تعليق صحفي

حكام المسلمين وأعوانهم...خصيمهم أطفال ونساء وشيوخ المسلمين يوم القيامة، فويل لهم!

غير مبالية بشمس الصيف الحارقة -التي تجاوزت درجتها الأربعين- تنبش المرأة الثلاثينية النحيلة، أكوام القمامة عند أطراف مدينة كربلاء، وبأصابع قد برز عظمها من أسفل الجلد بشكل لافت، تتناول بعض القطع من هنا وهناك، لتضعها في أكياس متسخة، بعضها للمعادن وأخرى للبلاستيك.

وعند سؤالها عمن تكون وماذا تفعل هنا؟ أجابت بهدوء من اعتاد المعاناة "اسمي أم محمد، وأبحث عن رزقي ورزق أبنائي".

وتقطع أم محمد إلى جانب عشرات آخرين معظمهم نساء وأطفال مسافة عشرين كيلومترا يوميا للوصول إلى مكب النفايات الرئيسي، حيث الصحراء القاحلة، في جنوب كربلاء (وسط العراق)، ليقضوا النهار بحثاً عن المعادن، مثل الحديد والألمنيوم والنحاس، إضافة إلى البلاستيك والكارتون، لجمعها ووضعها في أكياس، ومن ثم نقلها إلى المدينة لبيعها في سوق الخردة.

أم محمد، تقول وهي لا تزال منشغلة بعملها الشاق "أجني يوميا من هذا العمل بين خمسة آلاف و15 ألف دينار (بين أربعة دولارات و12 دولارا) في اليوم الواحد".

وتتوقف لحظات لتنظر بأسى إلى النسوة والأطفال المنتشرين حولها يبحثون بين النفايات، قبل أن تقول "لم أجد ما يسد رمق عائلتي سوى هذا العمل المضني، والذي لا يعطينا من المال بقدر ما يأخذ من صحتنا وأعمارنا، نحن وأطفالنا"، مشيرة إلى بعض البقع التي تظهر على أيدي ووجوه بعض النسوة والأطفال، نتيجة إصابتهم بأمراض جلدية جراء العمل في النفايات دون أي أدوات للوقاية الصحية.

وحول دور الحكومة تقولإن "المسؤولين -بدلا من أن يزوروا مكب النفايات للاطلاع على الأسباب التي تدفع الناس لنبش النفايات- يقومون بإرسال الشرطة لمطاردتنا، بحجة أننا لا نملك ترخيصا للعمل".

يا له من مشهد يرسم بأدق التفاصيل خسة ونذالة حكام المسلمين المجرمين، أجاعوا الأمة وأفقروها، نساء وشيوخا وأطفالا.

أية ذلة وعوز هذا الذي أوصلنا إليه حكام المسلمين؟!!

بلاد المسلمين تسبح في بحر من النفط والخيرات، ينعم بها الغرب في بلاده، وأهل البلاد ينبشون القمامة بحثا عن لقمة الخبز!!

ثم يأتي أوباش الأنظمة في بلاد المسلمين ليسألوا عن ترخيص للعمل في مكب النفايات!! ولا يسألون حكامهم عن رخصة مزاولة مهنة سرقة الثروات والخيانة والتفريط ونهب البلاد!!

إنّ حكام المسلمين وأعوانهم من الظالمين على موعد أليم مع رب الأرباب يوم الفزع الأكبر، وسيكون خصيمهم يوم القيامة أطفال ماتوا جوعا ومرضا، ونساء متن ذلا وقهرا، وشيوخا ماتوا كمدا وحسرة.

وأما أطفال ونساء وشيوخ المسلمين فهم على موعد قريب إن شاء الله مع دولة الخلافة الراشدة التي سيسهر خليفتها على خدمتهم ورعايتهم، وسيحنو عليهم كما يحنو على أطفاله في بيته.