تعليق صحفي

«مبادرة تطوير علاقات العرب الدولية»

تبقي على هيمنة الأعداء وتحافظ على أس الداء

عمان ـ «القدس العربي»: بالتزامن مع القمة العربية التي تعقد في العاصمة الأردنية عمان في منطقة البحر الميت نهاية الشهر الجاري، أطلق مركز دراسات الشرق الأوسط «مبادرة تطوير علاقات العرب الدولية» ساهم في إعدادها وصياغتها النهائية والتوقيع عليها عدد من رجال السياسة والفكر والبحث، زاد على 30 شخصية عربية وأردنية، فيما تم إرسال نسخ منها لأصحاب القرار العربي بدءاً من الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الأردني هاني الملقي، وإلى جميع الزعماء والملوك العرب عبر سفارات بلادهم في المملكة.

وتتناول هذه المبادرة القيام بمصالحات وطنية وقومية تنهي حالة الاحتراب والاستنزاف، وتعيد تحقيق الوحدة الوطنية والتضامن العربي الرسمي والشعبي، بالإضافة إلى بناء رؤية موحدة لتحقيق التعاون والتنمية والتكامل العربي على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والعلمية لبناء القوة العربية المنافسة دولياً.

كما تتضمن عدداً من الآليات المقترحة من ضمنها وقف تدخل الدول العربية كافة في شؤون الدول العربية الأخرى، والحوار مع القوى الإقليمية والدولية، والتوصل إلى رؤية مشتركة إزاء مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنـية على الصعـيدين الإقليـمي والـدولي.

سنتناول في تعليقنا على المبادرة المقترحة الواردة في الخبر تحت مسمى «مبادرة تطوير علاقات العرب الدولية» من عدة زوايا:

أولا: إن المبادرة مقدمة إلى الأنظمة العربية الرسمية التي ستجتمع في قمتها المقبلة في عمان، علما بأن هذه الأنظمة خلال تاريخها الطويل بغض النظر عن أسماء الحكام الأموات منهم أو (الأحياء الأموات) الذين سيحضرون القمة القادمة، ما اجتمعت هذه الأنظمة إلا على ضرار وما خرج من اجتماعاتها إلا ضلالة وهي أس الداء والبلاء والخراب الذي أصاب البلاد والعباد، وهذه الأنظمة مسلوبة الإرادة أسلمت جميع قضايا الأمة لأعدائها يعبثون بها وهي إلى الأعداء أقرب من الشعوب فضيعت البلاد والعباد.

ثانيا: إن الشخصيات المشاركة في وضع المبادرة معظمها من الوسط السياسي الرسمي الفاسد وهي جزء من الأنظمة القائمة ومعظمهم وزراء سابقون شاركوا في جرائم الحكام ونفذوا السياسات المدمرة التي جلبت الدمار وخربت الديار.

ثالثا: إن المبادرة شخصت الآفات العديدة والمشاكل العويصة والسياسات الجريمة والحالة المزرية التي وصل إليها العالم العربي بسبب الأنظمة القائمة التي كان واضعوا هذه المبادرة جزءا منها، ولذلك تناست المبادرة أس الداء وسبب البلاء وهو وجود هذه الأنظمة العفنة أصلا ومنظومتها الفكرية والسياسية والقانونية القائمة على النظام الرأسمالي الذي جر الويلات على العالم وعلى التبعية والانقياد للغرب الذي أوجد هذه الأنظمة لتحل مكان جيوشه التي كانت تحتل العالم العربي فتحافظ على مصالحه وليس على مصالح الشعوب.

رابعا: إن المعالجات التي قدمتها المبادرة شكلية أو عبارة عن كلمات رنانة فارغة المضمون إن لم تكن في معظمها جرائم تحافظ على الأنظمة القائمة العفنة وتحافظ على حدود سايكس بيكو، وتبقي على قضايا الأمة في يد أعدائها كقضية فلسطين والشام والعراق وكأن جيوش هذه الأنظمة في نظر واضعي المبادرة غير موجودة أو هي موجودة للحفاظ على الحكام أو للوقوف بجانب الأعداء في معاركهم ضد الشعوب.

    لكل ما تقدم نقول إن الذي يريد التغيير وإصلاح الفساد لا يمكن أن يحافظ على أس الداء والبلاء وهو الأنظمة القائمة بمنظومتها الفكرية والسياسية والتشريعية والقانونية، بل عليه أن يعمل على التغيير الجذري بتغيير هذه الأنظمة بمنظومتها الكاملة ووضع مكانها نظاما شاملا مختلفا صالحا ينقذ البلاد والعباد، وهل هناك أفضل من النظام الإسلامي الرباني الذي جلب الخير على المسلمين ومنهم العرب وعلى غير المسلمين طوال 14 قرنا، بل جلب الخير على البشرية، نظام الخلافة بتشريعات من رب العباد، وهذا ما يسعى له حزب التحرير وهو إيجاد خلافة راشدة على منهاج النبوة تجلب الخير على البشرية جمعاء وتنقذها من ظلم وجور النظام الرأسمالي القائم الذي دمر البشرية وخاصة العالم الإسلامي ومنه العربي، ونرجو الله أن يكون ذلك قريبا