الغرب ومن خلال أزلامه يسعى لتقويض العفة في مجتمعاتنا
م. باهر صالح*
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، في هذه الآية دلالة على وجوب أن نقي أنفسنا وأهلينا وكل من له حق علينا غضب الله وعذابه، فعذاب الله شديد، نار وقودها الناس والحجارة لا طاقة لأحد بها.
ولقد حرم الله الفاحشة وما قرب إليها من قول أو عمل، وحث الإسلام وشرع كل ما من شأنه أن يحفظ العفة والطهارة في المجتمع ويبقيه نقيا بعيدا عن الارتكاس في المعصية وما يسخط الله.
فحرم من أجل ذلك الاختلاط بين الرجال والنساء إلا لحاجة أقرها الشرع، وجعل الفصل بين الجنسين أصلا في المجتمع الإسلامي، وحرم التبرج وكشف العورات، وحرم الخلوة والنظر إلى العورات، وحرم الزنا ومقدماته، وأغلظ على النساء المائلات المميلات المتسكعات، وجعل تعطر المرأة وتجملها للأجانب عنها فاحشة، كل ذلك من أجل أن يحافظ الإسلام على الحياء والفضيلة في المجتمع، ولمنع الفاحشة من زنا ولواط وانحراف وشذوذ.
ولكن الكافر المستعمر يحرص وبكل أدواته وأساليبه وأجهزته المخابراتية وأزلامه المرتزقة على محاربة الفضيلة لدى المسلمين، فاليهود والاستعمار والحكام يغيظهم أن تكون نساؤنا وبناتنا صاحبات عفة وحياء، بل يريدون النساء فاسدات منحلات من كل القيم وأولها الحياء، لذلك يلجؤون إلى الدعم السخي والمنظم والمتواصل لرعاية النشاطات المشبوهة التي من شأنها أن تحقق غايتهم، بأساليب الاحتفالات والمخيمات الصيفية وحفلات الرقص والغناء والدبكة وغيرها الكثير من النشاطات والمبادرات الشبابية المشبوهة لتنال من حيائهن وتجرئهن على المعصية والسفور.
وهكذا باتت أعراضنا في مرمى نيران الحكام ومن خلفهم الغرب اللئيم، فلا يكاد يمر يوم إلا ونشهد فيه تحركاً أسوداً مشبوهاً، في إطار مساعيهم لإفساد أبناء فلسطين، تارة بالمناهج، وتارة بالنشاطات الصفية واللاصفية في المدارس، وتارة أخرى بالفعاليات الشعبية والجماهيرية، وهو ما يشكل تهديدا لهوية أهل فلسطين الإسلامية، ومسعىً لسلخهم عن دينهم، وإضعافاً لقدرتهم على الصمود والمواجهة والتحدي لمشاريع الاحتلال وجرائمه ومخططات المستعمرين، ومساعي تصفية قضية فلسطين، {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ}.
وهم في ذلك يبنون أعمالهم لبنة لبنة، وهو ما يوجب أن نحافظ على بناتنا وأولادنا وأن نحرسهم من كل سوء وشبهة فهم أمانة في أعناقنا، ولا يصح أن نتركهم للغرب وعملائه والمرتزقة الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم، فإن الله سائلنا عن أولادنا وبناتنا يوم القيامة. {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}
وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل أمتي يعافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه».
فالمجاهر بالمعصية والفاحشة إثمه عظيم وأشد منه من يشيع الفاحشة بين الناس ويرعاها ويسعى لنشرها كما يفعل حكام المسلمين وزبانيتهم حتى بتنا نسمع قصصا مخزية وأحداثا يندى لها الجبين، وإثارة للظنون والشكوك في أعضاء الأسرة، فتلا ذلك جرائم القتل والانتحار والانتقام.
والواجب على كل المخلصين من أهل فلسطين أن يقفوا بقوة سداً منيعاً ضد المفسدين والساعين لإثارة الفاحشة بين صفوف المسلمين، وليرفعوا صوتهم عالياً أن الأرض المباركة أرض إسلامية ومسرى خير البشر ولن تكون مرتعاً للمفسدين ولا مسرحاً للفحشاء والمنكر.
• عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين