تعليق الصحفي

الذهب في الرأسمالية سلعة تتأثر بالأحداث السياسة

ونقد يحقق الاستقرار المالي في الإسلام

ارتفعت أسعار الذهب واحدا في المئة إلى أعلى مستوياتها في نحو عام اليوم الاثنين بعد أن أجرت كوريا الشمالية أحدث وأقوى اختبار نووي، مما دفع المستثمرين إلى الإقبال على الأصول التي تنطوي على ملاذ آمن (سكاي نيوز عربية).

من المعلوم أن الذهب في الإسلام هو نقود دولة الخلافة، وهو ما يحقق الاستقرار المالي فيها، لأن النظام المالي فيها لا يقوم على عملة ورقية، كما في الرأسمالية التي تطبع أوراق عملاتها دون تغطية من الذهب، وقد نص دستور دولة الخلافة الذي أعده حزب التحرير في المادة 167: "نقود الدولة هي الذهب والفضة مضروبة كانت أو غير مضروبة. ولا يجوز أن يكون لها نقد غيرهما. ويجوز أن تصدر الدولة بدل الذهب والفضة شيئاً آخر على شرط أن يكون له في خزانة الدولة ما يساويه من الذهب والفضة. فيجوز أن تصدر الدولة نحاساً أو برونزاً أو ورقاً أو غير ذلك وتضربه باسمها نقداً لها إذا كان له مقابل يساويه تماماً من الذهب والفضة".

وهكذا يوجب النظام المالي في الإسلام التغطية الكاملة والمساوية من الذهب والفضة للنقود التي تصدرها الدولة، بحيث يتم استبدالها بما يساويها عند الطلب، فلا يتغير سعر صرف العملة ولا يتأثر بالأحداث السياسية، ولا يكون الذهب سلعة لها سعر يتغير في نقود الدولة الإسلامية.

أما في الرأسمالية، فإن العملة الورقية (أو المعدنية) تصدر من قبل الدولة دون قيمة حقيقية، وانما تدعمها سياسات الدول التي تصدرها، ولذلك تتأثر أسعار صرفها بالأحداث السياسية، وهي عرضة للهبوط مع تراجع القوة السياسية للدولة التي تصدرها، وعرضة للانهيار الكامل عند سقوط النظام السياسي الذي يطبعها، كما حصل في عدد من الأنظمة العالمية عند سقوطها.

وبذلك جعلت الرأسمالية الذهب سلعة تشترى بعملاتها الورقية التي لا تغطى بالذهب، بدل أن يكون الذهب نفسه عملة ثابتة القيمة. ومن هنا يتغير سعر الذهب بالنسبة للعملات الورقية، ومن هنا يخشى الناس من تراجع العملات الورقية عند الأحداث السياسية العالمية أو المحلية الحرجة، كما في التصعيد بين كوريا الشمالية وأمريكا لدى تجربة قنبلتها الهيدورجينية.

" إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"

4/9/2017