يا لمأساة المسلمين في ظل غياب الخلافة، مصر نموذجا
يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.. عبارات لطالما جرى استخدامها لوصف حال آلاف من ساكني الأرصفة في مصر، خاصة القاهرة الباردة، رجال ونساء، لكنها لم تكن ببلاغة صورة لامرأة مشردة ماتت من البرد، على رصيف ملاصق لحي المحلة الكبرى شمال القاهرة، أو صورة مسن مات أيضا من البرد في شوارع مدينة ملوي بمحافظة المنيا جنوب القاهرة.ربما ينتظر الموت بردا وجوعا مزيد من ساكني الأرصفة، ممن تعجز الكلمات عن وصف رعشات أجسادهم، وما يشعرون به في أعماقهم، في أيام باردة كالتي شهدتها بعض محافظات مصر مؤخرا.ولا يكاد يخلو شارع بالقاهرة من مشرد اعتاد المارة على رؤيتهم، فباتوا جزءا من الشوارع، وبقية من أهلها.وبحسب تقرير نشرته الصحف المحلية نقلا عن المركز المصري للحق في السكن يبلغ عدد المشردين نحو ثلاثة ملايين.
ما أعظم جرم الحكام، وما أعظم مأساة المسلمين في ظل غياب خليفة راشد يحنو عليهم ويسهر على رعايتهم، ويبكي خشية من الله على ما قد يقصره في حقهم، فهذه مصر الكنانة بلد الخيرات والرجال التي أرسل منها عمرو بن العاص فيما مضى قوافل الغوث للجزيرة العربية لما أمحلت، باتت نموذجا لحالة الفقر والجوع والتشرد التي أصابت أهلها جراء عمالة حكامها وإجرامهم.
فما أحوج الأمة إلى خلافة راشدة تريحها من السيسي وأمثاله من حكام المسلمين الذين أهلكوا الأمة وأورثوها الضنك والعذاب.