تعليق صحفي

روسيا لا تتعظ بمن سبقها وتنضم بطياريها لحلف المهزومين أمام ثورة الحق في الشام!

 نقلت الجزيرة أمس خبرا صحفياً مفاده أن روسيا ستتدخل عسكريا لصالح النظام السوري من خلال قاعدة عسكرية وطيارين روس، حيث سيشنون غارات على مواقع المعارضة.

وسبق ذلك إرسال روسيا إلى مطار المزة العسكري في دمشق 6 طائرات من طراز ميغ – 31، وذلك في إطار اتفاق التسلح المعقود بين روسيا وسوريا، حيث رافقت الطائرات الروسية طائرة نقل وقود لتزويدها في الجو.

وتستمر روسيا في تسليح سوريا وقد تسلمت العديد من الصواريخ من طراز كورنت 5 المتطورة كما تسلمت مدفعية ميدان روسيا من عيار 130 ملم ضمن خطة التسلح التي تم توقيعها منذ 3 سنوات بين روسيا وسوريا.

ويفكر بوتين بإعطاء إشارة للعالم بأن روسيا تدعم الأسد وتريد بقاءه ولذلك قد يرسل سرباً من طائرات الميغ 31 كي يرابض في مطار عسكري على الساحل السوري ويقوده طيارون روس من سلاح الجيش الروسي ...

 

كعادة القادة الروس فإنهم لا يلتقطون الاشارات السياسية الواضحة ولا يقرؤون حقائق التاريخ والسياسة، ويتخذون القرارات السياسية في المفاصل التاريخية في حياة الانسانية بانفصال عن الواقع وتخبط لا مثيل له تدخلهم فيه عنجهية القوة العسكرية ومكر الساسة الغربيين المحنكين الذين يريدون توريط روسيا في مزيد من الحروب لإنهاكها والحد من تأثيرها في السياسة الدولية فتسقط كما سقط الاتحاد السوفيتي سابقا.

فأي عاقل يدخل حربا ضد ثورة تكسرت على صخرتها مؤامرات سياسية متوالية؟! ووقفت صامدة أمام قصف نظام متوحش لها بالبراميل المتفجرة والاسلحة الكيماوية، ولم تستطع مليشيات الطائفية المصطنعة وعصابات النظام الايراني ومرتزقة العالم شرقه وغربه وشذاذ الآفاق، وحزب إيران أن يخمدوا لهيبها المشتعل، بل وصمدت أمام طائرات الحلف الصليبي الذي ضم أنظمة عميلة للغرب ورغم قصف طائرات النظام السعودي والأردني والإماراتي والتركي لم يستسلم أهل الشام ولم توقف الثورة بل خرج أهل حلب في الجمعة الماضية وغيرها من مدن الشام في مظاهرات تنادي بالخلافة وتستنصر أهل القوة لإقامة خلافة على منهاج النبوة.

إن الروس لا يتعظون بهذه الهزائم المتراكمة لقوى الباطل التى حاولت أن توقف ثورة الشام، فالقتل والتدمير والحرق والتهجير لن يوقف ثورة اتصلت بأصل القوة والجبروت...اتصلت بالله عزوجل وأعلنت منذ اليوم الأول أنها ثورة لله في مسيرات انطلقت تردد...هي لله هي لله.

إن الحقائق التاريخية والسياسية تقرر أن الأمة الاسلامية لا تهزم إن هي قاتلت تحت راية صحيحة، وأن النصر حليف أمة رفعت راية لا اله إلا الله محمد رسول الله، تريد إخراج العباد من عبادة العباد والرأسمالية والديمقراطية إلى عبادة الله الواحد القهار، لذلك لا يقف ضد ثورة الأمة في الشام إلا مهزوم لا يقرأ التاريخ ولا يفهم منعطفاته التي تغير مساره، ولا يتورط في حرب أمة الإسلام إلا أحمق لا يجيد حسابات الربح والخسارة على المدى البعيد.

إن على الأمة الإسلامية أن تلتف حول ثورة الشام كنموذج للتغيير الجذري المطالب بإقامة الخلافة، نموذج لم ينكسر ولم يتراجع لأنه اتصل بالله وقطع علائقه بالغرب والديمقراطية اللعينة، فلا يستغرب وقوف ثورة الشام وصمودها إلى الآن إلا من فقد اتصاله بالحقائق التاريخية والسياسية وفقد اتصاله بالله ورسوله الذي قال: "إن الله قد تكفل لي بالشام"، وقال "ثم تكون خلافة على منهاج النبوة".

إن النصر حليف ثورة الأمة التي تتقد شعلتها في بقعة من أرض الإسلام باركها الله وتكفل بها لرسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، وأن الهزيمة لاحقة لا محالة بكل قوى الكفر ومن تبعهم ووالاهم من الأنظمة العميلة للغرب المستعمر، وما على الامة الإسلامية إلا أن تستمر في حراكها لدفع أهل القوة وقادة الجند وضباطهم للالتحاق بالركب الذي أوشك أن يسير نحو الخلافة الراشدة...

وإلى أن تبايع الأمة خليفة يحرر الأرض والمقدسات، وينسي الروس وغيرهم وساوس الشيطان، إلى أن نعيش عزة الإسلام ونتنفس عبق الانتصارات فإن الثورة يجب أن تستمر.