تعليق صحفي
سلطة غزة تحث الخطا نحو اتفاق سياسي تحت عنوان الهدنة!
نقلت وكالة قدس للأنباء أن مصادر في حركة حماس كشفت أن مجلس الشورى للحركة عقد أول من أمس (الجمعة) في قطاع غزة، جلسة موسعة لبحث آخر ما طرحه المبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية، طوني بلير، في زيارته الأخيرة لقطر والتي التقى خلالها برئيس المكتب السياسي، خالد مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق. وأن أعضاء المكتب السياسي المتواجدين في غزة بحضور إسماعيل هنية عرضوا ما قدمه بلير للقيادة في قطر، مبينة أن أهم ما طرحه المبعوث الدولي السابق موافقة "إسرائيل" على ممر مائي تحت مراقبتها ورفع الحصار بشكل كامل والسماح لآلاف العمال من غزة بالدخول "لإسرائيل" مقابل أن توقف حماس حفرياتها على الحدود وتمنع إطلاق الصواريخ وأن تقبل بتهدئة لا تقل عن 8 أعوام.
إن مسار الهدنة مع دولة يهود هو مسار سياسي لا مجرد تكتيك عسكري للمقاومة، وهو حصر لقضية فلسطين ضمن المبادرات السياسية الباطلة. وهو محصلة مفاوضات (غير مباشرة) مع كيان يهود، وهو بذلك سير على خطا فتح التفاوضية، بل منافسة لها على ذلك المسار الباطل، وتلك التحركات الدبلوماسية، بعدما تم التنافس- بل الاقتتال- على كعكة السلطة..
والاتفاق يلبي المصالح اليهودية ويتوافق مع انتهازية نتنياهو، الذي يريد التهرب من مسار حل الدولتين الأمريكي عبر مشروع الهدنة أوروبي المنشأ والمسار، والذي تقوم فيه قطر ذات الولاء البريطاني بدور العرّاب، وتناكف بذلك وتنافس الدور المصري سمسار المشروع الأمريكي.
إن شقي السلطة في غزة ورام الله يتنافسون على الحلول الغربية ويختلفون حولها، إذ إن مشروع الهدنة يسير باتجاه الحلول المؤقتة، ولذلك يحظى باهتمام نتنياهو وحكومته الليكودية التي ترفض مبدئيا فكرة الدولة الفلسطينية (أمريكية المنشأ). أما السلطة الفلسطينية ورجالاتها المتأمركون فيرفضون هذا المسار ويدفعون نحو دفع المشروع الفرنسي، الذي يقوم على حل الدولتين –الدائم، والمنسجم مع الرؤية الأمريكية.
وكان الأجدر بقادة حماس أن يعوا مصالح الأطراف المتصارعة على قضية فلسطين، وأن لا يقبلوا بأن تكون غزة جسرا لتمرير ذلك، وأن لا يتورطوا في التقدم بهذا المسار، وأن لا "يشرعنوا" المفاوضات السياسية مع اليهود في عقلية أنصارها. وكان الأجدر بالمثقفين والنخب السياسية فيها أن لا تعمل على الترويج للاتفاق عبر مبررات سياسية باطلة.