تعليق صحفي

فلسطين مجرد ديكور في مؤتمرات الحكام بعد أن "اكتشفوا" أن الاحتلال شريك لهم في الحرب على "الإرهاب"!!

يعقد في إسطنبول مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي من 12-15 أبريل الحالي ليناقش قضايا المسلمين في فلسطين، وسوريا واليمن وليبيا وغيرها، ودور المنظمة على الصعيدين الإقليمي والدولي، واعتماد خطة عشرية جديدة 2015-2025 تقوم على عدة أسس من أهمها محاربة "التطرف والإرهاب". وقال إياد مدني، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي،إن "الأزمات والصراعات التي تستهدف العالم الإسلامي، تستوجب منا تكثيف الجهود لمواجهة ظاهرة العنف والإرهاب، التي تعيق كل ظاهرة تنموية".

وبخصوص فلسطين فمن المتوقع أن يدعو المجتمعون إلى تكثيف الحراك الدبلوماسي وأن يؤيدوا عقد مؤتمر دولي للسلام، وأن يعتمدوا خطة لتنمية القدس الشريف.

رغم عدم جدية هذه المؤتمرات لعدم امتلاك الدول المشاركة فيها لأدنى مقومات السيادة التي تمكنها من اتخاذ أي قرار مصيري جراء ارتهانها للاستعمار وعلى رأسه أمريكا، إلا أن قضية احتلال فلسطين لم تعد تحظى باهتمام الحكام المنصاعين للسياسات الاستعمارية، وبات الحديث عن احتلال الأقصى والتغني بالقدس مجرد ديكور لتزيين هذه الاجتماعات التآمرية.

ويعود إسقاط قضية فلسطين من اهتمامات المؤتمرين بل المتآمرين إلى أسباب عدة، منها؛

·       إسقاط أمريكا -الآمرة الناهية للحكام- لهذه القضية بسبب انشغالها بملفات أكثر أهمية وتأثيراً على نفوذها في المنطقة، على رأسها الثورة السورية.

·       تسخير أمريكا لكل جهود الحكام وجيوشهم وطاقات بلادهم وثرواتهم لصالح الحرب على الإسلام التي تتخذ شعاراً كاذباً ومبررات مصطنعة ويروج لها إعلاميا بالحرب على الإرهاب.

·       وجراء انخراط هذه الدول في حروب أمريكا الاستعمارية وأحلافها الصليبية أصبح كيان يهود شريكا في هذه الحروب وليس محل نبذ أو عداوة، ويشهد على ذلك اللقاءات العلنية والسرية التي يلتقي من خلالها العديد من الأوساط السياسية العربية بزعماء يهود عبر مؤتمرات علنية وعبر غرف سرية، وانخراط بعض الدول في التطبيع العلني مع هذا الكيان المحتل، وهو ما دعا رئيس وزراء كيان يهود للقول أن أكثرية الدول العربية لا ترى فينا عدوا بل شريكا لها في الحرب على الإرهاب.

إن مواقف الحكام وأنظمتهم ومنظماتهم المهترئة وتآمرها على فلسطين وأهلها كانت عاملاً رئيساً مكّن يهود من احتلال الأرض المباركة، وهي لا زالت السبب الرئيس في استمرار هذا الاحتلال وجرائمه.

إن دعم الحكام لتوجهات السلطة في التحركات الدبلوماسية الخجولة عبر الأمم المتحدة، واهمالهم للحل الوحيد لقضية فلسطين القاضي بتحريرها عبر جيوش الأمة، لا يمكن أن يعدّ دعماً لفلسطين بل هو تآمر أضافي ضد فلسطين وأهلها، كما أن أموالهم الملوثة التي يزعمون السعي من خلالها لتنمية القدس وهي تحت الاحتلال لا يمكن لعاقل إلا أن يعدها سخفاً كمن يعالج كسراً أو جرحاً غائراً بالنفخ عليه.

لقد أسقطت الأمة من اعتباراتها تلك المنظمات المتآمرة كما اسقطت هيبة الحكام وأنظمتهم، وهي سائرة في ثورتها وستطيح بهؤلاء الأقنان عمّا قريب بإذن الله، ولن يحول بينها وبين ذلك دعم أمريكا لعملائها أو جيوشها وجيوش أدواتها وأشياعها وأذنابها، وحينها ستمتلك الأمة زمام أمرها ولن يكون تحرير فلسطين عملاً شاقاً على جحافلها يستغرق عشرات السنين وعشرات المؤتمرات بل سيكون قراراً واحداً فقط وسينصر المسلمون بالرعب، وإن غداً لناظره قريب.