تعليق صحفي

المقاربات مفاوضات، والمفاوضات تنازلات، فأين بقية فلسطين يا مشعل؟!

 

   الجزيرة نت: دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الإدارة الأميركية إلى اعتماد مقاربة جديدة للصراع العربي "الإسرائيلي" بعد فشل مقاربتها السابقة...وقال مشعل إنه طالما تغيرت الإدارة الأميركية فلتغير تكتيكاتها، وتتعامل بجدية أكبر مع حقوق الشعب الفلسطيني. وأضاف أن المقاربات التي اعتمدتها الإدارة الأميركية السابقة إزاء الصراع العربي "الإسرائيلي" آلت إلى طريق مسدود. وتابع أن على إدارة الرئيس دونالد ترمب أن تدرك أن التصلب يكمن في الجانب "الإسرائيلي" وليس في الجانب الفلسطيني.

 

إن دعوة مشعل للإدارة الأمريكية لتغيير تكتيكاتها واعتماد مقاربات جديدة بين طرفي الصراع هو اعتراف صريح واضفاء للشرعية على تدخل أمريكا وتحكّمها في قضية فلسطين، واعتبارها وسيطاً لا نداً وعدواً متآمراً!

لو كانت هذه الدعوة صدرت عن قادة السلطة ومنظمة "التحرير" الذين ارتضوا الخضوع والاستسلام ورهنوا البلاد والعباد للمستعمرين ما كانت لتكون مستغربة، لكن أن تصدر هذه التصريحات عن زعيم حركة إسلامية تتبنى المقاومة نهجاً للتحرير فهو أمر مستنكر وينبئ عن توجهات جديدة للحركة حاولت صياغتها في وثيقتها الثانية.

إن المقاربات هي عينها "خذ وهات" وهي اعتراف واضح بشرعية الطرف الآخر، وإلا لم تكن مقاربة ولم يكن هناك داعٍ لوسطاء، وإذا ما جمعت هذه التصريحات بقبول الحركة بدولة فلسطينية على حدود المحتل عام ٦٧ كانت الرؤية واضحة ولا تخفيها الكلمات المراوغة ولا العبارات الفضفاضة.

إن على المخلصين في حركة حماس أن يوقفوا انحدار الحركة نحو مستنقع الحلول والمشاريع الاستعمارية فلا يقتفوا أثر من سبقوهم ممن خانوا الله ورسوله والمؤمنين، وأن يدركوا أن الركون للكافرين هو مجلبة لغضب الله وتضييع للمقدسات، وأن من اتخذ من الله غاية ومن الرسول قدوة ومن الجهاد سبيلا لا يمكن أن يكون البيت الأبيض محل تطلعه وأمله بل يعتصم بحبل الله ويلزم أمره ولو كره المستعمرون والمانحون وأدواتهم.

)وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ(

 

٣-٥-٢٠١٧