يلاحظ المراقب لقضية فلسطين، أنه منذ الزيارة الأخيرة لنائب الرئيس الأمريكي، وتفجر المشكلة الدبلوماسية ثم السياسية، بين يهود والإدارة الأمريكية، حول إعلان اليهود الأخير عن البناء في القدس, يلاحظ بأن القضية قد دخلت مرحلة جديدة صارت محصورة بشكل علني ورسمي, بين يهود وأمريكا، وأما باقي الأطراف كما تسمى: الفلسطينية أو العربية و(الإسلامية) والدولية فكلها تدور حول هذا المحور.
صحيح أن السادات قبل ثلاثين سنة كان يقول إن 99٪ من أوراق الحل في المنطقة بيد أمريكا, لكن على الأقل في العلن لم يكن هناك موافقة على هذا الموقف.
فما هو الذي جرى حتى وصلت القضية إلى هذه المرحلة،حتى خرجت من يد أصحابها، وسلمت رسميا ً وعلنيا ً ليد أعدائها؟
لقد بدأ هذا عندما تم السير في مشاريع التصفية، أو كما يسمونها التسوية, منذ كامب ديفيد، ثم مدريد، وأوسلو، ووادي عربة، وأخواتها.
وكل هذا قد تم بناءً على وضع القضية على أساس خاطئ قومي ووطني.
فقد تم استبعاد المفاهيم الحقيقية الصحيحة المتعلقة بهذا الصراع, فمن قضية إسلامية, تهم الأمة الإسلامية ودولها, تم تحويلها إلى عربية تهم الدول العربية وجامعتهم, إلى دول المواجهة ودول الطوق، ثم دول الصمود والتصدي، إلى دول الممانعة، ثم إلى المقاومة والمقاومة السلمية.
وفي كل مرحلة يتم إسقاط التي قبلها، حتى لم يعد هناك حرب وجيش في مفردات التعامل مع هذه القضية، وصار شعار الجميع المعلن لا نريد الجيوش ولا الحروب، بل المفاوضات فحسب.
إن هذا الهبوط في التعاطي مع هذه القضية المقدسة، والتي تشغل العالم بأسره سوف يستمر، ولن يتوقف, ما دام السير بها يجري على نفس الأساس, ولن يقف هذا الهبوط إلى حيث وصلت قضية بيت المقدس عند هؤلاء الأغيار إلى رغيف خبز, وصحن حلوى, ورقصة شعبية أو حتى حديثة.
وحتى يتم وقف هذا التدهور والانحطاط في القضية, لا بد من إعادتها إلى أساسها الحقيقي، قضية إسلامية، ثم السير بها على هذا الأساس.
ودولة الإسلام, دولة الخلافة الراشدة الثانية القادمة, هي وحدها المؤهلة للإطلاع بهذه المهمة.