تعليق صحفي

الحل الوحيد لقضية فلسطين بقدسها وأقصاها هو ما يتجاهله عباس ومنظمة المؤتمر الإسلامي!

قال رئيس السلطة محمود عباس أن هناك أهمية لإنشاء برنامج خاص للتمكين الاقتصادي للشعب الفلسطيني في القدس وفي سائر الأراضي المحتلة وفي المهجر، على أمل تركيز هذا البرنامج على المشاريع والمبادرات الكفيلة بدعم الصمود والعيش الكريم على الأرض، ولتعزيز منعة الفئات والمجتمعات الأكثر ضعفاً في فلسطين.

وقال، في كلمته أمام القمة الاستثنائية الخامسة للمؤتمر الإسلامي المنعقدة في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، اليوم الاثنين، "إننا نتطلع لحشد الموارد لهذا البرنامج بكل الوسائل، سواء منها مساهمات الدول أم المؤسسات أم الأفراد، وأرجو تكليف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ورئيس البنك الإسلامي للتنمية لإيجاد الآلية المناسبة لتنفيذ هذا البرنامج البالغ الأهمية لشعبنا الصامد".

وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:

1.    إن القدس وأهلها وبقية فلسطين ليست مادة للتسول وجمع أموال السحت التي لا يعرف أهل فلسطين في أي ثقب أسود تبتلع، فهي مسرى رسول الله وثراها مجبول بدماء الصحابة وهي الأرض التي باركها الله من فوق سبع طباق، وكل تسخيف لقضيتها وتسطيح لأهميتها هو تآمر عليها وتضيع لها فوق تضييع.

2.    إن الحديث عن برامج "تمكين" في ظل جثمان الاحتلال على فلسطين هو ترسيخ لهذا الاحتلال وإقرار به، ولو تدبر هؤلاء أمرهم لرأوا سخف قولهم "بالتمكين" الذي يمر عبر بوابات الاحتلال وموافقته الأمنية الاقتصادية.

3.    ثم إن هذا الاحتلال الغاشم لم يلتفت يوماً لكل قرارات منظمة المؤتمر الإسلامي، وهو سادر في غيه ماض في سعيه لتقويض الأقصى وهدم أساساته والتضييق على المصلين والسماح لعلوج المستوطنين بتدنيسه، أفيكون الرد على هذه الجرائم الفظيعة بطلب الدعم المالي والتسول بدعوى حماية الأقصى والقدس وتمكين أهلها؟!

4.    إن الحل الوحيد لقضية فلسطين بقدسها وأقصاها هو تحريرها والقضاء على كيان يهود، ولا حل سوى ذلك، وهو الطرح الوحيد الذي تتجاهله السلطة والأنظمة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وكل ما سوى ذلك هو إطالة لعمر الاحتلال و"تشريع" له وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.

5.    إن تحرير فلسطين لا يحتاج لمؤتمرات قمة استثنائية أو عادية حيث يجتمع فيها أنظمة تزعم تمثيل أكثر من مليار ونصف من المسلمين وتقف عاجزة امام تحرير مسرى نبيها المحتل من قبل كيان مسخ جبان لا يعدو 5 ملايين، فلو صدق هؤلاء المجتمعون في زعمهم الحرص على فلسطين وقدسها وأقصاها لأعلنوا الجهاد من فورهم وحينها سينصرون بالرعب، أما والحال غير ذلك فستبقى البغاث في أرضنا تستنسر.

6.    إن هذه الأنظمة ومنظماتها باتت عبئا على كاهل الأمة، تتغنى بالقدس وفلسطين ولا تحرك لتحريرها ساكناً، بينما توجه مقدرات الأمة وجيوشها لقتل المسلمين وتدمير بلادهم وتنفيذ مخططات المستعمرين، لذا وجب على الأمة أن تجدّ في مسعاها وأن تطيح بهذه الأنظمة وتقيم الخلافة على أنقاضها فتستعيد زمام أمرها وتسير في جيوش جرارة فتحرر القدس وفلسطين وتنصر المسلمين المستضعفين في كل مكان. وإلى أن يتحقق ذلك فإن الثورة يجب أن تستمر.