ملخص خارطة عمالة آل سعود وولاءاتهم السياسية
الدكتور ماهر الجعبري*
هذا مقال مكتوب بأسلوب النقاط على غير المألوف من النص الإنشائي لتلخيص خارطة الولاءات الغربية ضمن رجالات آل سعود المهينة على بلاد الحرمين، والتي باتت تتسارع في تسعير الصراعات الدموية خدمة للمصالح الاستعمارية في المنطقة، وهو مقسم إلى خمسة محاور تتناول الخلفية، والمشهدين السياسي السابق والحالي، ثم المشهد المستقبلي حسب المنظور، وختاما بالواقع المؤسف.
-1 خلفية العمالة
• رجالات آل سعود عريقون في العمالة للإنجليز منذ النشأة ومنذ انخراطهم في مؤامرة بريطانيا للقضاء على دولة الخلافة العثمانية.
• عملت أمريكا على اختراق العائلة خلال العقود الماضية وتمكنت من إحداث اختراق عبر رجالات العائلة في مؤسسة وزارة الدفاع.
• شاخت بريطانيا وضعف تأثيرها في العالم، ولكنّ رجالاتها في الخليج كانوا متجذّرين فلم يتوقفوا عن خدمتها، وتمركز النفوذ البريطاني في السعودية في رجالات وزارة الحرس الوطني.
• ظلت رجالات الوهابية شاهدة على هذا الباطل تتمسح بمفهوم الولاء والبراء تضليلا، وتسخر مفهوم البيعة للعملاء، كسوط على رقاب الناس لتخذيلهم عن أي حراك سياسي للتحرر من الهيمنة والتغيير.
2- المشهد قبل الأخير
• الملك السابق عبد الله جاء من "الحرس الوطني" وحاول ترسيخ النفوذ البريطاني.
• كان عبد الله (أو سيده البريطاني) يدرك أن أخاه سلمان من مؤسسة وزارة الدفاع، وأنه أمريكي الولاء، وسيعمل على أمركة السعودية من بعده.
• لذلك استحدث عبد الله منصب ولي ولي العهد ليُعيّن فيه رجل بريطاني الولاء، يصبح ولي العهد عند تسلم سلمان، وحتى يقطع طريق التغيير على سلمان من بعده.
• عين الملك السابق عبد الله الأمير مقرن (الذي درس في مدرسة كرانويل الشهيرة في بريطانيا وهو من خلفية الحرس الوطني- إنجليزي الولاء) وليا للعهد وأصدر مرسوما بعدم السماح بتغيير ولي العهد... ومات على الولاء لسيده البريطاني.
• ظلت رجالات الوهابية باسم الدين شاهدة زور على ذلك.
3- المشهد الأخير
• تسلم الملك سلمان –أمريكي الولاء المُلك... ثم جاء ترامب الجمهوري المتبجح ليسارع في أمركة الخليج، وليعمل على خلع ما تبقى من نفوذ بريطاني فيه ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
• بادر الملك سلمان إلى تعيين ابنه أمريكي الولاء كولي ولي العهد، ووزيرا للدفاع (في المؤسسة ذات الولاء الأمريكي)، وذلك في خطوة أولى لمحاصرة ولي العهد مقرن-بريطاني الولاء.
• برز محمد بن سلمان في إدارة الحرب (الأمريكية) التي تقودها السعودية في اليمن.
• ثم حانت الفرصة وخلع الملك سلمان الأمير مقرن من ولاية العهد، مخالفا لما أكّد عليه الملك السابق عبد الله، من أنّ تعيين مقرن غير قابل للتغيير حيث كان قد أصدر مرسوما يمنع من عزل وليّ وليّ العهد (في حينه)!
• عين الملك سلمان الأمير محمد بن نايف بديلا عن مقرن –مرحليا- وكان بذلك أول أحفاد الملك عبدالعزيز آل سعود، الذين تم تصعيدهم لهذا المنصب... كسابقة ممهدة لتعيين الحفيد محمد ابن سلمان وليا للعهد...!
• صحيح أن محمد بن نايف تخرج في كلية لويس آند كلارك الأمريكية، إلا أن له "تارا"، في ما وصف بأنه اغتيال لأبيه نايف بين عبد العزيز (الذي كان الملك السابق عبد الله –بريطاني الولاء- عينه وليا للعهد قبل سلمان-الملك الحالي).
• وردت أنباء عن تواصل ولي العهد المخلوع محمد بن نايف مع ضباط في الحرس الوطني وغيرهم... وطفح حديث عن تدبير محاولة انقلاب على الملك سلمان.
• بادر الملك سلمان بخلع الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد، وضرب عدة عصافير بحجر أمريكي واحد... وعين ابنه وليا للعهد.
• صار المُلك وولاية العهد ضمن رجالات أمريكا... واستمرت رجالات الوهابية شاهدة زور على ذلك.
-4المشهد المستقبلي
• الملك الحالي أمريكي الولاء ومتهالك جسديا... وراضخ تماما أمام عنجيهة سيده ترامب.
• ولي العهد الحالي محمد بن سلمان أمريكي الولاء ومحارب شرس في "الحرب الأمريكية على الإرهاب"، ومنسجم مع عقلية ترامب الصدامية وقابل للتلقّي والتنفيذ من أسياده الأمريكان ضمن استراتيجية القوة الصلبة (العسكرية) للجمهورين.
• يسيطر محمد بن سلمان على غالبية مفاصل الحكم في السعودية... ومن الممكن أن لا يطول الزمان قبل أن يصبح ملكا... بتنحي سلمان أو هلاكه.
• رجالات بريطانيا في العائلة المالكة مجروحون ومحاصرون، ومن الطبيعي أن تكون لهم ردات فعل الذئب الجريح المحشور في الزاوية.
• منصب ولي ولي العهد شاغر حتى اللحظة بعد صعود محمد بن سلمان منه إلى ولاية العهد... وما سيؤول إليه هذا المنصب مؤشر على مدى اكتمال الأمركة في السعودية... أو القبول بحالة تساكن مرحلي بين الرجالات.
• تساؤل سياسي: متعب ابن الملك السابق عبدالله على رأس وزارة الحرس الوطني وحليف وثيق لولي العهد المخلوع محمد بن نايف... هل سيدخل في مواجهة مع محمد بن سلمان... كرأس مدفع لرجالات بريطانيا في العائلة المالكة؟
• ما يجري في السعودية من صراع رجالات العمالة ليس منعزلا عن سعي أمريكي لاستئصال رجالات بريطانيا من المنطقة... كما تم في تركيا بعد محاولة الانقلاب الباطلة والفاشلة.
-5 الواقع المؤسف والمستقبل المشرق
إن هذا الواقع المخزي من تناحر العملاء في السعودية وفي غيرها مع مباركة علماء السلاطين فيها، وتجاهلهم للابتلاء الرباني الذي تعرضوا له في العشر الأواخر من رمضان وإصرارهم على شرعنة هذه الهيمنة الأمريكية والوقاحة الاستعمارية، كفيل باشعال شرارة التغيير الجذري في الخليج، لينقلب السحر على الساحرين الأمريكي والبريطاني، وليعود للمشرق الإسلامي بريقه السماوي ولمعانه الحضاري في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة... تخلع العملاء وتنهي القداسة للعلماء المأجورين.
* عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين