يعيش كيان يهود المصطنع وسط البلاد الإسلامية عيشًا شاذًّا في بيئة معادية، فوجوده غير طبيعي، ولأجل ضمان بقائه واستمراره وأمنه كان يسعى دومًا للتفوق في القوة، حيث يقوم هذا التفوق على تقوية وتسليح نفسه من جهة، وعلى إضعاف جواره المعادي في المحيط من جهة أخرى، أو بالأحرى خراب جواره. أما سياسته بالتفوُّق النوعي في التسلح فواضحة، وأما إضعافه لخصومه فإن كيان يهود يعتبر أن أية قوة في البلدان العربية والإسلامية المحيطة إنما هي تهديد له؛ ولذلك فقد قام كيان يهود عبر عشرات السنوات بالعمل على إضعاف البلدان المجاورة سرًّا أو علنًا، واعتبر أن مصادر قوتها خطر على أمنه القومي، وأن أي نمو في قدراتها خطر على مستقبله ووجوده، وقد سبق وأن ضرب المفاعل النووي العراقي في ثمانينات القرن الماضي، وضرب مشروع سوريا في دير الزور، ومارس عمليات الاغتيال ضد العلماء العرب والتجسس وغير ذلك.
لقد تعاطى كيان يهود لأجل ذلك أيضًا مع كل مشروع من شأنه تغذية التفكك والانقسام، وإضعاف القدرات والطاقات في دول الجوار وفي غير دول الجوار من البلاد العربية، وقد تحالف مع كل عدو للأمة؛ ولذلك كان من الطبيعي أن تكون يده النجسة منغمسة في مشروع كسد النهضة أو أن يتلقى انفصاليو جنوب السودان تدريباتهم على أيدي ضباطه.
يرى كيان يهود أن الثابت في محيطه هو الشعوب وعقيدتها الإسلامية، أما الأنظمة فقابلة للتغير والزوال، وهو يعلم أن بقاءها مؤقت ريثما تأتيها الظروف التي تطيح بها، والرهان عليها ليس طويل الأجل، وما الثورات العربية عنه ببعيدة؛ ولذلك فهو في الوقت نفسه الذي يحرص فيه على العلاقة مع الأنظمة بالتطبيع وعلى الحلف معها، وعلى بقائها قوية، يحرص كذلك على إضعاف بنية البلد نفسها؛ لأنه يفرق بين قوة البلدان وقوة الأنظمة، فأمنه بضعف البلدان وقوة الأنظمة، ولهذا كانت مصلحة كيان يهود وأمنه وبقاؤه يقوم على جوار تكون فيه الشعوب منهكة فقيرة، يائسة بائسة مشغولة بنفسها، وتكون بلدانه ضعيفة القدرات على كل الصعد، وفي هذه النقطة بالذات تلتقي مصالحه مع مصلحة الأنظمة التي تريد ضمان استمرار حكمها وبقاء عروشها.
ما سبق كان هو الخط العريض الذي يشكل نظرة الكيان لوجوده الشاذ في محيطه ورؤيته لضمان البقاء، والأصل الذي يبني عليه كيان يهود سياسته تجاه المسلمين، وهذه النظرة أو السياسة لا تتغير في السلم أو في الحرب، ولا في «التطبيع»، وبناء على ذلك ينبغي فهم التطبيع، فهو ليس خارجًا عن تلك النظرة وإنما هو جزء منها ومحكوم بإطارها.
بالمقابل، فإن كثيرًا من الأنظمة قد صارت تربط بهذا الكيان مصيرها، وتتحالف معه بالتطبيع أملًا في أن يطيل كل منهما بقاء الآخر ويتقوَّى به؛ ولأجل ذلك صارت تمني شعوبها كذبًا بأن في التطبيع مصالح وآفاقاً، وتروِّجه لهم باصطناع أوهام غير موجودة، ومزايا يكذبها الواقع بشدة من حيث إن الاستقرار بالتطبيع مع الكيان يجلب الاستثمار.
