تعليق صحفي

يمحق الله الربا يا حكام تركيا

انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه بن علي يلدريم وكالات التصنيف الائتماني الدولية، واصفين قراراتها بأنها "سياسية، وغير محايدة إلى حد كبير"، وذلك بعد أن خفضت وكالة التصنيف الائتماني الدولية (موديز) تصنيف الديون السيادية لتركيا لأقل من المستوى الاستثماري.

وخفضت موديز تصنيف تركيا إلى أقل من الدرجة الاستثمارية، لتنتقل من "بي أي أي 3" إلى "بي أي 1" مبرّرة ذلك بمخاوف بشأن سيادة القانون في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة، ومخاطر بشأن الاستدانة من الخارج وتباطؤ الاقتصاد.

كما توقعت الوكالة نفسها أن يتكرر تخفيض التصنيف الائتماني لتركيا في السنتين القادمتين، مما سيؤدي إلى ارتفاع مستمر في الفوائد الربوية على الديون التي تقترضها الحكومة التركية.

بدايةً لا بدّ من القول أن ما يسمّى التصنيفات الائتمانية هي أدوات سياسية بامتياز، ولا يمكن فصلها عن الخطط الاستعمارية التسلّطية للولايات المتحدة الأميركية. كما أن الكذب والخداع هي من صفاتها الأساسية، وليس أدلّ على ذلك من دورها في الأزمة المالية العالمية عام 2008 بسبب تضليلها للمستثمرين بشأن الجودة الحقيقية للديون التي قاموا بتصنيفها.

ولكن الأهم في تعليقنا على الاقتصاد التركي أنه اقتصاد بلد اسلامي، يؤمن أهله بدين الإسلام، وكثيرٌ منهم يدعم حزب العدالة والتنمية في الانتخابات بسبب ما يرفعه من شعارات إسلامية. ومن قطعيات الإسلام تحريم الربا بأشدّ الألفاظ، وتصويره بأقبح الصور التي تجعل المسلم ينفر منه ويزدري مرتكبيه... فكيف يبيح أردوغان وحزبه لأنفسهم أن يرهنوا اقتصاد المسلمين في تركيا بالديون الربوية؟ نعم إن تلك القروض الآثمة تؤدي إلى انتعاش مؤقت في الاقتصاد وشعور بالثقة عند المستثمرين الرأسماليين، ولكنّ إثم هذه القروض عند الله تعالى عظيم لو كانت على مستوى فرد يريد شراء بيت أو ما شاكل، فكيف الحال وهذه القروض على مستوى دولة كبيرة بحجم تركيا، تبلغ فيها الديون على الحكومة وبنوكها المحلية نسبة 33% من الانتاج المحلي السنوي، وتبلغ نسبة الفائدة الربوية الحكومية 8.5%؟! ألم يشرع لنا الله سبحانه نظاماً اقتصادياً شافياً كافياً فيه الحياة الطيبة والتقدم والازدهار؟ ألم تحقق الدولة العليّة العثمانية الكفاية الاقتصادية للمسلمين لقرون عديدة في ظل نظام الإسلام؟ فكيف نرضى اليوم أن تكون معائشنا رهينة لمؤسسات رأسمالية غربية مضللة مخادعة؟!

الله سبحانه وعدنا بمحق الربا، وتوعّدنا بحربٍ من الله ورسوله في حالة الإصرار على الربا، فهل أنتم منتهون؟

25/9/2016