تعليق صحفي

سباق الانتخابات الأمريكية تجسيد للرأسمالية في توجيه الرأي السياسي

نشرت الجزيرة نت تقريرا تحت عنوان "دور المال بالانتخابات التمهيدية الأميركية"، جاء فيه: "يلعب تمويل الحملات الانتخابية للترشح للرئاسة الأميركية دورا مهما في إبراز مرشحيها، ومن شأن الممولين أن يؤثروا على سياسات الرئيس المقبل والتعهدات التي يقطعها على نفسه أثناء الحملة الانتخابية، وقد تنتج عن ذلك وعود للممولين بتقلد مناصب والحصول على مكافآت".

إن مثل هذا التقرير يفضح الديمقراطية التي يروج لها بعض المتسلقين على أكتاف الثورات، وهم يريدون إعادة تجريب المجرب، إذ ها هي أمريكا "أم الديمقراطية" تتكشف عن انتخابات تحركها الأموال قبل الأفكار.

ومن المعروف أن الرأسمالية تقوم على النفعية، وعلى قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، ولذلك لا قيمة للقناعات الراسخة في رسم السياسات عند الرأسماليين، بل المحدد لذلك كله هو المنفعة، ومن هنا أصبح المال هو المحفز للسباق الانتخابي، وهو يأتي قبل الأفكار وقبل الرؤى السياسية. وأصبح المال هو المكبل للرئيس القادم حسب شبكة التوافقات والمصالح التي يلتزم بها خلال حملته الانتخابية.

فكيف يمكن أن يدعي البعض أن الديمقراطية -وأمها الرأسمالية- يمكن أن تمثل نموذجا ناجحا للحكم؟ والله سبحانه قد بيّن بطلان كل نهج حكم غير الإسلام:

"أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚوَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ".

ولذلك جدير بالمضبوعين بالديمقراطية أن ينتبهوا إلى ما تؤول إليه من جعل المال قبل الأفكار، مما يقضي بفساد المجتمع. ومن ثم أن يعظموا قيمة التشريع في الإسلام ونظام الحكم فيه.

"وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ ۚوَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ"