السبعينية فاطمة التي تصارع البرد لكسب قوتها نموذج لما تريده السلطة لأهل فلسطين
مع اشتداد البرد في تونس، تواجه فئات اجتماعية عدّة صعوبات في توفير الدفء، فالشتاء قاسٍ جداً في محافظات عين دراهم وطبرقة والكاف والقصرين وسيدي بوزيد، وجوار العاصمة تونس، إذ لا تجد عائلات كثيرة ما يساعدها على التحمل والصمود. ترتجف السبعينية فاطمة جاب الله، من البرد الذي تسلل إلى جسدها المنهك. تحاول عبثاً أن تمدّه بالدفء، لكن بطرق بدائية، إذ تحرك يديها وتحف كفيها بعضهما ببعض. الطقس بارد والأمطار تهطل في يوم شتوي عادي، لكنّه ليس عادياً على فقراء تونس، فهؤلاء لا يملكون ما يواجهون البرد القارس به. وفاطمة تبيع المناديل الورقية على الرصيف. تفترش قطعة كرتونية مبللة وتحاول ما أمكنها تجاهل الطقس البارد كي تتمكن من كسب قوت يومها.
حال السبعينية فاطمة كحال كل فقراء المسلمين في العالم، ضحية للحكام العملاء الذين أسلموا البلاد وخيراتها العظيمة للاستعمار، ثم لاحقوا الناس حتى في أقوات عيالهم بالضرائب والرسوم، وتركوهم فقراء معدمين بلا رعاية أو معونة، يصارعون الفقر والجوع والمرض والبرد وكل صنوف العذاب. وهذا ما تريده السلطة هنا في فلسطين حيث تطارد الناس في قوت عيالهم وتسعى جاهدة لأن تحكم الحلقة عليهم من كل جانب ومؤخرا بقانون الضمان الاجتماعي، ليصبح كل فقراء فلسطين كفاطمة، قاتل الله حكام المسلمين فكلهم يجتمعون على عداوة المسلمين وولاء الاستعمار.فما أحوج الأمة إلى تشريعات الإسلام وخليفة راشد كالفاروق الذي كان أبا للعيال لا ينام الليل سهرا على حاجات الناس، يبكي شفقة على الرعية وخوفا أن يؤاخذه الله بسببهم.