تعليق صحفي

"البلدة تلو البلدة" من أجل القضاء على ثورة الشام وإخراج الفصائل صفر اليدين

صعدت طائرات المجرم بشار قصفها لوادي بردى الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة المسلحة شمال غربي العاصمة دمشق، مخلفا عشرات الضحايا من المدنيين. ولليوم الخامس على التوالي تواصل قوات النظام المدعومة بالطائرات محاولة السيطرة على منطقة وادي بردى الاستراتيجية التي يسري فيها ينبوع رئيسي تستمد منه العاصمة معظم إمداداتها من المياه. وهذا يأتي ضمن محاولات النظام للضغط على سكان المنطقة للخضوع لاتفاق تهجير كما حدث مع العديد من المناطق الأخرى في ريف دمشق.

هذا المخطط والمسلسل بالتوازي مع الدور الخبيث الذي تؤديه تركيا في رعاية مفاوضات سياسية لتركيع الثوار، يؤكد على أنّه ما لم يتدارك الثوار والمخلصون ثورتهم فسيتم القضاء عليهم واحدا تلو الآخر، وبلدة تلو البلدة، فأمريكا من خلال النظام وروسيا وإيران وحزبها تسعى لفرض تقسيم جغرافي تبعا للسيطرة، وحصر المقاومة في مناطق يسهل ضربها وإحكام القبضة عليها، تمهيدا لما أسماه دي مستورا المحرقة الكبرى إن لزمت.

وفي ظل ما تسعى له أمريكا من محاولة شق صفوف الثوار وفرزها إلى معتدلة وإرهابية، لتتمكن من حصر من يرفض الخضوع والسير مع مخططات التسوية مع النظام في أماكن محدودة، والقضاء عليهم في المحرقة الكبرى.

وبهذا تطمح أمريكا إلى النجاح في تثبيت عملائها والمحافظة على النظام حتى لو اضطرت لتغيير الوجوه التي لا تعني شيئا لها، وذلك بتشتيت شمل الفصائل وتركيع قادتها وفرض سيطرتها على المناطق ضمن تواصل جغرافي وديمغرافي وطائفي يناسب مخططها.

وهوما يحتم على الفصائل التنبه وتدارك الأمور بالتوحد على مشروع يرضي ربهم وينصرون به أهليهم المستضعفين، ويفشلون بذلك مخططات أمريكا واتباعها وأوليائها في عقر دار الإسلام الشام، والمشروع الوحيد الذي ينطبق عليه تلك المواصفات هو ما صدحت به الجماهير وخرجت من أجله الجموع، مشروع الإسلام في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة.

وإن أبت الفصائل التوحد وإخلاص النية لله، فلا خيار للناس وأهل الشام سوى إسقاط قادة الفصائل المتخاذلة والمتواطئة، ومواصلة المسير نحو المرتجى متوكلين على الله وحده، ومستبشرين بنصره الذي وعد.

(وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)

27/12/2016