تعليق صحفي

بيان اللجنة الرباعية...تواطؤ مغلّف بإدانات كاذبة!

أدان بيان للجنة الرباعية، صدر من مدينة ميونخ هذا اليوم بخصوص "عملية السلام" في الشرق الأوسط، "جميع الأعمال الإرهابية وأعرب عن قلقه الشديد إزاء استمرار العنف ضد المدنيين". وأكد بيان الرباعية على ضرورة الوحدة الفلسطينية الحقيقية، على أساس الديمقراطية ومبادئ منظمة التحرير الفلسطينية، وهو ما اعتبره أمراً ضرورياً لإعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت سلطة فلسطينية شرعية ديمقراطية واحدة. وأكد البيان "أن اللجنة الرباعية ملتزمة بتحقيق حل شامل وعادل عن طريق التفاوض لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي بناء على قراري مجلس الأمن 242 و338".

وللتعليق على هذا البيان نذكر الأمور التالية:

* إن دور الرباعية الدولية منذ نشأتها هو دور استعماري يرمي إلى تثبيت "شرعية" الاحتلال اليهودي الغاشم للأرض المباركة، وتسويق حل الدولتين الأمريكي كحل نهائي لقضية فلسطين.

* لقد وصف البيان، في سياق الإدانة، أعمال المقاومة بالإرهابية، بينما اعتبر جرائم المحتل واعداماته الميدانية أعمال عنف تجاه المدنيين، وهذا الوصف بحد ذاته يتخطى مساواة الضحية بالجلاد إلى الانحياز للمحتل وتبرير جرائمه وإن غلف هذا الانحياز بعبارات الإدانة المخادعة.

* إن اعتبار اللجنة توحيد الضفة وغزة أمراً ضرورياً تحت سلطة فلسطينية شرعية واحدة يكشف النقاب عن خلفية الحراك الدائر حاليا وأنه يأتي تلبية لمتطلبات دولية، كما أن تدخل اللجنة ونصها على ضرورة أن تكون الوحدة على أساس مبادئ منظمة التحرير الفلسطينية يكشف عن مدى تدخل وتحكم القوى الدولية الاستعمارية فيما يعرف بملف "المصالحة" واشتراطها أن يكون وفق إملاءاتها.

* لقد أثبتت الوقائع أن المفاوضات مع المحتل –علاوة على حرمتها- لم تغير شيئا بل زادت من انحدار قضية فلسطين وزادت من تغول المحتلين على أهل فلسطين، لذا فإن بقاء التمسك بالمفاوضات ودوام المطالبة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الجائرة هو إصرار على الخيانة.

* إن كل الجهود الدولية لن تفلح في حل قضية فلسطين، إذ لا حل لها إلا باقتلاع كيان يهود، وإن الأمة التي تسعى بجد لاستعادة زمام أمرها ستحرك جيوشها قريباً لتحرير مسرى نبيها وتطهير الأرض المباركة من رجس يهود، وحينها لن ينفع المرتمين في أحضان الرباعية والأمم المتحدة الندم.