تعليق صحفي

أرض المستوطنات كأرض القدس وحيفا ويافا والجليل وباقي فلسطين يجب تحريرها واقتلاع كيان يهود منها!

بيت لحم- معا- تنوي بلدية الاحتلال في مدينة القدس، خلال الأسبوع الجاري، إصدار تراخيص بناء لإقامة حوالي 290 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات جيلو ونفيه يعقوف ورمات شلومو في مدينة القدس المحتلة.

وذكرت مصادر "إسرائيلية" أن إقرار إقامة بعض هذه الوحدات الاستيطانية في "رمات شلومو" تم قبل حوالي سبع سنوات، خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، مما تسبب في أزمة حادة بين "إسرائيل" والولايات المتحدة.

إن التعامل مع قضية المستوطنات بمعزل عن القضية الأساسية وهي وجود كيان مغتصب على كامل الأرض المباركة يعد تقزيما للقضية ومحاولة لحشرها في مقاييس الخطط الاستعمارية والمشاريع الاستسلامية والحلول الدولية التي تقضي بإعطاء جل الأرض المباركة لكيان يهود وإقامة دويلة هزيلة تتسلط على أهل فلسطين "كسكان محليين " ضمن ما يسمى "حل الدولتين" الأمريكي الصنع.

إن كيان يهود كله قائم على الأرض المباركة ولا وجود له على أي شبر على غير الأرض المباركة، والشرع يوجب تحريرها واقتلاعه من أرض المسلمين الخراجية التي تملك الأمة الإسلامية رقبتها، ويحرم الشرع الإسلامي أي تفاوض أو مساومة او مهادنة مع ذلك الكيان لأنه قائم بكليته على أرض إسلامية مغتصبة.

وبذلك فأرض المستوطنات هي كأرض القدس وحيفا وعكا والجولان والخليل وبئر السبع وغزة والنقب وغيرها من المدن في الأرض المباركة، والمطالبة بوقف الاستيطان دون المطالبة باقتلاع كيان يهود من جذوره من الأرض المباركة كلها مشاركة في الخديعة والخيانة واعتراف صريح بأحقية كيان يهود في الوجود على الأرض المباركة.

إن مصطلح الاستيطان المتداول سياسيا تطلقه الدول الاستعمارية وأدواتها من الأنظمة على التجمعات السكنية اليهودية المقامة على الأراضي المحتلة عام 67 فقط، وسبب معارضة هذه الأنظمة للاستيطان مرده إلى تبعيتها السياسية وتسخيرها أمريكيا لتنفيذ مخططاتها للمنطقة ومن ضمنها مشروع حل الدولتين الأمريكي، فأمريكا تعارض الاستيطان كونه يعرقل مشروعها ويفرغه من مضمونه، ويعرقل مساعيها الراهنة الرامية لاستئناف المفاوضات التي تسعى من خلالها الإدارة الأمريكية لتحقيق اختراق يذكر في سياستها الخارجية المتعثرة.

إن حق الأمة الاسلامية في الأرض المباركة فلسطين كلها نشأ من الأحكام الشرعية التي تعطي فلسطين مكانة عظيمة فوق أنها أرض خراجية فتحت عنوة، والأرض الخراجية ملك للأمة الإسلامية لا يجوز التنازل عنها أو مهادنة من يحتلها، فوق ذلك فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى المصطفى عليه الصلاة والسلام.

فحق الأمة الإسلامية في كل أرض فلسطين نابع من الإسلام الذي تعتقده الأمة الإسلامية، وليس نابعا من القرارات الدولية التي تتشبث بها السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية ومن دار في فلكهما.

وعلى ذلك فإن كيان يهود مستوطنة كبيرة سواء منه ما أقيم على حدود المحتل عام 48 أو المحتل عام 67، ولا فرق في ميزان الأمة الشرعي بين مستوطنات كيان يهود في حيفا والجليل أو الجولان أو الخليل أو نابلس أو النقب أو غيرها من أرض فلسطين، والإجراء الشرعي المطلوب من الأمة الاسلامية هو اقتلاع هذا الكيان من جذوره عبر تحرير الأرض المباركة كاملة، والتعاطي مع كيان يهود بغير هذا الإجراء الشرعي خيانة ومشاركة للغرب المستعمر لبلادنا في تثبيت كيان يهود عبر إضفاء الشرعية على وجوده وأحقيته في الإستمرار.

آن للأمة الإسلامية أن تتحمل مسؤولياتها فتتحرك الجيوش من فورها لإقتلاع كيان يهود وتحرير الأرض المباركة ومسرى المصطفى عليه الصلاة والسلام، وتسطير حطين وعين جالوت جديدة وإعادة أولى القبلتين وثالث الحرمين لحضن الأمة الإسلامية.