ومع أن هذه الأنظمة لم تكن يومًا على عداء حقيقي مع الكيان، وكانت لها معه علاقات سرية، إلا أن المرحلة الآن باتت تستلزم ظهور تلك العلاقة في العلن، ودخول مرحلة جديدة باسم «التطبيع»، وقد صارت العلاقة مع الكيان وكأنها مفتاح تلك الأنظمة للرضا الدولي عنها؛ فالسودان مثلًا توسَّل بالعلاقة مع كيان يهود رفع اسمه من قائمة الإرهاب، وأما المغرب فقد سعى من خلال التطبيع للاعتراف بسيادته على الصحراء الغربية، وقد منَّت الأردن نفسها وشعبها بازدهار اقتصادي في العلاقة مع الكيان، ورخاء لم يتحقق، بل تحقق عكسه، أما نظام آل سعود فإنه يسعى بالتطبيع مع كيان يهود إلى تحقيق مصالح منها اتفاقية حماية مع أمريكا للدفاع عنه.
على أن واقع التطبيع والمتوقع منه لا يوحي إلا بأنه صفقة خاسرة بالمقاييس النفعية، وبالمقاييس الاستراتيجية هو دمار؛ حيث لا يستفيد منه إلا ذلك الكيان الذي كلما طال بقاؤه استطال فساده، وباستثناء الأنظمة، فإن البلدان العربية لا تحتاج إلى التطبيع، وخصوصًا دول الخليج التي لا تحدها مع الكيان حدود ولم تشتبك معه بالحروب، بينما يحتاجه الكيان بالمقابل. والدول التي لم تنتج عبر عشرات السنوات، رغم كبر حجمها ومواردها، ورغم علاقتها المفتوحة مع العالم إلا الفقر والتخلف، لن تضيف لها العلاقة مع الكيان شيئًا جديدًا، اللهم إلا المزيد من ذلك الفقر والتخلف.
فمثلًا، من الناحية الاقتصادية يسعى الكيان إلى فتح المصادر والأسواق والموارد في المحيط لاقتصاده، وخاصة في الخليج، وبطبيعة الحال لن تكون العلاقة تبادلية حيث اقتصاد الكيان منتج بينما اقتصادات تلك البلدان هي اقتصادات غير إنتاجية، وبالمقابل يتخذ من هذه البلدان قاعدة للانطلاق والتوسع؛ حيث بدأت شركاته وشراكاته تغزو الخليج فعلًا، كما يسعى الكيان إلى الاستفادة من الأموال الخليجية لتضخ في تنمية اقتصاده، فمثلًا أعلنت الإمارات عام 2021م، عقب انطلاق التطبيع مباشرة، عن إنشاء صندوق بعشرة مليارات دولار للاستثمار في دولة الكيان في «قطاعات استراتيجية تشمل الطاقة والتصنيع والمياه والفضاء والرعاية الصحية والتكنولوجيا الزراعية وغيرها».
أما في الأردن ومصر، فقد مكَّنت الصفقات التي عقدت على أثر التطبيع من أن تبدأ عملية إمساك الكيان بمفاتيح الطاقة في الإقليم، حيث إنه، وبعد أن كان يستورد الغاز بثمن زهيد من مصر وبصفقات خاسرة مشبوهة، بل فاسدة خيانية، صار هو الطرف المصدِّر للغاز إلى مصر، وهو الذي يمدُّ الأردن بالغاز اللازم لتشغيل الكهرباء، وكذلك إمدادات الغاز لمشروع الكهرباء الممتد من مصر إلى لبنان عبر الأردن.
ومؤخرًا كان يجري الحديث عن الخط التجاري الممتد من الهند إلى موانئ الإمارات، مرورًا بالسعودية والأردن إلى ميناء حيفا؛ حيث يشكل الكيان في هذا الخط أهم محطات التوريد وبوَّابة العبور نحو أوروبا والغرب؛ وليكون كذلك خطًّا موازيًا ومنافسًا، وقد يكون بديلًا عن قناة السويس، وقد بدأت تظهر ملامح هذا الخط في الجسر البري من الإمدادات لدولة الكيان، تمامًا كما بدأت تظهر منافع التطبيع للكيان، وذلك خلال المشكلات الأخيرة للملاحة في البحر الأحمر بسبب حرب غزة؛ حيث جرى تعويض الكيان وسد حاجاته بقوافل البضائع من موانئ الإمارات عبورًا بالأراضي السعودية والأردنية، وتم إلقاء طوق النجاة له من قبل أنظمة التطبيع، بينما يطبق الحصار على غزة وأهلها، قاتلهم الله أنَّى يؤفكون!.
وهكذا، فإن دولة الكيان تسعى لأن تكون حجر الزاوية في اقتصاد المنطقة، وصاحبة الهيمنة فيه، بحيث يصبح الحفاظ على استقرار الكيان من لوازم المصالح الاقتصادية للمنطقة، بعد أن كانت، ولا زالت، مصلحة المنطقة تقتضي التخلص من هذا الكيان الفاسد.
على أن سعي الكيان أبعد مدى من مجرد الهيمنة الاقتصادية على المنطقة، فالتطبيع هو الباب الواسع للاختراق الاستخباراتي الأمني، وهو أمر غاية في الخطورة على أمن المسلمين وبلدانهم، فشراء برمجيات التجسس من الكيان من قبل دول الخليج، والاختراق الأمني الذي يسعى له الكيان في العلاقة مع الجيش المغربي، والتعاون المخابراتي لمكافحة ما يسمونه الإرهاب، والتنسيق الأمني الذي كانت السلطة الفلسطينية نموذجًا سيئًا عنه، يضاف إلى ذلك التجسس، حيث شكلت قضايا إطلاق سراح جواسيس الكيان موضوعًا للمفاوضات مع النظام المصري، كل ذلك هو اختراقات خطيرة، أما ما خفي فهو أعظم!
والتطبيع كذلك هو الباب الواسع للاختراق السياسي والثقافي، حيث إن «يهود» وعبر تاريخهم لا يتورَّعون عن استعمال أخس الأساليب في التسلل إلى المجتمعات، وإلى المؤثرين فيها، وفي التسلل إلى الأماكن الحساسة، خاصة في ظل الكلام عن منحهم الجنسية كما في الإمارات، وقد كان لهم ذلك النفوذ القوي و»اللوبيات» في بلدان غربية قوية، فكيف سيكون الحال في ظل أنظمة فاسدة لا تملك أية حصانة من الاختراق؟! يضاف إلى كل ذلك سعيهم لمحاولات تغيير المناهج، وغسل الأدمغة، طمعًا في نزع العداء المتأصل تجاههم لدى أبناء المسلمين.
أمام تلك الاتفاقيات من التطبيع، وأمام احتمالية أن يصبح الكيان هو حجر الزاوية في اقتصاد المنطقة، وما يتطلبه ذلك من حرص على استقراره، فسيصبح بالمقابل كل صوت في الأمة يرى في الكيان عدوًّا له، ويسعى في الأمة للتخلص منه، يصبح عدوًّا لتلك الأنظمة، وسيصبح عداء الكيان جريمة تتبعها الملاحقة، وسيصبح التطبيع ثقافة تسعى الأنظمة لزرعها، وإن كان من غير المتصور أن تفلح في تغيير مفاهيم الأمة وعقيدتها تجاه ذلك الكيان.
إن اتفاقيات التطبيع وإن كانت لا تلزم أبناء المسلمين، وهم لا يلتزمون بها فعليًّا، إلا أن تلك الاتفاقيات تنبني عليها أوضاع تكبل بلدانهم بالتزامات دولية، ينتج عن التحلل منها ثمن باهظ، وإن كان ينتج عن الالتزام بها ثمن أكبر، ومثاله ما نراه في حرب غزة حيث تمارس مصر والأردن والبلدان العربية دور الأصم الأعمى أمام ما يجري من إبادة، وحيث يتم التعامل مع كيان يهود المجرم كأي دولة جارة لها نزاع مع دولة أخرى!
كما أن الأنظمة تلتزم باتفاقيات التطبيع مهما احتوت من خسران وتخذيل؛ ولذلك رأينا النظام في الإمارات والسعودية والأردن يمدُّون لكيان يهود طوق النجاة، وكأنه لا يعنيهم ما يحدث للمسلمين في غزة بشيء، بل لقد بات التزامهم باتفاقيات التطبيع وعلاقاتهم مع الكيان مقدَّمًا على الالتزام بما يقتضيه شرع الله وأخوَّة الإسلام، عوضًا عما تقتضيه مصلحة بلدانهم، والمراعاة لمشاعر شعوبهم التي تتميز غيظًا وتقتل قهرًا لما يجري لإخوانهم من إبادة، بل إن نظام آل سعود لا يتوقف عن إطلاق التصريحات وبث الإشارات عن النية في استئناف التطبيع، بينما تجري الإبادة في فلسطين، وكأنها رسالة للكيان المجرم أن تلك الدماء التي تسفكونها لن تفسد للتطبيع قضية، ولا يخفى ما في هذا الأمر من انعدام للشرف والمروءة؛ حيث يسعى آل سعود لمقايضة قضية الأرض المقدسة ورقاب أهلها باتفاقية دفاعية للدخول تحت حماية الأمريكان تبقي نظامهم… فلا أبقاهم الله.
