عالم رأسمالي منافق وظالم وإعلام منحاز للمستعمرين، إشارات تؤذن بأن الظلم سيزول

عنونت صحيفة عربية مشهورة خبرها عن قمة المناخ المنعقدة في باريس بعنوان يقطر حزنا على أحداث باريس فكتبت  "باريس الجريحة تستضيف قادة العالم لحضور مؤتمر المناخ... ودقيقة صمت تحية للضحايا".

 

ينحاز الإعلام إلى أسياده المرتبطين سياسيا وماديا وثقافيا  بالمستعمرين، فتقطر عناوينه وأخباره حزنا على حادثة يتكرر مثلها يوميا في حواضر ومدن العالم الإسلامي، فكم نزفت فلسطين دما على يد كيان يهود، وهي تودع كل يوم الشهداء خاصة من الأطفال والبنات والنساء والشباب صغار السن.... ولا تزال.

 

 والأطفال والنساء والشيوخ يموتون يوميا تحت قصف براميل طاغية الشام وصواريخ الغزاة الروس، وتهدم المدن وتسحق عشائر بأكملها في العراق والشام بقصف طائرات الحلف الصليبي على الأمة الإسلامية ويستمر النزيف في اليمن إرضاء لعيون أمريكا وغيرها من المستعمرين ولم تعتصر وسائل الإعلام ووسائطها ألما على حواضر المسلمين الحزينة المجروحة يوميا، كما اعتصرت وأزبدت وأرعدت على ليلة واحدة لا تعد من آلاف الليالي التي تكابدها مدن المسلمين الجريحة المسفوحة دمائها !!

ولا يقتصر ذلك النفاق  على الإعلام المأجور بل يصبح النفاق والتناقض الصارخ مسلكا دوليا لا خجل فيه، فيقف نحو 150 رئيس دولة وحكومة دقيقة صمت في ذكرى ضحايا الاعتداءات التي وقعت في الآونة الأخيرة في عدة دول بينها فرنساحيث وقف العديد من القادة الدوليين من بينهم #اوباما ورئيسة تشيلي ميشيل باشليه ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي أمام مسرح باتاكلان  في باريس حيث وقع أكبر عدد من الضحايا خلال الاعتداءات وكان 90 شخصا.

يقف القتلة وأعوانهم دقيقة صمت لتسعين أو يزيدون قتلوا في باريس ومئات الألوف قتلوا في سوريا والعراق وفلسطين وغيرهم من بلاد المسلمين وتستمر طائراتهم بالقصف والسحق والتدمير وكأن الذين يقتلون في باريس بشرا والذين تسحق عظامهم في سوريا وفي العراق وفلسطين وغيرهم من بلاد المسلمين ليسوا بشرا ولا يستحقون الوقوف "دقيقة" لمراجعة هذه الجرائم المستمرة التي تخالف كل معتقد وقيمة إنسانية وحقوق بشرية يتشدق بها المصطفون في باريس بثيابهم الأنيقة وأيديهم التي تقطر دما لم يجف !!!

 مشهد إنساني مزيف يرسمه مجرمو الحرب في باريس يتناقض مع عنصريتهم ووحشيتهم الرأسمالية التي أعمت عيونهم عن كل التناقضات والجرائم التي يقترفونها هم في حق البشرية، فظنوا أن الشعوب لاترى عيوبهم وتناقضاتهم الصارخة فتمادوا وأصبح النفاق والكذب لا خجل فيه ولا تراه الصحف ولا وسائل الإعلام .

ان المستعمرين الرأسماليين واهمون أعمت بصائرهم العنصرية عن رؤية شعوب الأمة الإسلامية وغيرها من شعوب الأرض التي باتت ترفض ذلك الظلم الواقع عليها من المستعمرين وأسلحتهم وحروبهم ومصانعهم التي لا ترى قيمة للبشر بقدر ماترى قيمة للغاز والنفط والدولار.

إن ذلك الظلم المستشري في الأرض  وذلك التناقض والنفاق وذلك الرفض للظلم  من الأمة الإسلامية وغيرها من شعوب الأرض  يؤذن بأن  التغيير قادم وأن الأمة الإسلامية هي المرشحة الوحيدة لخلع هذا الظلم عن الإنسانية، فهي الوحيدة التي تحمل رسالة ربانية تخرج الناس من ظلم العباد إلى عدل الإسلام ومن وحشية الرأسمالية إلى رحمة الأحكام الشرعية، فعلى الأمة الإسلامية أن  تستمر في حراكها إلى أن تقيم خلافة راشدة على منهاج النبوة تخلص البشرية من وحشية الرأسمالية وتنشر العدل والصدق والرحمة في الأرض.

 

30-11-2015