريجية لتطبيع العلاقات بينهما بوساطة أميركية. وقد عقد الجانبان اجتماعات سرية مع وفد التفاوض السوداني، بحضور رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وتم بحث تفاصيل صفقة واسعة تشمل شطب السودان من القائمة الأميركية للدول الداعمة للإرهاب، وتخصيص مساعدات مالية للسودان، وتحرير الأموال السودانية المحتجزة في الولايات المتحدة، وإقامة علاقات كاملة مع "إسرائيل".
لم يعد خافيا على أحد أن الأنظمة العميلة لا يوجد لديها مانع في الخيانة أو الانبطاح إذا طلب ذلك اسيادهم في واشنطن ولندن، وأن ما كانوا يبدونه من ممانعة أو ادّعاء الخلاف لم يكن أكثر من مجرد دور ومرحلة قررها أسيادهم وليس هم.
والمخزي في الأمر أن الحكام رغم إدراكهم ثمن الخيانة أمام الشعوب المسلمة الرافضة لكل أشكال التهاون مع الاحتلال إلا أنهم يقدمون على تلك الخطوة حتى وإن كانت باهظة الثمن لا سيما في بلد مثل السودان لا زالت فيه جذوة الثورة لم تنطفئ. وهذا ما يعزز القناعة بأن الحكام في بلاد المسلمين ليسوا من جنس الأمة بل من جنس الاستعمار وهم أولياؤه، فعلى كل من يعول على أحد من الحكام ظانا أنه مختلف عن غيره من بقية الحكام أن يفيق من نومه وأن يضم يده إلى أيادي حملة الدعوة العاملين لخلع كل الحكام والأنظمة وإقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة على أنقاضهم.