إن التاريخ والواقع يقدمان أوضح الدلائل وأقوى الشواهد على مدى فساد هؤلاء القوم من يهود وإفسادهم، وحسبنا وصف الله تعالى لهم في كتابه الكريم، ومن أصدق من الله حديثًا؛ من حيث إنهم قوم غدر لا عهد لهم ولا ذمة ولا ميثاق، يسيئون دومًا لمن أحسن إليهم، فكيف بمن يعتبرونه عدوًّا؟! ومن ظنَّ من تلك الأنظمة أنه يستبقي بهم نفسه أو يحفظ نظامه فهو يجمع الحمق إلى الخيانة، فهؤلاء القوم هم أقرب الناس غدرًا بحلفائهم ومواليهم إن تغيرت مصالحهم، وها هو النظام الأردني الذي قدم لهم خدمات هائلة منذ النشأة، صار تيار عريض منهم يطالب بالتضحية به تحت عنوان مشروع «الوطن البديل» لتكون الأردن هي الدولة البديلة لأهل فلسطين. وها هي السلطة الفلسطينية التي اتخذت من حماية كيان يهود وأمنه وظيفتها الأساسية، باتت عرضة من قبلهللتقويض والإزالة، قال تعالى: (ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ أَيَبۡتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلۡعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعٗا ١٣٩) [النساء: 139]
إن حاجة المسلمين وبلدانهم منتفية تمامًا في التطبيع، بل هو نقيض لحاجتهم ومصالحهم في إزالة هذا الكيان المفسد المصطنع، وإنما الحاجة للتطبيع هي حاجة هذا الكيان للبقاء والاستمرار، وهي حاجة الأنظمة للغرض ذاته، وكلاهما يتقوَّى بالآخر في حلف موجَّه ضد للأمة وشعوبها.
لقد وجد مصطلح التطبيع مكانه بين مصطلحات ومعان كـ«الخيانة» و«التنازل» و«الاستسلام» و«التخاذل»، والصحيح هو أنه قد مزج بين تلك المعاني كلها، فواقعه أنه يجمع بين إقرار كيان يهود على احتلال أرض الإسراء، وهو تنازل عنها، وخذلان لأهلها وتقصير في تحريرها، بل وأكثر من ذلك هو خطوة في تصفيتها، وإن أي خصلة مما سبق هي حرام وجريمة فكيف إذا اجتمعت تلك الخصال كلها، وقد نهى الله المؤمنين عن مودة العدو واتخاذه وليًّا حيث قال تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ )[الممتحنة: 1]
وإن التطبيع معه لا يقدم عليه إلا من كان ناقصًا للمروءة فاقدًا للشرف، بل إن التطبيع الذي يجري الآن بين الكيان المجرم وبين الأنظمة في بلاد المسلمين يتجاوز في واقعه ليصل إلى حالة من الهيمنة، وتعميق النفوذ واختراق المستويات السياسية والتجارية والاقتصادية والأمنية، وأخطر من ذلك أنه محاولة لتغيير المفاهيم والبيئة الثقافية ليكتمل الاختراق، وهذا لا يقدم عليه إلا خائن.
ولقد صار واجبًا على المسلمين درءُ هذا الخطر والتنبُّهُ له. نعم إن العقيدة التي في نفوس المسلمين، وإدراكهم لقضيتهم، وبغضهم لهذا العدو المجرم هي الحصن الذي لا يمكن اختراقه؛ ولكن هذه الأنظمة التي تحكمهم ماضية في «التطبيع»، وفي تمكين هذا الكيان من رقاب المسلمين وثرواتهم، بالهيمنة والاختراق، بعد أن مكَّنوا له في أرض فلسطين ورقاب أهلها؛ ولذلك كان الحل لدرء هذا الخطر هو بقلع تلك الأنظمة الخائنة من جذورها وإسقاط عروشها، وبخلعها يخلع الكيان الفاسد، وذلك قبل أن تمتد يده النجسة بالعبث ويصل الحريق إلى بلدانهم، بحيث تتحقق سنة الله في نهاية من والى كيان يهود أعداء الله حيث قال سبحانه: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٥١ فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآأَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ٥٢) [المائدة: 51-52]

يوسف أبو زر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير- الأرض المباركة (فلسطين)

26/3/2024